0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

وقف الفيسبوك في المؤسسات العامة

حسناً فعلت إدارة الجامعة الأردنية مؤخراً بوقف تصفح الفيسبوك أثناء العمل، وقد كنا قد طبقنا هذا الأمر في مكتبة الجامعة قبل عام، ليس لكون الموظفين يطيلون التصفح والانشغال به مما يضيع قوة الإنتاج والعمل ويصرفها لأمور جانبية، بل لأن الطلبة أيضا أصبحوا يتعاملون مع المكتبة في الجامعة الأردنية كمقهى انترنت، ومع ذلك يظل حظر الفيسبوك مرحلة أولى والمطلوب المزيد، بحيث يطال ذلك القرار كل المؤسسات العامة ويشمل مواقع التسلية الأخرى ومنها اليوتيوب.
لو كان غالبية العاملين في المؤسسات العامة يحللون رزقهم ويلتزمون بقيم العمل والإنتاجية والفاعلية لما لجأت المؤسسات لقرار حجب الفيسبوك أو تقنينه، علما أنه محظور في بعض مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات حكومية وفي أخرى غير متاح طيلة النهار، بل يكون مقنناً في ساعات محددة، وهو ما تلجأ إليه البنوك، وذلك حفاظا على إنتاجية الموظفين.
لو يعمل موظفو القطاع العام مثل موظفي البنوك أسبوعا واحدا لربما خرجوا في مظاهرات أسبوعية تأففا وغضبا، فموظفو القطاع العام باتوا في غالبية المؤسسات يذهبون من اجل الحضور وتصفح الانترنت، ففي البنوك غالبا لا يتيح العمل وظروفه للموظف متعة التصفح للمواقع الإخبارية والفيسبوك، وقد يكون مقتصرا على المدراء.
للأسف في حالة الجامعات نجد غالبية الموظفين يتابعون المواقع الإخبارية، وفي حالات كثيرة أرى فيها مستخدمين في الجامعة يتابعون فيديوهات على اليوتيوب، وهذا كله فساد لا يحب الناس الحديث عنه لأنه مضيعة وقت بالنسبة إليهم، علماً أنه حق للجامعة أو أي مؤسسة لها أن يستثمر الموظف وقته في مصلحتها وفي الإنتاج المؤسسي.
مجتمع الجامعات أكثر الجهات المستهدفة من المواقع الالكترونية، لأنه يحقق دخولا عالية لأي موقع، والفيسبوك يمثل كذلك الحال، تمثل الجامعات مجالا رحباً له، ولا حل إلا بتقنين تصفحه.
لكن ليس كل الاستخدامات بشعة أو مفرطة للفيسبوك، لقد رأيت طلبة الطب يتبادلون نصوص المحاضرات عبر الفيسبوك، وهذا جانب مشرق، ويمكن تخصيص قاعة متخصصة لمثل هذه الحالات التي يكون فيها من الضروري استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل جيد.
نطالب كل الجامعات بالحفاظ على مالياتها وإنتاجية موظفيها من خلال تقنين استخدامات التكنولوجيا، لأنها حاليا تستهلك الوقت وتبدد الطاقة الإيجابية، فغالب موظفينا في مؤسساتنا ممن يتاح لهم جاهز حاسوب متصل بالانترنت لا يشرعون بعملهم صباحا إلا بعد جولة فيسبوكية على بقايا تعليقات المساء الذي بددوه أيضا وهم متربصون أمام جهاز الحاسوب في بيوتهم – و قد لا يكون لديهم من مهمات منزلية إلا تلك المهمة- ثم يجولون في المواقع الإخبارية، وبعدها يبدأ العمل؟؟
Mohannad974@yahoo.com