حمار الشارع
قبل يومين أو ثلاثة نشرت وسائل الإعلام خبرا عن حمار صليبي أصلي كان (يقسدر) في شارع الأردن في عمان، ما أربك حركة السير وأدى- أو كاد- الى وقوع حوادث وإصابات . المهم جرت الأمور على خير، بعد أن تم اقناع الحمار –بالتي هي أحسن- أن يبتعد عن الشوارع ويمارس هوايته في القسدرة على الأرصفة، فالعالم بأكمله قائم أصلا وفصلا ومخا ومخيخا ونخاعات، هلى الصراع بين الأرصفة والشوارع .
ومن ذات الناحية، فإن ما فرقته السياسة جمعته الحمير، هذا ما يحصل في قبرص حاليا، اذ اجتمع القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيون على حماية الحمار القبرصي. نعم، الحمار الأبيض ما غيره ..الذي عرفناه في الصغر كأفخم انواع الحمير (يعادل المرسيدس حاليا) حمار فاره وعال يكاد يشبه الحصان لولا أذنية المشمخرتين .
من ايام الأسقف مكاريوس في السبعينيات من القرن المنصرم، لم يجتمع القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيون على منسف ، وقضوا اوقاتهم يتحاربون ويتنابزون بالألقاب، وكل واحد يستقوى على الآخر بجنسية دولته (تركيا –اليونان).
لكن اخيرا، ولما وقع الجد، وشعر كلاهما بأن الحمار القبرصي الأثير في طريقه الى الانقراض، تناسيا احقادهما وخلافاتهما السياسية والجغرافية والدينية والقومية ، وهبا هبة رجل واحد، وتوحدا في جمعية مشتركة لإنقاذ هذاالكائن الفولكلوري …الحمار.
علينا نحن العربان ان نهب هبة رجل واحد للبحث عن كائن ما أو شيء ما نتوحد في جمعية مشتركة – مجرد جمعية مشتركة- لإنقاذه من مغبة الانقراض ، لعل هذه الهبة تكون بداية لعمل مشترك ما….ليش لأ..فغن ما يجمعنا اكثر بكثير مما يجمع القبارصة الأتراك واليونانيون ..ولا داعي للتكرار.
– هل نجتمع على حماية البعارين…لا فالبعارين بألف خير!!
– هل نجتمع على حماية المرجان ….لا بأس على المرجان!!
– هل نجتمع على حماية التخلف ..لا فهو بألف خير!!
– على حماية الوقواق
– حماية الحصان
– حماية الضفادع
– حماية الوطواط
– حماية الصخر الزيتي
– الصخر الإسمنتي
– الصخر الهيدروكربوني
–
كل شي بخير وعال العال …..كل شي بخير …عدانا نحن العرب العاربة المستغربة …فإن علينا ان نجتمع فورا لتشكيل جمعية لحماية انفسنا نحن – ما غيرنا – من الانقراض المتوقع.