0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

تحذيرات البخيت وهواجس الروابدة

أن تسمع في أقل من يومين حديثا جادا من رجال دولة يعكس المخاوف والهواجس التي يتحدث بها الناس، فهذا يعني أن فوارق الخطاب ألغيت، وأن ما يخيف ويقلق رجال الحكم والنخبة السياسية هو ذاته الذي يقلق الناس العاديين، ويتمحور القلق لدى الرجلين بأننا فشلنا في كثير من الأمور، وذهبنا لخيارات اقتصادية صعبة والنتيجة كانت تنمية عرجاء، قادها من ذهبوا للغرب ولم يعودوا إلا بتقنية «البور بوينت».

إذ لا يخفي عبد الرؤوف الراوبدة نقده لسياسات السياسيين الذين إن غادروا مؤقتا، إلا أنهم صنعوا ما هو أشبه ببرمجية معينه، تظل راسبة في أجهزة الدولة، وهم يتجددون دوما بصيغ مختلفة.

ولا يبتعد الدكتور معروف البخيت في حديثه لـ «الدستور» والمنشور يوم أمس، كثيرا عن نقده لسياسات نسخ التجارب الغربية ووصفات منظمات الدعم والتعاون الدولي، والتي تقدم القروض للناس، لكنها لا تحدث تغيّرا عاما أو تسهم بحل مشاكل الفقر والبطالة والتهميش، ويتذكر الرجل مسيرة من الفشل في مصانع كان يجب أن تكون تنموية، ومنها في معان والأزرق والأغوار، وهو إذا لا يفصل بين الفشل التنموي والتأخر السياسي الإصلاحي، إلا أنه يظل اليوم ممسكاً أكثر بعامل الزمن الذي بدونه لا يمكن أن ينضج أي خيار سياسي إصلاحي، فيزيد وقت الإصلاح عنده إلى نحو أربعة عقود وقد تصل لخمسة.

يظل الرهان على الوقت حاضر في أقوال السياسيين، يحضر عندهم الخوف، والقلق يبدو واضحا على مستقبل الدولة، وإذا كان رجلان مثل البخيت والروابدة في هذا المستوى من التحسب والحرص الكبير على سلامة الدولة، وهو ما تجده عند آخرين في ذات الخبرة والموقف من ضرورة وجود الدولة في حياة الناس، إلا أن مخاوفهم تنحصر في تآكل ذلك الحضور وصولا إلى العجز عن مواجهة التحديات التي تضغط على مؤسسات الدولة.

قد يسأل الناس هنا، هل يُقبل النصح والتحذير بهذه الصيغة، وأين كانت تلك التحذيرات يوم كان هؤلاء وغيرهم في الحكم؟ وهنا يكون الجواب أن التحذير كثيرا ما يرتبط بحجم الرؤيا، التي تتيح للمرء أن يكون متأملا ومفكرا فيما يجب أن يُفكر به أو يخشى منه على الدولة.

لقد بذل كثيرون غير البخيت والروابده جهدا كبيرا في دعم مسار الإصلاح، صحيح ان لهم أخطاءهم ونجاحاتهم،وأن كثيرا منهم ظلم واتهم وناله القول من الشارع بقصد تشويه رجال الدولة الغيورين، لكن هؤلاء إن حذروا من تداعي المؤسسات والتدمير الممنهج لدور الدولة في حياة الناس، فإنهم يستشعرون الخطر الحقيقي، وهو أن نصبح وطنا يتحكم بمصائره المقاولون، وهذا ما يتم الترويج له دوما بضرورة دور القطاع الخاص ودعم القطاع الخاص وحماية القطاع الخاص، علما أن هذا القطاع بقدر ما أفاد بقدر ما أخذ.

Mohannad974@yahoo.com