الإمارات تصنع التاريخ .. وتحلق بالعرب نحو مستقبل البشرية
وكالة الناس – فصل جديد من فصول التاريخ المشرّف تكتبه اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة لأبنائها، وللعرب جميعاً، مع بلوغ «مسبار الأمل» مداره حول المريخ، لتصل رسالة الإمارات إلى العالم بأسره، بأن الطموح والأمل والإنجاز ليس بمستحيل على أبناء الإمارات والعرب، وما كان حلماً، تحول إلى واقع، بكفاءة واقتدار، رغم كل الظروف والتحديات التي يمر بها العالم.
يترقب الملايين في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم، اليوم الثلاثاء، اللحظة التاريخية لدخول مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول كوكب المريخ..لحظة مهمة تصنع فيها الإمارات التاريخ بانجاز يضاف لرصيد البشرية العلمي، وتخطو به الإمارات إلى مراتب الصدارة في البحث والمعرفة، والوثوب إلى المستقبل.
وتسود حالة من الترقب الحذر حول العالم بانتظار نجاح دخول المسبار لمدار المريخ، مع استعدادات العديد من محطات التلفزيون ومواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي لنقل الحدث عبر بث حي يتوقع أن يستقطب مشاهدات قياسية في تاريخ الوطن العربي والعالم.
** الإمارات قوة صاعدة على المستوى العالمي
ويؤكد جان إيف لوغال، رئيس المركز الفرنسي للفضاء، أن العالم أصبح ينظر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بعد إطلاقها «مسبار الأمل» في شهر يوليو/ تموز الماضي كقوة صاعدة على المستوى العالمي ونشاطها الفضائي أصبح له موطئ قدم..وقال: إن هذه الرحلة الاستكشافية العربية الأولى التي قادتها الإمارات تضعها ضمن مصاف الكبار في عالم الفضاء و علومه.
وأضاف : قبل بضع مليار سنة كانت الأرض في الوضع نفسه للمريخ تشبهه في كل شيء تقريبا، لكن المريخ تحول إلى صحراء باردة مجمدة ، بينما الأرض فيها بحار و محيطات و قابلية العيش،و إذا ما فهمنا المريخ جيدا سنفهم الأرض بشكل أفضل، لذلك نعتبر جميعا المهمة الإماراتية حساسة جدا وبالغة الأهمية و نوليها متابعة قصوى لأنها ببساطة ستضيف للعالم شيئا جديدا لم يكن يعرفه من قبل.
** مسبار الأمل.. أمل العالم بإنجاز علمي
ويُعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أول مشروع عربي لدراسة الكوكب الأحمر، ومسبار الأمل هو محط آمال مئات الملايين من 56 دولة «عربية وإسلامية»، وهو مشروع طموح لتسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرّف في مجال استكشاف كوكب المريخ، وعند وصول مسبار الأمل بنجاح إلى مدار المريخ ستكون دولة الإمارات خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي، ضمن مشروعها العلمي النوعي لاستكشاف كوكب المريخ. وهذا الوجود الإماراتي يمثّل تطلعات وطموحات دولة الإمارات.
ويخدم هذا المشروع البشرية بشكل عام والمجتمع العلمي بشكل خاص، ويضع المعلومات التي يجمعها من خلال أبحاثه في كوكب المريخ من دون مقابل في متناول أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث حول العالم، كما يرسخ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ اهتمام شباب الدولة والعالم العربي لدراسة العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والتخصص فيها، كما يسهم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في بناء كوادر إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء والابتكار والأبحاث العلمية والفضائية.
كما يُسهم هذا المشروع العلمي الطموح في إحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات دولة الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.
** رحلة مسبار الأمل
ومنذ انطلاقه في 20 يوليو/ تموز 2020 من مركز «تانيغاشيما» الفضائي في اليابان على متن الصاروخ «إتش 2 إيه»، أتم «مسبار الأمل»، ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، مرحلتين من مراحل مهمته المريخية الستة، هما: مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، وهو الآن على وشك إتمام المرحلة الثالثة وهي «الملاحة في الفضاء» التي استغرقت أطول مدة زمنية في الرحلة، وجرت فيها بنجاح ثلاث مناورات دقيقة لتوجيه المسبار، ليكون في المسار الأكثر دقة للوصول إلى وجهته، قبل أن تبدأ اليوم المرحلة الرابعة والأكثر صعوبة ودقة وخطورة، وهي مرحلة الدخول إلى مدار المريخ، ويعقبها مرحلتان هما: الانتقال إلى المدار العلمي وأخيراً المرحلة العلمية، حيث يبدأ المسبار مهمته الاستكشافية المرصود لها والخاصة برصد وتحليل مناخ الكوكب الأحمر.
