0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

خطاب الملك المقبل و مبادرة الكرك

لم يكن الوطن بحاجة لأن يدافع المجتمع عن نفسه، فخلال خمس سنوات يمكن استعادة العنف المجتمعي بها، سنجد أن الخسائر كانت غير مدركة، وللأسف عادت الحكومات في معالجاتها لأدوات تقليدية، ودخلت هي في جو العطوات وحاولت استعادة دور القيادات التقليدية من شيوخ ووجهاء كلما عجزت….

نعم كانت الحصيلة مؤلمة وعلينا أن نتذكر الأرواح التي أزهقت من الناس العاديين ومن قوات الأمن. وذووهم هم الخاسر الأكبر، هذا بالإضافة للمقدرات التي أتلفت سواء في مختلف محافظات الوطن.

كان يكفي القانون، وتكفي العدالة، كان يكفي الاقرار بأن ثمة تهاونا في تطبيق القانون على أناس عاديين وعلى صحافيين مطلوبين للتنفيذ القضائي، وكل ذلك يغلف بغلاف الحرص على عدم إثارة الناس ضد الدولة.

وما كان في الحسبان وقع، فثمة حالة مروق على سلطة الدولة وسيادتها، وثمة إدارات ضعيفة كانت تخشى المواجهة وتتنصل من واجباتها، ولم يكن الملك بعيدا عن استشعار مخاطر ما نمر به. فأكد في أكثر من مرة على أن هيبة الدولة والحفاظ عليها واجب ملقى على عاتق الجميع.

كان المجتمع قويا يوم كان للمحافظ ورئيس الجامعة هيبتهما، وما كان المجتمع مدعوا كما هو اليوم منذور للتشبث بفكرة الدولة وروح الدستور والقانون لولا ما أصابنا من أمراض الجهوية والضعف الإداري وتغول النافذين على دور الأجهزة التي تعبت ونالها للأسف الناس وبعض الحراكات شتماً، مع أنها لا تستحق إلا أن تحترم وهي تسعى للحيلولة دون الانزلاق بالوطن إلى حالة الدولة الفاشلة.

وبالأمس كان اللقاء التشاوري في الكرك الذي ظهر في صيغة مبادرة مجتمعية تعرف نفسها على أنها «مواطنة عالية المسؤولية عابرة للمحافظات والمدن والعشائر والمخيمات وكل جهات الأردن ومناطقه» تسعى الى هدف سامٍ هو تعزيز دولة الحق والعدل والقانون ومواجهة الظواهر السلبية التي تهدد الأمن الداخلي والسلم الاجتماعي والعمل على تعزيز بيئة الاستقرار والإنتاج والبناء والاستثمار، كان في صلب الحاجات الوطنية إلى دور فاعل للدولة في مواجهة الانفلات وتعزيز قوتها.

ومن رؤية المبادرة يمكن أن نستشف كيف يعبر الأردنيون عن رؤيتهم للوطن حتى لا يقال أن فكرة الدولة عصية عليهم، فرؤية المبادرة تتمركز في صيغة واضحة لا لبس فيها وهي:» وطن لكافة الأردنيين وشعب واحد يتساوى أبناؤه في الحقوق والواجبات حسب منطوق وروح الدستور».

أخيرا إذا ما نجحت المبادرة ونجح المجتمع بدعم استعادة الدولة لعافيتها، فنحن على طريق الإصلاح الحقيقي، ويكون المجتمع نجح في الدفاع عن نفسه وعن دولته ومؤسساتها.

Mohannad974@yahoo.com