عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

القبـــول المـوحـــد .. حـدود دنـيـا تـفـوق الـخـيـال

وكالة الناس – صوت القبول الموحد الجامعي، أنين المجتمع، وفرحة الاسرة الاردنية، وقهر الطالب، وعدالة مجتمع غابت في ظل معدلات قبول فاقت كل الاطر، تلقتها وزارة التعليم العالي من نتائج ثانوية عامة، وتعاملت معها بحرفية واقتدار، وجلبت للطلبة فن الممكن، لتوصل اصحاب المعدل الخارق الى بر أمان قد يجد فيه ملاذا حقيقيا له…

الحالة الاصعب، تخصص الطب بالجامعات الست، 3351 طالبا وطالبة، وباعتراف مدير وحدة تنسيق القبول الموحد مهند الخطيب تم قبولهم بالجامعات الاردنية بأقل معدل وصل في جامعة مؤتة الى 98.2% والاردنية بمعدل 99.4%، أي أن كل جامعة قبلت نحو 900 الى ألف طالب بالمعدل الاجمالي، دون الخوض بأن جامعات تفوقت على غيرها بأعداد القبول نظرا للطلب غير العادي عليها، مثل الاردنية والتكنولوجيا..دون النظر حتى الان الى أعداد الطلبة المقبولين على البرنامج الموازي « والمفترض ان لا تزيد نسبة القبول في كل تخصص عن 30% من العدد الاجمالي للمقبولين في الطب بكل جامعة، اي ما يزيد ايضا على 250 طالبا الى 300 في حال « التزمت جامعاتنا « بهذا الرقم..

حالة رعب وفزع وقلق شابت الطلاب وذويهم في ظل حالة الارتفاع غير المسبوق بمعدلات القبول الموحد، فماراثون المعدلات العالية اوقف ارتباط الدراسة برغبة الطالب حتى بالتخصصات العليا، فمن حصل على 97% لم يحصل على معدل طب في ظل سنوات سابقة جعلت من أصحاب الحاصلين على 95% فما فوق أصحاب معدلات يسبق اسمها حرف « د» لكنهم الان وأدوا حلمهم ودخلوا في غيبوبة البحث عن تحصص اخر لا يشبههم لكنه يرتبط بالحدود الدنيا للمعدلات، في ظل توقعات ان لا يقل معدل الطب بالموازي عن 97% في الاردنية والتكنولوجيا مثلا، وقد يصل الى 96% مرتبطا بأعشار اضافية في مؤته مثلا والبلقاء التطبيقية.

معدلات رضينا بها كأمر واقع لا مفر منه وعززت بالوقت ذاته ان توجه المجتمع نحو دراسة ذات التخصصات لم يتغير فبقيت الحالة ذاتها فالطب خيار لمن هم فوق الـ 96% ولا يزال تخصص الاسنان والصيدلة والهندسات بذات الطلب عند هؤلاء الطلبة، والملاحظ ان الاقبال ايضا على التخصصات الادبية من اللغات واللغة العربية والانجليزية، نافس في حدوده الدنيا الطب والاسنان ليصل تخصص اللغة العربية بمعدله الى 97.3% والانجليزية التطبيقية الى 99.2%، في ظل رقم يوصلنا ايضا الى ذهول ان يصل الحد الادنى في علوم الحركة التدريب الرياضي الى حد ادنى 93%، ومعلم الصف الى 94.6% واصول الدين والفقه الى 92.5%، للتأكيد أن المجتمع لا يزال يحدد خياراته جغرافيا، ولا تزال الاردنية عنده الرقم الصعب، والطلب عيها يتزايد وتبقى معدلاتها هي الاعلى.

