معركة مبكرة لرئاسة النواب
بدأت معركة رئاسة مجلس النواب بشكل مبكر قبل موعدها، وهي المعركة التي سنرى نتائجها في اليوم الأول للدورة العادية للنواب التي لم ُيقرَر توقيتها بعد، وتفصلنا عنها شهور قليلة.
الاتصالات المبكرة هذه الأيام يعود سببها الى ان المعركة ستكون حادة للغاية، لأن الأسماء التي يتم تداولها لرئاسة النواب، اسماء شغلت ذات الموقع، سابقاً، بالاضافة الى اسماء أخرى ذات نفوذ بين النواب انفسهم.
الاستخلاصات التي خرج بها نواب بارزون من معركة الرئاسة السابقة، تقود الى استنتاج مؤكد مغزاه ان التدخل السياسي باختيار الرئيس قد لا يكون حاسماً بشكل مباشر، ما يمنح المرشحين فرصة قوية للتحرك بمعزل عن التأثيرات والتدخلات، خصوصاً أن معركة الرئاسة السابقة، جاءت بنتائج معاكسة لما تم التخطيط له على مستويات معينة.
اكثر من خمسة اسماء تتنافس حتى الآن على رئاسة النواب المقبلة، ومع هذه الاسماء رئيس مجلس النواب الحالي، ومن الاسماء الخمسة، اسماء تولت رئاسة النواب، سابقاً، واسماء كانت قد اعلنت ترشيحها سابقا ثم انسحبت، واسماء تترشح لأول مرة، ولن يخلو الأمر من نواب سيطرحون ترشحيهم من باب الدعاية والتشويش فقط، دون اي جدية.
الذي يتأمل خريطة الاتصالات المبكرة يعرف ان الكتل النيابية لن تلعب دوراً حاسماً بتحديد شخصية الرئيس المقبل، بعد ان ثبتت هشاشة الكتل وضعفها وعدم قدرتها على التأثير، لا في رئاسة النواب، ولا في رئاسة الحكومة وتشكيلها، ما يجعل الكتل النيابية خارج معركة الحسم، باعتبارها وحدات سياسية، انفرط عقدها منذ زمن.
قد يعاد تشكيل بعض الكتل النيابية توطئة لمعركة الرئاسة، وهذا يقول ايضا، ان إعادة التشكيل حالة وظيفية مؤقتة، وسيبقى التصويت فردياً.
تتزامن معركة رئاسة النواب ايضا مع وضع الأعيان ورئاسته، وقد شهدنا سابقا كيف تشكل الرابط السري بين موقعين، اي رئاسة الأعيان والنواب، وهذا يقول ان اي تغييرات في الأعيان اذا جرت مبكرا ستترك اثرا على معركة رئاسة النواب، مع استبعاد المراقبين لحدوث اي تغييرات في الأعيان من حيث المبدأ، لكننا نتحدث هنا عن الاحتمالات فقط؟!.
رئاسة النواب الحالية كانت توافقية وتيار عريض داخل مجلس النواب يؤيدها، ولا يخلو حال الرئيس الحالي من مناكفات هنا وهناك، وهي مناكفات مألوفة في العمل السياسي.
بالطبع فإن عودة رئيس سابق للنواب، كرئيس حالي للنواب -أي المهندس سعد هايل السرور- فتحت شهية كل الرؤساء السابقين للنواب لخوض ذات المعركة دون هوادة.
هذا يعني فعلياً ان المعركة الأشد مرارة ستكون بين ثلاثة رؤساء سابقين، على موقع الرئيس، خصوصاً، مع المعلومات التي تتحدث عن عزم رئيسين سابقين للترشح هذه المرة إضافة الى الرئيس الحالي الذي سيكون رئيسا سابقا لحظة الترشح، وذات الرئيسين السابقين لايخفيان ندمهما على افلاتهما لكرسي الرئاسة في آخر انتخابات.
المعركة بدأت مبكراً، وطبولها تدوّي في العبدلي، وفي غير العبدلي أيضاً.