عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

صيام وانفصام

 

هناك أكثر من ستين ساعة درامية تلفزيونية يومية، على المواطن العربي المتثائب  من المحيط إلى الخليج أن يتابعها ليعرف التطور الحاصل على “كسم” منّة شلبي عن العام الماضي ، وعلى أمواج الوزن الزائد التي طفت فوق محيط خصر الهام شاهين بعد أن أطيح بمرسي..


 

تخيّلوا أن المواطن العربي يحتاج إلى يومين ونصف اليوم في اليوم ليتابع كل ما أنتج له خصيصاً في هذا الشهر الفضيل..هل نحن بحاجة الى كل هذا الكم من الدراما فعلاً؟؟..سيما وأن حياتنا كلها دراما..سياستنا دراما..اقتصادنا دراما..رياضتنا دراما…حياتنا اليومية العادية دراما أيضا…هل تصدقون أنه من كثرة المسلسلات التي تنهمر علينا في الثلاثين يوماً..صرت أخربط بين أمي وحياة الفهد..وبين خالي ويوسف شعبان..وحماتي وعمر حجّو..وبين أم العيال ومنى واصف …حتى صرت أخلط بالكلام وطريقة الأداء ..فجأة أتكلم مصري مع صاحب الملحمة ثم اقلب إلى شامي مع معلم القطايف..ثمأانتقل الى الخليجي دون قصد وأنا أتسوق في السوبر ماركت..وأعود الى بيتي بالبدوي الأردني..وغالباً ما أتكلم مع المرآة على أساس أنها الكاميرا ، وأجري منولوجاً حزيناً يلخّص حالتي التي وصلت إليها..


 

ثم لا أدري لم تتكبد شركات الإنتاج كل هذه المبالغ ..وكل هذه النجوم والمعدات لينتجوا لنا مسلسلاً من ثلاثين حلقة…بينما الدراما العربية لم ولن تنقطع طوال السنة…فالآكشن في سوريا…والديني في مصر..والبوليسي في ليبيا..والاستعراضي في لبنان…والفوازير في تونس .. والمدبلج في العراق..والبدوي في الأردن والخليج..!! والتاريخي في فلسطين..و الرومانسي في (إسرائيل)!!..والريموت بيد الولايات المتّحدة الامريكية..تقلب الشاشة متى تشاء وكيفما تشاء لتجعل العالم يتابع ما تريده هي..وعلى مزاجها..


 

بالمناسبة بعض ما تشاهدونه من مواقف أممية هنا أو هناك لا تعدو أن تكون “دعايات” و”فواصل إعلانية” بين مسلسلين مشتعلين بالدم والنار..


 

 


 

أحمد حسن الزعبي