شركة نيسان تعين موظفين بمهنة شم السيارات
وكالة الناس – عمل شركة نيسان اليابانية على توظيف فريق من المحترفين بمهنة شم السيارات الجديدة بعناية، بما فيها ذات الدفع الرباعي الرياضية متعددة الاستخدام. وتاتي خطوة شركة نيسان هذه للتأكد من أن كلا منها تتمتع بالرائحة الفريدة التي يُطلقها خليط البلاستيك والأقمشة المقاومة للبقع وربما بعض الجلد الفعلي أيضا. ” هي جوقة شمّية معقدة من الروائح التي تثير استجابة عاطفية، يتفحصها فريق من المحترفين لضمان أن تستمر لسنوات وتراعي أمزجة المستهلكين التي تختلف من بلد لآخر“كما تقول شبكة ”سي إن إن“. وتنقل الشبكة من حديث توري كيرل، مهندسة المواد في مركز نيسان التقني في فارمنجتون هيلز ، ميشيغان، أنها تشرف على فريق من خبراء الرائحة الذين يحللون بعناية روائح كل شيء يدخل في بناء المركبات. في بداية عملها بالشركة تم تعيينها كمهندسة مواد بلاستيكية، ولأن البلاستيك يشكل غالبية المواد داخل السيارة غير الفاخرة، فقد تم تكليفها بالمسؤولية الشاملة عن طريقة شم رائحة سيارات نيسان بالداخل. وأثناء تطوير نموذج جديد، تقوم كيرل وفريقها باختبار شم أجزاء السيارة مثل عجلات القيادة ووسائد المقاعد والأقنعة، قبل وضعها في السيارة للتأكد من أنها ممتعة – أو على الأقل رائحة غير مؤذية. وتضيف أنه ”بعد تركيب هذه القطع في السيارة، نجلس فيها، أنا في مقعد السائق وآخر في المقعد الخلفي، ونشم رائحة السيارة الجيدة“. وتشرح كيرل أن الروائح في المقعد الأمامي يمكن أن تختلف اختلافًا كبيرًا عن الروائح الموجودة في المقعد الخلفي. أما في المقعد الأمامي، فتوجد مجموعة أكبر بكثير من المواد قريبة من الأنف، فإلى جانب المقاعد الجلدية أو القماشية، توجد مواد بلاستيكية على لوحة القيادة.. هناك أيضًا جميع مواد الترابط والخيوط والمواد اللاصقة التي تربط كل القطع ببعضها. أما في المقعد الخلفي، فأنت محاط بمواد المقعد فقط. هناك مقاعد أمامك وخلفك وتحتك، ثم هناك رائحة مادة السجادة الموجودة تحت الأقدام“. شمّ السيارة مثل شم الطبيخ على الرغم من أن جميع مكونات السيارة، في تلك المرحلة، يكون قد تم شمها مسبقًا قبل تركيبها في نموذج أولي للسيارة، إلا ان ذلك لا يقلل من المفاجآت. فكما هو الحال مع الطهي، يمكن لبعض الروائح التي تكون على ما يرام، أو حتى اللطيفة جدًا، من تلقاء نفسها أن تتجمع معًا لتكوين انطباع مدهش، خاصة إذا كانت هناك رائحة تم إغفالها بطريقة ما في عمليات الشم السابقة“ كما تقول كيرل. ويصف التقرير نقلا عن فريق كيرل بأنهم جميعهم ”مشهورون معتمدون“، وأن ”هناك تدريبا وشهادة تتضمن اختبارات التعرف على الرائحة التي يتم إجراؤها بعناية كما يقومون بالتحقيق بنفس الطريقة التي تحاول بها العثور على رائحة غريبة في سيارتك. يستنشقون بشكل منهجي كل شبر من داخل السيارة حتى يحصروا مصدر الرائحة الكريهة، وبمجرد تضييق نطاق الرائحة الغريبة، يبدؤون في عملية اكتشاف المادة أو مجموعة المواد التي تسببها بالضبط“. وغالبًا ما تكون الرائحة الكريهة المفاجئة في السيارة المجمعة بالكامل بسبب قيام المورد بتغيير بعض جوانب كيفية صنع القطعة، في هذه الحالة، تقول كيرل إنها تعمل مع المورد للعثور على ما تغير ومعرفة ما إذا كان يمكن إصلاح المشكلة. ويشير التقرير إلى أن حاسة الشم لدى الشخص يمكن أن تتغير بمرور الوقت يومًا بعد يوم، ولذلك يتم إعادة اعتماد الروائح المحترفة بانتظام من خلال ”اختبارات الرائحة العمياء“. كما يتم تزويدهم بقوارير دون أسماء من روائح مختلفة ويطلب منهم تحديد كل واحدة. تقول كيرل: ”لقد جربته بنفسي وكان الأمر صعبًا بشكل مدهش، شم الرائحة دون رؤية ما تأتي منه يشبه إلى حد ما رؤية مدرس الصف الأول لطفلك في طابور الخروج من السوبر ماركت، أنت تعلم أنك قابلت هذا الشخص من قبل، لكن لا يمكنك أن تذكر أين أو كيف“. وتضيف في استذكار تجربتها، قائلة: ”فتحت قنينتي الأولى وشممت رائحة غنية وممتعة بشكل غامض. رائحتها… ترابية، عندما خطرت هذه الكلمة على بالي، أدركت أنني أشم رائحة الأوساخ، كانت علبة مليئة بالتراب، أما القارورة التالية فكانت رائحتها خشبية إلى حد ما فشلتُ في إدراك أنني أشم رائحة نشارة الصنوبر“. ويشير التقرير الى أن المواقف تجاه الروائح تختلف من ثقافة إلى أخرى، ولذلك فإن عمل كيرل يركز على السيارات اليابانية المخصصة لعملاء أمريكا الشمالية. فقد لايُحبّ مشترو السيارات في أوروبا وآسيا الرائحة التي يجدونها في أمريكا جذابة، وربما يفضلون عدم وجود رائحة على الإطلاق.