هنيئاً للوطن بمثل هذا الإبن الوفي البار
في زمن تراجعت فيه القيم والمبادئ، وأصبحت الوطنية سلعة تُباع وتُشترى تظهر قامة وطنية تكتب لنا أجمل ما يقال في الوطنية وحب الوطن ، كلمات صادقة نابعة من قلب رجل صاعقة صلب، غيور هاجسه الوطن أبكت القلوب قبل العيون ، كتبها المحب لوطنه المرحوم العميد الركن قوات خاصة المتقاعد حسين عقلة العموش وهو يصارع المرض على فراش الموت الذي لم يهابه بل كان ينتظره كل يوم منذ إنتسب للقوات المسلحة لعله يظفر بالشهادة، كتبها لتكون مشعلاً ونبراساً يضئ الدرب لرفاق السلاح، ولكل اردني ولد وسيولد على هذه الارض الطاهرة، صاغ حروف نعي نفسه بنفسه على صفحته بكلمات تحمل معاني وطنية تعانق السماء، وشموخ وعزة نفس ليس لها حُدُود، أوصى ابنائه ان ينثروا هذه الوصايا معطرة بالشيح والقيسوم فوق جبال الأردن وعند أشجار الزيتون والبلوط .. كانت آخر حروفه وهمساته ونبضات قلبه أن حافظوا على الوطن وترابه .. حافظو على بلادكم واهليكم .. حفظها وحفظكم الله .. دافعو عنها صفا لا يفرقه أحد و عَلما لا يُدنس أبدا أبد .. كم أحزنني انه في الوقت الذي فاضت فيه روح هذه القامة الوطنية للسماء كان البعض بعد مباراة رياضية يتبادلون على صفحات التواصل الإجتماعي تفاهات دعانا نبينا صلى الله عليه وسلم لتركها لأنها نتنة . بإسم كل اردني حر أدعو عطوفة رئيس هيئة الأركان الأردنية ان تُعرض الوصية في مكان يليق بها في مبنى صرح الشهيد وان تكون موضوع أحد مساقات التدريس في الكلية العسكرية وكلية الأركان الاردنية، كما ادعو معالي وزير التربية والتعليم ان تُدّرس في منهاج التربية الوطنية واللغة العربية في مدارس وزارة التربية والتعليم، ومساق التربية الوطنية والعسكرية في الجامعات الاردنية ، وأن تحفظ في المكتبة الوطنية فهي تراث يعبق في الوطنية وكلمات ذهبية تصلح ان تكون دستورا ومنهجا لمن يعشقوا ثرى وطنهم . رحم الله فقيد الوطن وتغمده بواسع رحمته ورضوانه في عليين .
كتب – د. عصام الغزاوي.