وما تخفي صدورهم أعظم!
على الرغم من حرص نتنياهو وحكومته بمحاولة التزام «الصمت» حيال ما يجري في مصر من انقلاب عسكري على الشرعية الدستورية، إلا ان صحافة العدو وإعلامه لم يستطع أن يخفي نشوته بعزل الرئيس الدكتور محمد مرسي، بل الاحتفال بصوت عال بالتخلص ممن لا يمكن اعتباره حليفا على المدى البعيد، على الرغم مما ابداه من «مرونة» في التعامل مع الملف الإسرائلي برمته!
الأمر لم يتوقف عند الإعلام والصحافة بشكل عام، بل تعداه إلى النخب السياسية والفكرية، التي نضحت قلوبها بما هو اكثر من الفرح والنشوة، فهذا أمر طبيعي، ولا يدهشنا، بل إن الأمر تعداه إلى كشف رؤى ومخططات وبرامج طالما حذر منها الإسلاميون، ولم يصدقهم أحد بل ذهب كثيرون إلى ترديد تهمة مملة وهي أنهم جزء من مخطط غربي لتخريب الأمة وتدميرها، ولم يزل كثيرون يكتبون بهذا المعنى على شبكات التواصل الاجتماعي، ويولولون محاولين شيطنة الإسلاميين أكثر واكثر، لتبرير ذبحهم وإقصائهم وتهميشهم، علما بأن مهمة كهذه من المستحيل تحقيقها، لأن الحالة الإسلامية ليست إخوانا مسلمين ولا مرسي ولا حماسا فقط، بل هي حالة ثقافية وحضارية وشعبية اثبتت انها غدت جزءا رئيسا من صناعة حاضر ومستقبل الأمة، اقول حالة حسمت نجاحها في الميدان الثقافي والاجتماعي ولم تحسم نجاحها في الميدان السياسي بعد، ولم يكن متوقعا اصلا ان تحسمه بهذه البساطة لأكثر من سببن اقله حجم التآمر الدولي والإقليمي عليها!
تعالوا معي لنراجع بعض التصريحات «القوية» التي أفلتت من افواه الصهاينة، لنعرف مدى الحقد الذي يحملونه على تجربة الإسلاميين، الذين يتهمهم الليبراليون والقومجيون بأنهم جزء من التآمر الغربي على الأمة، وزير الحرب، يعالون مثلا، يقول: حكم ديمقراطي في العالم العربي يعني تغيير كل قواعد اللعبة التي ألفتها إسرائيل منذ عقود ويتناقض مع مصالحها الاستراتيجية/ مهندس العلاقات الإسرائيلية المصرية، وزير الحرب الاسبق، بن أليعازر: مصالح إسرائيل والغرب باتت معلقة بمدى قدرة عسكر مصر على الحفاظ على صلاحياتهم/ السفير الإسرائيلي الأسبق لدى مصر تسيفي مزال: الإنقلاب على حكم الإسلاميين (نعمة) يجب أن نشكر الله عليها/ وزير الخارجية الاسبق، ليبرمان: سقوط مرسي ضربة موجعة لحركة حماس، ويتمنى ألا تقوم للحركات الاسلامية قائمة، وبالفعل، فقد بدأت الأنباء الواردة من القاهرة تقول أن قيادة حماس السياسية التي وجدت ملاذا لها في القاهرة بدأت بمغادرتها، بل قيل إن حماس تلقت ما يفيد من قادة الإنقلاب أنه لم يعد وجود أي منهم مرغوبا به في العاصمة المصرية، وعلمنا أن اول الراحلين كان الدكتور موسى ابو مرزوق نائب خالد مشعل، وطاقمه المرافق!
بقي ان نقول، أن الإذاعة العبرية قالت بالحرف الواحد أن تل أبيب تشن حملة ضغط غير مسبوقة على واشنطن: بضرورة تأييد العسكر وعدم وصف ماحدث في مصر بالانقلاب العسكري، ويبدو أنها نجحت في ذلك، خاصة وانها تشيد بالجنرال السيسي وتعتبره بطلا وعبقريا لأنه «هدم حكم الاسلاميين بدون إطلاق رصاصة واحدة» على حد تعبير الكاتب في صحيفة معاريف عامير ربابورت، الذي يقول ايضا، أن إسرائيل تعتبر السيسي شريكا استراتيجيا لا يقل أهمية عن نظام مبارك، وتشيد بـ «شجاعته» في مواجهة وإسقاط حكم مرسي ونزع الشرعية عنه!