سرقة عينك عينك
يقول المثل الذي تعرف “ديته أقتله”!!..فحكومة النسور عرفت ان لا دية لنا ،ولا دماء ولا مطالبين .. فأمعنت في قتلنا مع مطلع كل نهار دون أن يقف في وجهها محتج أو يوقف قرارها مشرّع ، أو يرفع صوته موجوع ..
في السابق كانت تحتاج الحكومة الى بعض الوقت لكي تسوّق رفع الأسعار القادم، حيث تطلق بالون اختبار هنا ، ومنطاد استكشاف هناك..لكن مع مرور الوقت عرفت أن نبض الشارع “سلامة تسلّمك”، وان كل ذلك التمهيد مضيعة للوقت وتأخير للمنفعة المالية …فتخلّت عن سياسة الــ”سن سن” التي كتبت عنها في مقال سابق ..واستبدلتها بسياسة الــ”دحش” مرة واحدة ..موفّرة على نفسها بالوناتها ومناطيدها لتبدأ الرفع عن جنب وطرف بلا هوادة حتى وصل الرفع الى ( 18+++)…
تخيّلوا بعد أن فشلت حكومة عبد الله النسور بإقناع شركات الاتصالات بفرض ضريبة جديدة ، اتجهت إلى الحلقة الأضعف والمطيّة الأسهل ( المواطن) لترفع عليه ضريبة الهواتف الخلوية وبطاقات الشحن بنسبة 100%..طبعاً التوقيت والطريقة التي تمّ فيها الرفع تدلّ على كمّ هائل من اللؤم والابتزاز والحقد الذي يعتمر قلب هذه الحكومة على هذا الشعب الــ” silent”..
بحسبة بسيطة : سيدفع كل مشترك 90 قرشاً ضريبة إضافية على بطاقة الفئة المتوسطة ” ام 5 دنانير”..لو افترضنا ان كل مشترك استخدم بطاقة واحدة فقط في الشهر..لدينا 6 ملايين مشترك ( على اعتبار ان البعض يحمل أكثر من خط).. هناك (5.4) مليون دينار شهرياً “سرقتها الحكومة من جيب الشعب “..دون وجه حق..وما يعادل (65) مليون دينار سنوياً…طبعاً الحسبة في الحد الأدنى أعتقد انها تصل الى الــ( 100مليون ) سنوياً في المتوسط ..
المساعدات الخليجية لم تنقطع ..والأمريكية لم تقل ..والمنح الأوروبية بمثابة صلة رحم “دولية ” ايضاَ لم تجف..ومع ذلك المديونية تزيد وتتورّم…يا ليت لو يخبرونا أين ولمن تذهب كل هذه المليارات التي تنهمر من كل حدب وصوب!!!
ما حدث في مصر من عملية تعشيب “للربيع العربي”، وتخويفنا من قبل بالنموذج السوري..وانشغال الناس برمضان وما يرافقه من دوخان عام..كل هذه الأمور أتت مواتية لرفع ضريبة الاتصالات..وأية ضرائب أخرى ما زالت مخبأة في درج الرجل “ابو 74 سنة”..
منذ بداية العام لم يتوقف القصاص منا كمواطنين…رفع الكاز والغاز ورفع البنزين في الشهر الأخير رغم انخفاضه عالمياً…ورفعت أسعار الكهرباء ورفعت ضرائب الاتصالات ..وقريباً الخبز…كل هذا “غصب عن مجلس النواب” وأحياناُ دون درايته… صدقوني لو استبدلنا أعضاء هذا المجلس “بسبونج بوب وشونا شيب” ودمى بلاستيكية لكانت فعاليتهم ووجودهم أفضل بكثير..
“الناس خائفة مرتبكة منقسمة تائهة محبطة مستضعفة مشتتة ..والحكومة مطمئنة وواثقة وموحدة ومستقوية وتعرف ماذا تريد بالضبط!!..
أيها الأخوة المواطنون..
بتستاهلوا…فلو كنت مكان الحكومة لرفعت عليكم سعر “البرغش” و”الغبرة”..!!
أحمد حسن الزعبي