حتى لو أقسمنا بأغلظ الأيمان فإن قرار حركتي «حماس» و الجهاد الإسلامي بمقاطعة إجتماع المجلس المركزي
الفلسطيني, الذي هو أهم وأعلى محطة قرارات فلسطينية بعد المجلس الوطني والذي إنعقد أمس (الأحد)
لمناقشة واحدة من أهم القضايا الفلسطينية, لا يمكن الاَ أن يكون قراراً إيرانياً ساندته وشاركت فيه دولة عربية
«ماكروسكوبية» والمثل يقول :» قل لي من هو صديقك ووليُّ نعمتك أقول لك من هو عدوك « والمعروف أن إيران
هي صديق حركة «الجهاد» وحركة المقاومة الإسلامية لذلك فهي عدو حركة «فتح» ومنظمة التحرير فصديق عدوي
عدوي وصديق صديقي صديقي و هذا هو واقع الحالة الفلسطينية.
ثم وهناك مثل آخر يقول :»إطعم الفم تستحي العين» ولذلك ومادام أن تمويل حركتي «حماس» والجهاد الإسلامي هو تمويل إيراني بالدرجة
الأولى، وهذا معروف ومعلن وتلهج به ألسنة قادة هاتين الحركتين اللتين تدعيان أنهما فلسطينيتين، و»بالشكر تدوم النعم» و»لأن
شكرتم لأزيدنكم» ولذلك فإنه لا يمكن إلا أن يكون قرار مقاطعة إجتماع المجلس المركزي قراراً إيرانياً وأغلب الظن من مرشد الثورة.. الولي
الفقيه علي خامنئي شخصياً الذي لا قرار على هذا المستوى إلا قراره!!.
لقد كان بإمكان هاتين الحركتين حضور إجتماع المجلس المركزي، الذي يعتبر حضوره قضية وطنية عليا لأنه سيناقش ذلك القرار التآمري
الأهوج الذي إتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والمفترض أنه سيتخذ موقفاً وجودياًّ وحاسماً إنْ من مسألة الإعتراف الفلسطيني السابق
بإسرائيل وإنْ تجاه تنسيق السلطة الفلسطينية الأمني مع الإسرائيليين وهنا فإن بإمكان «حماس» والجهاد الإسلامي حضور هذا الإجتماع
والمشاركة في مناقشاته وقول رأيهما والتصويت بالإعتراض والرفض على ما لا ينسجم مع موقفيهما ولا يتفق مع مواقف وسياسات ولي
نعمتيهما والمقصود هو الجمهورية الإسلامية في إيران.
إن المعروف أن هاتين الحركتين بقيتا ترفضان الإلتحاق بمنظمة التحرير الفلسطينية، التي هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب
الفلسطيني وحاضنة كفاحه الوطني وإطاره الوحدوي المعترف به فلسطينيا وعربيا ودوليا، وذلك رغم مرور عشرات الأعوام على ظهورهما
المتأخر جداًّ في الساحة الفلسطينية وهذا يعني أنهما ليستا حركتين فلسطينيتين وإن إنتماءها التنظيمي والسياسي وكل شيء هو
لولي نعمتيهما الذي هو في هذه الحالة إيران الخمينية والخامنئية وكان سابقاً العقيد القذافي وجماهيريته البائسة التي كانت تشكل
«تدرُّناً» مرضيا في هذه الدولة العربية التي لا يمكن إلا أن تكون عربية.
والسؤال أخيراً هو: إذا كانت هذه القضايا التي إنعقد المجلس المركزي لمناقشاتها وإتخاذ قرار مصيري بشأنها لا تهم لا «حماس» ولا «الجهاد»
شريكتها في الولاء الأعمى لولي نعمتيهما إيران فما الذي يهمها يا ترى..؟ هل هو إسناد التنظيمات المذهبية التي تخوض حرباً ظالمة ضد
المعارضة السورية والشعب السوري أم هو إسناد المجموعات الإرهابية «الإخوانية» التي تواصل إستهداف مصر في العمق ومعها بعض الدول
العربية التي علاقاتها متوترة مع الإخوان المسلمين الذين كانوا أعلنوا عن أنفسهم في عام 1928 بمباركة بريطانية .