فرغم الترويج الدائم بأن التخصصات التقنية والحاسوبية بكل تدرجاتها وتفاصيلها هي حاجة السوق، وبأن القادم هو لتلك التخصصات، الا أن الطالب لا يزال يبحث عن تخصصات مجتمعية، وليس توظيفية، فلا يزال الطب والتخصصات العلمية هي الخيار، رغم ان التخصصات التقنية والمعلوماتية، بحاجة الى أصحاب معدلات عالية جدا، فهو التخصص الصعب الذي يحتاج الى مهارات ذهنية وتقنية عالية المضمون، لكن الارقام تقول ان الاقبال عليها والتفاعل ضعيف، ولا يزال المجتمع قاصرا عن تغيير النظرة، وقلب الصورة نحو التغيير الايجابي.فهندسة الحاسوب بالبلقاء التطبيقية وصل الى92.1% وأن أمن المعلومات والفضاء الالكتروني 89.2%اما علم البيانات فقد وصل الى 81% وقد تصدر علم التجميل ومستحضراته في جامعة مؤته الى 91.7% في حين وصل تكنولوجيا المعلومات باليرموك الى 81%بينما وصلت هندسة الحاسوب الى 93.9%،اما الهاشمية فقد وصل معدل هندسة الحاسوب الى 94.7% بينما علم الحاسوب الى 89.7% وهو الامر الذي يعزز العقلية بأننا لا زلنا نبحث عن لقب طبيب او مهندس دون النظر للتخصصات التقنية الاهم في عالم الوظيفة الان.

وفي ذات القراءة لنتائج القبول الموحد فان جامعات الجنوب، او كما يطلق عليه « الاطراف « فلا زالت لا تشهد اي نوع من الاقبال، وتراها في ملف الطالب الجامعة التي يؤدي مؤشر البحث عنها فقط بعد ان يستنزف الطالب اختياراته، فلا زالت معدلاتها منخفضة رغم أهمية تخصصاتها ففي هندسة الحاسوب وصل بالحسين بن طلال الى 80% والتسويق مثلا الى 65% بينما تصدرت التخصصات الادبية كاللغة العربية والانجليزية والقانون المعدلات الاعلى باوائل التسعينيات والثمانينات بينما غابت معدلات التسعينيات عن جامعة الطفيلة التقنية لتتصدر معدلات الثمانينات تخصصات الهندسات كما كانت اللغة الانجليزية هي الاعلى بمعدل 84%وهو الاعلى بعد الهندسة المدنية التي وصلت الى 86%..

خارطة معدلات مرعبة، تعزز ان النظرة المجتمعية لا تزال تراوح مكانها بالبحث عن تخصصات، فاللقب هو الاهم، والتخصصات التقنية ضمن المنطقة دون المتوسطة رغم الطلب عليها في سوق الوظائف، والتخصصات الادبية واللغات أصبحت اكثر طلبا للتفكير بها بأنها ترفع من مكانة وشأن صاحبها وتفتح له أبوابا مختلفة للتوظيف، وان لم يكن فهي سلاح وجواز مرور للشخص في بيته وللام افادة لابنائها..

القبول الموحد للعام الحالي هو بشهادة أصحابه الاكثر تعبا وارهاقا، ووصولا الى حالة توازن بين معدل ورقم واعداد وحالة من الطلب غير العادي على تخصصات عليا من طب واسنان وصيدلة وهندسات رغم تراجعها.. يسدل ستار عمل الوحدة خلال ايام قليلة، وتصل المسؤولية الى حرم الجامعات بضبط وقبول مواز يوازي الاعداد ويضبط ايقاع الطاقات الاستيعابية ويحافظ على جودة تعليمنا ويحمي الجيل من خطر تراجع قد يصيب الجميع في ظل منظومة تعلم عن بعد غير محمودة النتائج..

جهود جبارة ومنظمة وممنهجة قدمتها وحدة تنسيق القبول الموحد بكل افرادها الـ 16 وناطق اعلامي ومدير وحدة يطل عبر الشاشات والاذاعات يشرح ويوضح دون كلل بجلد وحفظ لتفاصيل الحالة بامتياز.الدستور