ومنذ اليوم الأول للمشروع كان توجيه القيادة واضحاً، وهو أن يتم تصنيع المسبار وعدم شرائه جاهزاً، وكان هذا تحدياً جديداً، تحول إلى فرصة لإلهام جيل من العلماء والباحثين في مجال العلوم والتكنولوجيا لإحداث نقلة نوعية أو المساهمة في بناء اقتصاد مبني على المعرفة، وبناء قدرات الكوادر الوطنية العاملة في المشروع عبر تدريب وإعداد علماء إماراتيين للإسهام في مجال استكشاف الفضاء، بالتعاون مع الشركاء العلميين الدوليين للمشروع، بالإضافة إلى تدريب وإعداد مهندسين إماراتيين لتطوير أنظمة الفضاء، بما يؤدي إلى تجهيز البنية التحتية اللازمة لبرنامج مستدام في دولة الإمارات لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر بناء شراكات مع جهات دولية مختصة في مجال استكشاف الفضاء، بالإضافة إلى إنشاء وتحسين وتطوير البرامج العلمية والهندسية في القطاع العلمي والأكاديمي.
وقد عمل فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في مركز محمد بن راشد للفضاء على تصميم المسبار وبنائه وتطويره وإجراء الاختبارات اللازمة لأجهزته وأنظمته الفرعية مع شركاء نقل المعرفة العالميين، وتم بالفعل إنجازه وتجهيزه لمرحلة الاختبارات النهائية قبل الإطلاق في فبراير/ شباط 2020
** أول صورة متكاملة لطقس المريخ
وتتضمن أهداف «مسبار الأمل» عند وصوله بنجاح إلى مداره حول الكوكب الأحمر تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ المهمات المريخية، وتكوين فهم أعمق بشأن التغيّرات المناخية على سطحه، ورصد الظروف المناخية للكوكب الأحمر على مدار اليوم وبين الفصول، ومراقبة الظواهر الجوية، كالعواصف الترابية والتغيرات في درجة الحرارة، ودراسة تأثير التغيّرات المناخية في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأوكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي، عبر دراسة العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية، بالإضافة إلى كشف أسباب تآكل سطح المريخ، والبحث عن الروابط بين طقس اليوم والمناخ القديم للكوكب الأحمر .
ومن شأن تحليل مناخ الكوكب الأحمر مساعدة العالم على معرفة ما إذا كانت هناك إمكانية للحياة على سطح المريخ، واستشراف مستقبل كوكب الأرض، وسُبل الحفاظ على الحياة فيه.
وسوف يجمع مسبار الأمل أكثر من 1000 غيغابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، بحيث يتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات من خلال عدة محطات استقبال أرضية منتشرة حول العالم، وسوف يقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرسة وتحليل هذه البيانات التي ستكون متاحة للبشرية لأول مرة، ليتم بعد ذلك مشاركتها مع المجتمع العلمي المهتم بعلوم المريخ حول العالم في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية.
** الإمارات تحيي مجد العرب
وتحت نفس العنوان، كتبت صحيفة الوطن الإماراتية: اليوم مع وصول «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ يحقق أبناء الإمارات واحدة من أنصع صفحات التاريخ، ليكونوا على عهد وطنهم بهم، لتحقيق حلم القائد المؤسس الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في الوصول إلى أبعد ما وصلته البشرية.اليوم نشارك الأمة التي نعمل باسمها والعالم أجمع فرحة إنجاز غير مسبوق في رحلة العقل البشري لسبر المجهول وبأكثر ما عمل له بشر،
اليوم نترقب خلال ساعات من يوم تاريخي نحن صناع مجده فتحاً علمياً عظيماً باسم أمة آن لها أن تنهض من عقود طويلة كانت فيها شبه مغيبة عن مكانتها الواجبة لتستعيد ألقها الحضاري ولتعي جيداً أنها يمكن أن تأخذ موقعها اللازم بين الأمم.. اليوم تعجز الكلمات عن وصف مشاعر كل منا ونحن نثبت للعالم أجمع أننا لا نعرف المستحيل مهما عظُمت التحديات.
إنه زمن دولة الإمارات التي تحلق بالأمة إلى أبعد ما يمكن تصوره.. نجح الرهان ووصلنا وفعلتها الإمارات التي لا تقبل إلا النجاحات المتفردة..مبارك لقيادتنا ووطننا وشعبنا ولكل محب ومخلص يشاركنا الفخر والعزة في هذا اليوم المجيد من مسيرتنا وتاريخ العالم.
** احتفالية إعلامية بالليزر
وتتضمن الفعالية الإعلامية الخاصة بوصول المسبار إلى المريخ، عرضاً مبهراً بالليزر على واجهة برج خليفة، أطول بناء من صنع الإنسان في العالم، يتم تنفيذها بتقنية رفيعة المستوى، لعرض رحلة مسبار الأمل والمراحل التي مر بها المشروع وجهود الكوادر الإماراتية التي شاركت في تحقيق هذا الحلم.
ويمكن للجمهور متابعة البث الحي للحظات الحاسمة لدخول مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر عبر الموقع الإلكتروني: http://www.emm.ae/live .. ويصل مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول المريخ عند الساعة 7:42 مساءً بتوقيت الإمارات، فيما يبدأ البث الحي لعملية الدخول إلى المدار عند الساعة السابعة مساء.