"هاظا إحنا.."
نحن الشعب الوحيد في العالم الذي كلما زاد فقره زاد صرفه و”عرطه” دون تفكير أو تدبير ، فنظرية اللحاف والرجلين ..نظرية أفشلناها منذ زمن طويل عن سبق إصرار وترصّد ، بعد أن مددنا الرجلين في الفراغ وحوّلنا اللحاف الى رقعة كبيرة من الفقر..
ما جرى مساء الخميس من إشعال سماء البلد بالألعاب النارية – التي اتخذ قرار بحظرها وحظر استيرادها قبل 3سنوات- ونثر النيران في كل مدن وقرى ومخيمات وأرياف وبوادي المملكة ، يثبت أننا لا يمكن أن ننجح في الوصول او حشد أية مليونية سوى مليونية “الإسراف” والتبذير “ابتداء باحتفالات التوجيهي” وليس انتهاء بــ”مسجات” العيد..
تعالوا نحسب كم أنفقنا على “النتايج”..138969 طالب وطالبة قدموا امتحان التوجيهي ، كانت نسبة النجاح 56.3% أي ان هناك أكثر من (78000) ناجح توجيهي هذا العام ..لو افترضنا أن 80% من الناجحين احتفلوا بإطلاق العيارات والألعاب النارية والمفرقعات.فهناك 62000 شخص على الأقل استخدموا الألعاب النارية ، طيب لو أنفقت كل أسرة 20 ديناراً فقط للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة ..المبلغ التقريبي حوالي مليون وربع المليون ديناراً أحرقها الأردنيون في أربع ساعات فقط، ثمن “الطاخ والطيخ”، طبعاً الحسبة أعلاه على أقل تقدير..هذا عدا مجاملة الأعمام والعمّات والأخوال والخالات والنسايب والقرايب وتحيّتهم أيضا بالمفرقعات كلما مدّ أحدهم رجله من بوابة الدار..مما يعني تضاعف الإنفاق على “الشنّيك” ثلاث الى اربع مرّات..ووصول المبلغ الى 3 ملايين دينار تقريباً…
لا أعرف ،مم تشكو الزغاريت ؟؟؟..فهي مجانية أولاً ، وتعتبر زامور الفرح الحقيقي ثانياً وثالثاُ يمكن توليد الطاقة من عدد فرّات اللسان في الفم مع كل زغرودة جادة!!!. يا سبحان الله حتى نسوان هذا الزمان لم تعد تزغرت..!!.
طيب خذوا هذه القصة الحقيقية:
روى لنا أحد الكتّاب الكبار، وقد شغل منصب وزير سابق ،وأتحفظ على ذكر اسمه تلافي لإحراجه مع جماعته ..انه حضر احد الأعراس التقليدية قبل شهرين ، يقول معالي الزميل انه شاهد بأم عينه أحد “الوجهاء” يحضر “الكلاشينكوف” و يرافقه ابنه بــ “كميات هائلة” من الرصاص..وفور توسطه ساحة العرس بدأ بإطلاق الرصاص الحي من رشاشه لأكثر من نصف ساعة متواصلة حسب رواية الزميل الذي قدّر ما أنفقه الرجل بحدود 10الآف دينار..وبعد ان أفرغ كامل الذخيرة في صدر السماء..سلم السلاح لولده ليضعه في السيارة ، ثم جلس بجانب الزميل الوزير وقال له بالحرف الواحد “فيش حواليك وظيفه لــ”هالولد”؟؟!!!..فقال الزميل تعجّبت ممن يصرف 10 الآف دينار في الهواء “فشك فاضي”بنصف ساعة، ويطلب وظيفة لابنه بــ 200 ليرة بالشهر؟؟؟؟!!.
“هاظا إحنا…ما حدا مقوّي وجه الحكومات علينا ..غيرنا”
طخيني يا كرمة العلي !!!
احمد حسن الزعبي