عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

أين الدولة عن المُهمّشين والمنبوذين؟!

عبر زيارة عشرات البيوت الفقيرة في هذا البلد،تكتشف بكل بساطة،انه بات لدينا جزء من الناس يعيشون في بيوت لاتليق بحياة البشر،بيوت مظلمة،تحت الارض،بعضها بلاسقوف،مكشوفة في الصيف والشتاء،تدخلها الجرذان والحشرات.
هناك عائلات تعيش،ايضاً،في بيوت من الزينكو والقماش والخشب،وهذه بيوت تراها في كل مكان،في المخيمات والاغوار ومناطق الجنوب،وبعض مناطق الشمال،وبات غريبا ان تزداد هذه البيوت،يوما بعد يوم.
قيمة الايجارات ترتفع،والمؤجرون في بعضهم لايرحمون أحدا،ويضطر الفقير أن ينتقل من بيت متوسط،الى مدفن تحت الارض،او فوقه من اجل ان يتمكن من دفع الايجار،وهكذا باتت لدينا طبقة مهمشين ومنبوذين جديدة،وكأننا في الهند.
قد لايصدق البعض هذا الكلام،لانه لايراه بعينه،غير ان جولة في مناطق كثيرة ستكشف ان ظاهرة البيوت غير البشرية،باتت في كل مكان،وهي بيوت تؤذي من يسكنها،وتسبب له امراضاً وضغطاً اجتماعياً،يحرف بعض عائلته باتجاه الانتقام او الخطأ.
الفقر في البلد بات كارثة،لايمكن السكوت عليها،وهو فقر يعيد انتاج الهوية الاجتماعية،وقد يفعل الفقير اي شيء من اجل ان يعيش،من السرقة،الى التنازل عن الشرف،وصولا الى اي ممارسة اخرى.
سقف المعونة الوطنية لم يعد كافيا،والدولة تتذرع ليل نهار بأنها مفلسة وفقيرة،وهذه مشكلتها هي،وليس مشكلة الناس،لان هذه النتيجة جاءت اثر ممارسات كارثية على الصعيد الاقتصادي استمرت لسنين طويلة.
لابد ان تقوم الحكومة بتدبير مخصصات مالية لرفع قيمة المعونة الوطنية،وتوسعة مظلتها،وتغطية آلاف العائلات التي تنتظر دورها في المعونة،ولم تحصل عليها حتى الان،وايجاد مخرج لموظفي التنمية الاجتماعية لتحسين ظروفهم ايضا،لانهم فقراء ايضا.
لدينا طبقة مهمشين ومنبوذين،مثل تلك الطبقة التي تعيش في الهند،او مقابر مصر،وهي طبقة مستجدة،والذي لايريد ان يصدق عليه ان يسأل الاف العائلات في البلد،عن سكنها،وطبيعة السكن،وظرف الحياة،وعندها سيعرف كثيرون ان هناك طبقة غاطسة في وحل الفقر،وكل المساعدات التي تأتيها،لاتطفئ الا اقل مشاكلها.
قنبلة الفقر ستنفجر في احضاننا،فلا ابشع ولا اسوأ من الحرمان والجوع والضيم،ولا ابشع ايضا،من التعامي عما يجري،من جانب الدولة ومؤسساتها،باعتبار ان دورها بات التفرج فقط على مايحدث في البلد من تراجعات.
لايسمعون اليوم،وسيأتي يوم يسمعون فيه قهراً وجبراً وطرقا على رؤوسهم.