عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

مركبة فضائية متناهية الصغر وسرعتها مليار كلم في الساعة

وكالة الناس – شيء كالخيال، لكنه علمي حقيقي عن الأهم والأكثر طموحاً للإنسان بالتاريخ، بدأ عملياً بالحديث أمس الأربعاء عن مشروع لإطلاق مركبة فضائية بالغة الصغر، وزنها بالغرامات، تحملها حزمة ليزر، بسرعة هي 1000 مرة أكبر من أي سرعة عرفها الإنسان، لتصل بها إلى الأبعد 2000 مرة عن أي مكان وصل إليه في الفضاء، بحيث تقطع 209 ملايين كيلومتر بالساعة، أي تقريباً خمس سرعة الضوء البالغة 60 ألفاً بالثانية، لتصل بعد 20 سنة إلى أقرب نظام شمسي من الأرض، وهو Alpha Centauri أو كوكبة ‘رجل القنطور’ البعيدة 41 تريليوناً من الكيلومترات، يقطعها الضوء في 4 سنوات و330 يوماً.
وللمقارنة فقط، فإن سرعة المسبار الأميركي ‘نيو هورايزنز’ الذي احتاج إلى 9 سنوات ليقطع 5 مليارات كيلومتر ويصل في 12 يوليو الماضي إلى كوكب بلوتو، كانت 49 كيلومتراً بالثانية، أو 176 ألفاً و400 بالساعة، وبهذه السرعة الهائلة والقياسية على كل صعيد، فإنه يحتاج إلى 30 ألف عام لبلوغ ‘رجل القنطور’ لذلك قال القائم بالمشروع: ‘للمرة الأولى في التاريخ، لن نكتفي بالتأمل في النجوم، بل سنتمكن من الوصول إليها (..) السفر إلى الفضاء كما نعرفه حالياً هو بطيء جداً، وحان الوقت لنقوم بالقفزة الكبيرة التالية في تاريخ البشرية’ وفق تعبيره في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء في نيويورك.

القائم بالمشروع هو ملياردير الإنترنت الروسي Yuri Milner المالك لمليارين و900 مليون دولار، وفق لائحة بـأصحاب المليارات أصدرتها مجلة ‘فوربس’ الأميركية بأول مارس الماضي، والذي أعلن في المؤتمر الذي عقده ببرج ‘وان وورلد ترايد سنتر’ البديل عن ‘برج التجارة الدولي’ الذي دمرته هجمات 11 سبتمبر 2001 بواشنطن ونيويورك، عن تعاونه مع عالم الفيزياء النظرية الشهير، البريطاني Hawking Stephenالمقعد على كرسي متحرك، لاعتلاله بمرض شل معظمه منذ شبابه تقريباً.
وفي مشروع ‘بريكثرو ستارشوت’ الذي خصص له مينلر 100 مليون دولار مبدئياً، سيتعاون أيضاً مؤسس ‘الفيسبوك’ مارك زوكربيرغ، على حد ما ألمت به ‘العربية.نت’ مما بثته الوكالات، ومن مراجعتها في مواقع علمية عدة، منها Space الشهير للفكرة ولكيفية إطلاق المركبة بوابل من جزيئات ضوئية تنطلق من جهاز ليزر منصوب على الأرض، وتمضي في الفضاء دافعة مركبة StarChip التي نراها في الفيديو الذي تبثه ‘العربية.نت’ الآن حين عرضها مينلر على شاشة في المؤتمر الصحافي الذي نرى فيه العالم البريطاني ستيفن هوكينغ جالساً على كرسيه، وعلى الشاشة نفسها شرح بما هو معقد حقيقة، كيفية الإطلاق بالدفع الليزري.
بسرعتها يشعل الرائد سيجارته على الأرض وينهيها في المريخ

والمركبة عبارة عن أسطوانة رقيقة وصغيرة جداً، فيها كاميرا وأجهزة اتصال، ويتم تثبيتها في ما يشبه ‘أشرعة’ خفيفة، وهي أصغر من أي Chip إلكتروني تم صنعه بتكنولوجيا ‘النانو’ المعروفة حتى الآن، وسيتم إنتاجها بتكنولوجيا ‘متوافرة، لكن ينبغي تكييفها وتحسينها للسماح للمركبة بإنجاز مهمتها’ طبقاً لما أوضح مينلر الذي تخصص بالفيزياء النظرية حين تخرج من الجامعة، قبل أن يتحول إلى رجل أعمال ملياردير.
ويسعى الملياردير الروسي، طبقاً لما ذكر في المؤتمر، إلى إيجاد مصادر أخرى لتمويل المشروع، إضافة للمبلغ الذي رصده من حسابه الخاص، وهو 100 مليون دولار، لأن ‘بريكثرو ستارشوت’ يهدف أيضاً لإنتاج كميات كبيرة من المركبات وإطلاقها ‘ليس فقط للوصول إلى Alpha Centauri والبحث عن آثار الحياة هناك، بل لاستكشاف النظام الشمسي أيضاً’ وفق ما أوضحه في المؤتمر البروفسور بجامعة هارفرد، والمشارك بالمشروع آفي لوب، وفيه أضاف أن نتائج الأبحاث الأولية تشير إلى أن تصويب شعاع الليزر يحتاج إلى 100 Gigawatt أو 100 ألف ‘ميغاواط’ وهي الطاقة الضرورية تقريباً لإقلاع مركبة فضائية.

ونلاحظ أن مينلر ارتكب ‘زلة’ فيها خطأ واضح، حين تحدث بنهاية الفيديو عن سرعة المركبة، وقال إنها ستصل إلى 20 % من سرعة الضوء، البالغة بالساعة مليار و80 مليون كيلومتر، لكنه قال إن سرعة المركبة هي 100 مليون ميل بالساعة، أي تقريباً 161 مليون كيلومتر، علماً أن 20% من سرعة الضوء هي 216 مليوناً من الكيلومترات، ووفق ما راجعته ‘العربية.نت’ عن المشروع بمواقع علمية، فإن سرعة StarChip الحقيقية ستكون 130 مليون ميل بالساعة، أي أكثر بقليل من 209 ملايين كيلومتر، أو تقريباً 35 مليوناً بالدقيقة، وهي كافية لأن يشعل رائد فضاء سيجارته على الأرض لينتهي من تدخينها على أديم المريخ.