خلال محاضرته باليرموك: بدران يدعو إلى خلق بيئة ديمقراطية خلاقة للشباب
وكالة الناس – مشهور قطيشات
دعا دولة الدكتور عدنان بدران إلى ضرورة خلق بيئة ديمقراطية خلاقة للشباب لتنمية الفكر الخلاق المبدع المبتكر لديهم لإعداد جيل يؤمن بالتعددية الفكرية والسياسية والمساواة وتكافؤ الفرص وتفهم التنوع في الحضارات والثقافات الإنسانية، جاء ذلك خلال ندوة بعنوان ” دور الشباب في تحصين المجتمع الأردني” التي أقيمت ضمن اللقاء الشبابي لطلبة الجامعات الأردنية “التحديات التي تواجه الشباب الأردني في ظل الظروف الراهنة” التي نظمها قسم المعسكرات والجوالة بدائرة النشاط الرياضي بعمادة شؤون الطلبة بجامعة اليرموك بمشاركة الدكتور عبد السلام العبادي، وحضور الدكتور عبدالله الموسى رئيس الجامعة, وأدار الندوة الدكتور أحمد البطاينة عميد شؤون الطلبة بالجامعة.
وأوضح بدران التسويات التاريخية التي يجب إعدادها لتحقيق البيئة الديمقراطية وأهمها رفع التناقض بين سياسات الحكومات والشعوب على أساس التوافق في تطبيق الديمقراطية دون أي تهميش أو إقصاء، ورفع التناقض بين المذاهب والطوائف الإسلامية على قاعدة حرية الاجتهاد والفكر والتعبير واحترام الاختلاف مع مراعاة تعظيم الجوامع واختزال الفوارق وعدم تكفير الآخرين، بالإضافة إلى رفع التناقض بين المجتمعات الإسلامية والمجتمعات الأخرى من خلال تفهم الخصوصية الحضارية لكل مجتمع, مؤكداً على عدم وجود ما يسمى صراع الحضارات والثقافات وإنما هي عبارة عن اجتهادات لفلاسفة جدد يريدون تبوأ منعطفات تاريخية, داعيا إلى ضرورة الحد من مشكلتي الفقر والبطالة اذ أنهما تشكلان تربة خصبة للتطرف، لافتا الى دور الشباب في تحديث مجتمعاتهم من خلال بناء الفكر والثقافة ووضع حد لكل من يريد اختطاف وتشويه رسالة الإسلام أمام العالم.
وأشار الى ان تزايد أعداد الخريجين من مختلف مؤسسات التعليم العالي يشكل سلاحاً ذو حدين فإن استطعنا أن نحقق تعليما فعالاً ينسجم مع حاجات المجتمع والسوق المحلي ومواكبة للعولمة مما يحدث تغيرات اجتماعية واقتصادية جذرية وايجابية، وان لم تحقق ذلك فان التعليم على مختلف مستوياته يشكل عبئاً يتمثل في إيجاد فرص عمل كافية لاستيعاب أعداد الخريجين المتزايدة، مؤكداً على ان كل ما ننفقه على التعليم هو استثمار طويل الأمد يتحول إلى قوة كامنة تساعد الوطن والمواطن على تحقيق الأهداف المطلوبة.
وأوضح بدران ان الحداثة والعلوم والتكنولوجيا تعمق الفجوة بين الماضي والحاضر والمستقبل, حيث ان التغيير في منهجية التفكير والتحليل أدى إلى بناء مدرسة تعليمية جديدة خرجت عن التقليد في الحفظ والتلقين والتكرار، مما سيؤدي الى بناء جيل التغيير الذي يتمتع بذكاء استنتاجي وتحليلي يقود الى الإبداع والابتكار والوصول إلى المجهول، مضيفاً ان الظروف البيئية الشبابية الحالية تختلف عما كانت عليه بالأمس فالفجوة ليست صراع أجيال بل هي صراع أفكار بين ظروف بيئية لجيلين عاشا في ثقافة وقيم ومتغيرات معرفية وتكنولوجية متفاوتة.
وأكد على أهمية تحصين الشباب وتمكينهم من بناء الذات من خلال التعليم النوعي وخاصة فيما يتعلق بالاهتمام والرعاية والتربية التعددية والفكر الخلاق مع الطفولة المبكرة، والتركيز على سلوكيات وأخلاقيات وعمل الفريق في مراحل التعليم النظامي، وإشراك الشباب في النشاطات اللامنهجية، والاهتمام بالمرأة وتفعيل دورها في جميع أنشطة الحياة بالإضافة إلى التأكيد على الحريات الديمقراطية وتشجيع المنظمات والأندية الشبابية والاتحادات الطلابية.
وشدد على ضرورة إعادة صياغة نظام تعليمي تربوي تنمى من خلاله المهارات والاتجاهات نحو الإبداع الذي يعتبر الطريق نحو نظام تربوي منتج يسهم في بناء الاقتصاد المعرفي، ويحّفز هذا الإبداع من خلال تواجد بيئة ديمقراطية سياسية متناغمة مع رغبات ومتطلبات الجماهير بعيده عن السلطوية والدكتاتورية، حيث ان عبء التنمية والنهضة أي مجتمع يقع على عاتق النظام التعليمي.
كما تحدث الدكتور العبادي عن ” موقف الإسلام من الغلو والتطرف والارهاب” حيث أشار من خلال حديثه ان جلالة الملك عبدالله الثاني تابع اطلاق رسالة عمان التي توضح للعالم الحديث حقيقة الإسلام وتوضح مفهوم الإرهاب, موضحا الأمور التي أدت الى تشويه صورة الإسلام في بعض المجتمعات ومن أهمها الجهل بمنظومة الدين الإسلامي وما تتضمنه من تعليمات وقيم ومعارف، بالإضافة إلى استغلال العدو لهذا الجهل مما أدى إلى ظهور مصطلح ( الإسلام فوبيا ) أي الخوف من الإسلام، بالإضافة الى الغزو الفكري الذي شن من قبل بعض الجماعات على الدين الإسلامي، و الاستغلال للممارسات الخاطئة التي ترتكب بجهل او بقصد الإساءة للدين.
وأوضح الفرق بين الإرهاب والمقاومة، مؤكداً على موقف الشريعة الإسلامية من مظاهر التطرف والارهاب, مستشهداً بآيات قرآنية ومواقف من السيرة النبوية الشريفة التي تؤكد على حرمه الإنسان وعدم جواز الاعتداء عليه، داعيا الشباب إلى نبذ هذه التصرفات المتطرفة وان يتفقهوا بالدين ويسألوا اهل الذكر حيث ان الفهم الخاطئ للدين يؤدي الى الممارسات الخاطئة بحقه، وضرورة اتباع أسلوب الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن للبيان الصورة الصحيحة للإسلام، كما اشار الى عدم جواز التكفير حيث انتشرت في مجتمعاتنا الجرأة في التكفير والفتوى، لافتا إلى أن التجميع الفكري هو ما يجب الاهتمام به.
وفي نهاية اللقاء الذي حضره نائب رئيس الجامعة الدكتور عبدالله الجراح وعمداء الكليات وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية ومجموعة من طلبة الجامعات الأردنية أجاب المتحدثان على أسئلة واستفسارات الحضور.