شهادة سوء سلوك
في القرن الثالث قبل الميلاد، وفي أثينا تحديدا، كانت هناك أصول ديمقراطية، وضعها (سولون) العظيم، ليحكم الشعب نفسه بنفسه. لكن ديمقراطيتهم لم تكن تمنعهم من نفي أي سياسي ترتفع شعبيته بين الناس ، وكانوا يبررون ذلك بأنهم يخشون أن يتحول هؤلاء الساسة الى طغاة، مستغلين حب الجماهير لهم.
بالطبع هذه ليست طريقة مناسبة لعصرنا أن ننفي كل محبوب جماهير، فهذه الطريقة حسب مقاييسنا- معادية للديمقراطية- ، لكن أهالي أثينا خبروا ذلك بالتجربة المباشرة، حينما تحول بعض النبلاء المحبوبين الى طغاة، وتم القضاء عليهم بخسائر فادحة، فاخذوها «من قصيرها» ، كما نقول.
أن لانقبل هذه الطريقة تفكير سليم ، لكن أن نفعل عكسها تماما ؟؟
– كلما انحرق السياسي وكرهته الجماهير.
– كلما طغى وبغى.
– كلما صارت سمعته تلوكها الألسن.
– كلما كان أكثر غباء وتياسة
– كلما كان اكثر افسادا وفسادا
وكلما وكلما وكلما …..
فإننا نعتبر هذه الأمور «شهادة سوء سلوك» لهذا الرجل تؤهله أن يتسلم المناصب لفترات طويلة ويتقلب فيها من منصب الى منصب ، وكلما انحرق في مكان وساءت سمعته ، نقلناه الى مكان آخر أكثر أهمية ليوغل ويولغ من جديد في الفساد والإفساد.
كان الأثينيون يريدون الحفاظ على ديمقراطيتهم .
أما نحن العرب ،فعلى ماذا نريد أن نحافظ؟؟
ghishan@gmail.com