النعيمي: إعداد مناهج وامتحان توجيهي خاص بالأشخاص ذوي الإعاقة
وكالة الناس – وجه وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي، اليوم الخميس، كلمة بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة قال فيها:
يحتفل العالم في مثل هذا اليوم من كل عام باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يأتي اعترافًا بإنسانيتهم وجهودهم في تحدي إعاقتهم، وضمانًا لحقوقهم، وتفهمًا لقضاياهم، وتفعيلًا لدورهم في مناحي الحياة المختلفة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
وقد أولت الدولة الأردنية بما تحمله من مُثُل سامية مستمدة من العقيدة الاسلامية والقيم العربية الهاشمية والمبادئ الإنسانية- اهتمامًا كبيرًا بذوي الإعاقة، وعملت على دمجهم في المجتمع، وقدمت لهم كثيرًا من الخدمات التي تعينهم على مواجهة تحديات الإعاقة، وتذلل لهم الطريق نحو حياة كريمة؛ ليصبحوا أعضاء فاعلين في دفع مسيرة الوطن رغم إدراكنا أنه لا زال أمامنا مشوار طويل في تحقيق أهدافنا في الدعم الكامل في التعليم.
وقد كانت وزارة التربية والتعليم من أوائل المؤسسات الوطنية التي ترجمت توجه الدولة وخططها في دعم ذوي الإعاقة، ومنحهم حقوقهم التي كفلها لهم الدستور ونصت عليها المواثيق والاتفاقات الدولية، مستندة في ذلك إلى قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة سنة 2017،الذي تضمن مجموعة من الحقوق في مجال التعليم كاعتماد برامج الدمج بين الطلبة المعوقين وأقرانهم من غير المعوقين، وإيجاد الكوادر الفنية المؤهلة للتعامل معهم، واستخدام التقنيات الحديثة في تدريسهم.
وفي هذا الإطار عملت الوزارة على بناء الإستراتيجية العشرية للتعليم الدامج 2020-2030 والبدء بتنفيذها بتعاون وشراكة وثيقين مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لما لها من أهمية تربوية وتعليمية، ولأثرها البالغ في الارتقاء بالمسار التعليمي لذوي الإعاقة، وفي بث ثقافة التنوع البشري لدى الطلبة، وتقبل الاختلاف ومعايشته في سن المدرسة بوصفه مكونًا طبيعيًّا من مكونات الحياة، بهدف الوصول إلى دعم متبادل بين شرائح المجتمع.
وشاركت الوزارة في إنجاز عدد من الإستراتيجيات الوطنية التي تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة من مثل الإستراتيجية الوطنية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة (2010-2015)، والإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية (قطاع التعليم العام 2017-2025)، ووضعت الخطط للإسهام بقوة في تنفيذ ما جاء في تلك الاستراتيجيات، لا سيما المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم.
وأنشأت الوزارة عددًا من المدارس التي تعنى بالطلبة ذوي الإعاقة بوجه خاص؛ كمدارس الصم والمكفوفين، ووفرت غرفًا ملحقة في المدارس الحكومية للعناية بالطلبة ذوي الإعاقات الذهنية، والإعاقات السمعية واضطرابات النطق، والطلبة من ذوي صعوبات التعلم. وطورت برامج متخصصة في مجال تعليم هؤلاء الطلبة وتوفير الكوادر المؤهلة لتقديم الخدمات التعليمية والدعم النفسي والاجتماعي لهم.
وسعيًا من الوزارة إلى الحفاظ على حقوق الطلبة ذوي الإعاقة في ظل جائحة كورونا باشرت الوزارة بتطوير منظومة تعليمية مناسبة لهم وتفعيلها ضمن برنامج التعليم عن بعد، والأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهم، وقد بدأت فعليًّا بالطلبة الصم تمهيدًا للوصول إلى الطلبة من ذوي الإعاقات الأخرى. وتدرس الوزارة حاليًّا إعداد مناهج خاصة بهؤلاء الطلبة تراعي خصوصيتهم، وتدرس أيضًا السير في إجراءات وضع امتحان للثانوية العامة خاص بهم.
إن الوزارة لتؤمن إيمانًا تامًّا بمسؤوليتها تجاه الطلبة ذوي الإعاقة، وأهمية إعدادهم للحياة، مستندة إلى رؤية جلالة الملك المعظم الملك الإنسان الذي أعطى هذه الشريحة من أبناء الوطن جل اهتمامه ورعايته.
كما تولي الوزارة أبناءها من ذوي الإعاقة؛ معلمين وإداريين، اهتمامًا كبيرًا، فهم يشكلون مكونًا هامًا من كوادرها، ولهم العديد من بصمات الإنجاز والإبداع، يعملون جنبًا إلى جنب مع أقرانهم في عملية البناء والتطوير التي يشهدها العمل التربوي والتعليمي، وهم يستحقون الثناء والشكر على جهودهم المقدرة، حيث لم تثن عزائمهم الإعاقة.
حفظ الله الوطن وقائده وكل التقدير والمحبة لأبنائنا الطلبة والأشخاص ذوي الاعاقة على تصميمهم على تحدي اعاقتهم بالاستمرار بالتعلم والانخراط بالمجتمع.