"التطرف والإرهاب والمظاهر الاجتماعية والنفسية" ندوة في العلوم الاسلامية
وكالة الناس – أقيمت في جامعة العلوم الاسلامية العالمية ندوة بعنوان “التطرف والإرهاب والمظاهر الاجتماعية والنفسية” بتنظيم من مجلة “حكمة” التي تنوي الجامعة إصدارها من خلال دائرة العلاقات العامة, وتناولت الندوة موضوع التطرف من حيث جذوره وأسبابه والعوامل التي تغذيه وكيفية مواجهته.
في بداية الندوة رحب عميد كلية الآداب والعلوم الأستاذ الدكتور خالد جبر بضيف الندوة عضو مجلس الإدارة ومسؤول التعاون الدولي والعلاقات الخارجية ورئيس مكتب التعاون العربي الدكتور ناصر المصري من دولة الكويت ، و بكل من معالي وزير الثقافة الأسبق و الأستاذ في علم الاجتماع الدكتور صبري ربيحات والأستاذ في العلوم الإنسانية في الجامعة الدكتور فايز الربيع, , ، والخبير الدولي في التنمية المستدامة الدكتور عودة الجيوسي, وأستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين، كما أدار الندوة السيد حسين الرواشدة.
السيد الرواشدة تناول في كلمته عدداً من النقاط الرئيسة ناقشت: ان التطرف ليس أمراً حديثاً, وأنه ليس ماركة إسلامية أو دولة إسلامية مسجلة وإنما هو عابر للحضارات والأمم والأديان, كما أن التطرف الذي نواجهه اليوم يندرج في حقلين حقل مسؤول عنه الذات والآخر وحقل مسؤولة عنه الذات وحدها وبين أن هناك عوامل أخرى غير الدين مسؤولة عن ولادة التطرف لا يمكن حصرها في الدين.
الدكتور فايز الربيع أوضح أن التطرف ليس بضاعة إسلامية فقط وإنما هو شيء عالمي , حيث أكد على أن الفئة التي يجب أن تستهدفها مثل هذه الندوات هي فئة الشباب من الذكور والإناث, وقال أن التوصيف هو الذي يأخذ الجزء الأكبر في حين أن العلاج ينبغي أن يكون متناسباً معه في خطان متوازيان, و ركز على ضرورة أن تأخذ التوصيات التي تخرج بها مثل هذه الندوات حيز التنفيذ باعتبارها جزء من العلاج, كما تناول الجذور الفكرية إذ اعتبرها تشكل ركناً أساسياً في قضية الفهم وقضية التنفيذ في آن واحد, و مفهوم التطرف اللغوي والاصطلاحي وأن هناك فرق بينه وبين مصطلح الإرهاب, بالإضافة إلى الجانب التاريخي في الموضوع.
تحدث معالي الدكتور صبري ربيحات عن كيفية نشأة الجماعات المتطرفة في المجتمعات من الناحية الإنسانية وعلاقة العولمة والتقدم التكنولوجي المهدد للهوية في نشوئها, وبين أنه من الممكن أن يحمل التطرف المعنيين السلبي والإيجابي حيث يمكن أن يكون إيجابياً في مجالات حقوق الإنسان و العدالة و مناهضة الظلم, وفي نهاية كلمته قدم بعض الاقتراحات لمعالجة الظاهرة عملياً.
الدكتور الجيوسي ربط بين الوضع التنموي المتأخر في بلداننا العربية وعلاقة ذلك بنشوء التطرف والإرهاب فيها, والذي قال أن التنمية المستدامة مرتبطة بفكرة التنوع, حيث أن الاحتفال بالتنوع والتعلم من الآخر شيء أساسي في التنمية, وأن التنمية المستدامة مرتبطة بقضيتين؛ العدل والحرية, وكذلك القواسم المشتركة,وأكد أنه لا بد من إعادة فهم التنمية المستدامة من ضمن مقاصد الشريعة, مشيراً إلى أن الإشكال في أننا لم نتمكن كأمة عربية تمتلك هوية وتراث عريق ومهد الرسالات والأنبياء أن نطور حلماً يواجه مد الحلم الأمريكي والأوروبي وبالتالي أصبح الشباب يلجأون إلى الجماعات المتطرفة حتى يحققوا حلمهم بأيديهم, وبالتالي ينبغي توحيد الخطاب في القضايا الكبرى، كالحلم العربي الإسلامي, وحماية حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية, ووجود عقد اجتماعي جديد, من خلال إعادة فهم النصوص الشرعية, وأضاف أن التنمية تقوم على ثقافة الحوار المجتمعي وثقافة التغيير السلمي وثقافة التعليم المستمر, وأن غياب ذلك هو سبب رئيسي في نشوء التطرف.
تحدث الدكتور حسين محادين عن المجتمع الأردني, وقال أننا لا نتناول العنف إلا عندما يرتبط بالدم, وبين قلة الاهتمام بالعنف دراسة وبحثاً في الجامعات الأردنية, ناقد عدداً من محطات العنف في المجتمع التي تبدأ من البيوت, ومن ثم المدرسة والجامعة, مشيراً أن الثقافة المجتمعية السائدة في مجتمعنا الأردني قائمة على العنف, وذكر بعض نماذج العنف في المجتمع كمفهوم الصحراء وقيم المغالبة
في نهاية الندوة فُتِحَ باب النقاش والحوار والأسئلة مع الحضور والطلبة للمشاركة حول الموضوع.