0020
0020
previous arrow
next arrow

هل ستأخذ الجمعية العمومية دور مجلس الأمن !

كان لا بُد، لا بل يجب أنْ يعاد النظر بالنظام الدولي السابق، الذي كان بُني على أساس معادلة القوى في الحرب العالمية الثانية وما سبقها، ليس الآن بعد تجربة الأزمة السورية التي لا تزال مفتوحة على شتى الإحتمالات بل قبل ذلك عندما إنهار الإتحاد السوفياتي في بدايات تسعينات القرن الماضي وعندما أصيبت بعض الدول «العظمى» بالإعياء وظهرت في الساحة الدولية دولٌ جديدة ناهضة من بينها الهند والبرازيل وعندما إستعادت ألمانيا وحدتها وعندما إختفت منظومة الدول الإشتراكية وتلاشى حلف وارسو الشهير وأصبح حلف الأطلسي على ما هو عليه الآن من تفكك وإنهيار!!.

لقد تأخرت الصين في أخْذ موقعها على هذه «المائدة» الدولية التي تحلَق حولها الذين إعتبروا أنفسهم منتصرين في الحرب العالمية الثانية والذين كانوا يتساومون حسب مصالحهم ووفقاً لقدراتهم المتفاوته لحلِّ مشاكل العالم الذي شهد حروباً طاحنة على مدى أكثر من نصف قرن من بينها الحرب الكورية والحرب الفيتنامية والحرب الجزائرية (الثورة) وحروب أفريقيا التي أكلت الأخضر واليابس ومن بينها أيضاً أزمة كوريا الشهيرة التي أوصلت الصواريخ السوفياتية إلى خاصرة الولايات المتحدة الأميركية.

كانت هناك صيغة حق الإعتراض الـ «فيتو» التي كانت تلجأ إليها الدول التي إتفقت على أنها من حقها أن تتحكم بمصير العالم كله على إعتبار أنها دولٌ عظمى وكانت تقتصر على الولايات المتحدة وبريطانيا (العظمى) و فرنسا وروسيا (الإتحاد السوفياتي) قبل أن تنظم إليها الصين الشعبية التي كانت فرضت نفسها على هذه المعادلة بقوة الأمر الواقع لكن وفي كل الأحوال فإن إنهيار الدول السوفياتية وإنفراط عقد المنظومة الإشتراكية كان يجب أن يدفع الدول الصاعدة إلى فرض وجودها وكان يجب أن يُعاد النظر بهذه المعادلة كلها وأن يبنى النظام الدولي وفقاً لبروز دول جديدة كالبرازيل والهند .. والمجموعة العربية لو أنها منضوية في إطار واحد هو هذه «الجامعة» التي لم تعد تجمع دولها ولو بالحدود الدنيا.

المهم..إنَّ بقاء الأوضاع في مجلس الأمن الدولي على ما هي عليه وحيث، حسب نظامه الموروث من القرن الماضي، بإمكان أيٍّ من دوله تعطيل قراراته وحيث أنَّ فلاديمير بوتين المُنفلت من عقاله تمكن من منع هذا المجلس من إتخاذ أيّ قرار جديٍّ وفعليٍّ يضع حداًّ للمجازر التي إرتكبها نظام بشار الأسد ومعه الروس والإيرانيون ضد الشعب السوري الذي غدا موزعاً بين المقابر والمعتقلات وبين التشريد والذي تحول بلده، سورية العظيمة إلى أكوام من الحجارة والدمار وإلى مخيمات ذل في الدول القريبة والبعيدة .

الآن هناك دعوة وجهتها أربع دول، حتى الآن، هي المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر والإمارات لأنْ تأخذ الجمعية العامة للأمم المتحدة دورها المفترض في ظل «تعطيل» قيصر روسيا الجديد فلاديمير بوتين لمجلس الأمن الدولي بالنسبة للأزمة السورية التي غدت بسبب هذا التعطيل مأساة عالمية فعلية وحقيقية إن الإستجابة لهذه الدعوة ليست مضمونة فقط بل قد تكون مستحيلة و»دونها خرْط القتاد» وبخاصة إذا سارت الإدارة الأميركية على طريق سابقتها وإذا أثبت أن شهاب الدين .. أسوأ من أخيه!!.