0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

مفاصلة

يضعون أحزمة البناطيل حول أعناقهم ، يحملون بين أيديهم “ماكينات” حلاقة ،”درابيل” ،ساعات، ونظارات بلاستيكية مختلفة الأشكال ..يقفون على الشارع الرئيس يلوحون بأيديهم للسيارات الخصوصية المارة ولصهاريج الماء و”تنكات النضح” في سبيل تقريب المسافة عليهم لأقرب مدينة أو سوق..

 

**

 

تعجبني الهيئة واللباس شبه الموحّد لإخواننا “النَّوَر”.. سنّ ذهب في طرف الفك العلوي ،شعر طويل و”دلاّيات” من الخلف، شارب كثيف  ، وفي الغالب يرتدون “تي شيرت” برشلونة او ريال مدريد ، وبنطال كتان او جينز فيه جيوب كثيرة أكثر من جيوب الفقر في الأردن..لكن  أكثر ما يعجبني بهم على الإطلاق طريقتهم في المفاصلة حيث يرمون رقماً كبيراً صعب المنال على المشتري..طامعين ان يدور الحديث التالي:

 

–         النّوري:حزامات، ماكنات حلاقة ،ناظور، ساعات!!

 

–         المشتري: بيش “الدربيل”!!

 

–         النّوري: بعناه بسلاسين الك بس بــ25 قول باسم الله!

 

–         المشتري: بليرتين تبيعه؟؟؟

 

–         النوري: ولا بأربعة وعشرين!! والله العزيم (العظيم) عليّ بــ 24.5 !! هازا نازور (ناظور) أسلي (اصلي) !

 

–         المشتري: بليرتين بدّك بدك .بدكيش الله يسّرلك!!

 

–         النوري : خُزه بــ20 الله يباركلك! قول باسم الله!

 

–         المشتري: بليرتين!

 

–         النوري: استغفر الله العزيم..هات 15 انت رجال زين!

 

–         المشتري: بليرتين!.

 

–   فيهز النوري رأسه رافضاَ..ولغايات التشويق يلم بضاعته ، ويهم بالمغادرة علّ الأخير ان يغيّر رأيه ويناديه على سعر جديد..وعندما لا تنفع هذه الخطوة، يعود ويقول للمشتري :

 

–         النّوري: تشتري بعشرة يا الله!!

 

–         المشتري: يؤشّر له بإصبعيه يعني “ليرتين” فقط!

 

–         النّوري: يا اخي..والله خسارة ..كتير خسارة..هات خمسة!!.

 

–         المشتري: اقلّك..بطّلت!

 

–         النوري : خلص هات ليرتين الله بيعوّز!!

 

–          

 

فيدفع له المشتري الملول ثمن ( الدربيل ) وكاد ألا يفعل…

 

 

 

السياسة في بلدنا “زي مفاصلة الأخ النّوري” مع صاحبنا..يبدأ النواب بكلام كبير ومطالب ضخمة وخطب نارية في الثقة والموازنة يفاصلون من خلالها على قضايا مصيرية تمس خبز الناس وكرامتهم ..وبعد تعنّت الحكومة وإصرارها على موقفها..يبدأ الكلام يصغر ، والمطالب تتضاءل ، والخطب يخف وهجها…ثم تنتهي بصفقة خاسرة مع السلطة التنفيذية ..تشبه صفقة النّوري في بيع “ناظوره”!!.

 

 

 

 

 

 

 

احمد حسن الزعبي

 

ahmedalzoubi@hotmail.com