«بلاكبيري كيو 10».. هاتف متطور يرضي عشاق الحداثة والكتابة على لوحات المفاتيح

كثيرا ما تنجح الثورات التقنية في إيصال شركاتها إلى القمة، ولكنها قد تفشل فشلا ذريعا إن لم تكن الشركة حذرة. وقد غامرت شركة «بلاكبيري» بإعادة تغيير آلية التفاعل مع نظام التشغيل «بلاكبيري 10» بشكل ثوري من خلال هاتف «زد 10» (Z10) الذي أطلقته في فبراير (شباط) الماضي، وأوصلت رسالة أنها قادرة على إعادة تعريف استخدام الهواتف الذكية. وتعود الشركة إلى تصميمها الناجح الذي أحبه الملايين من المستخدمين الذي يستخدم لوحة مفاتيح سهلة الاستخدام ومريحة في الوقت نفسه، وأعادت تصميم الهاتف بشكل جريء، من خلال هاتف «كيو 10» (Q10) الذي جربته «الشرق الأوسط» قبل طرحه في الأسواق العربية.

* لوحة المفاتيح

* أول ما سيلاحظه المستخدم في التصميم الجديد هو التخلص من الزر الحساس للمس، بالإضافة إلى عدم وجود الأزرار الأخرى المتخصصة في الإجابة على المكالمات ورفضها وخيارات القوائم والعودة إلى القائمة السابقة. واستغلت الشركة هذه المساحة بزيادة قطر الشاشة وارتفاع أزرار لوحة المفاتيح الجديدة لتقديم المزيد من الراحة في الاستخدام. ويمكن للمستخدمين ذوي الأصابع الصغير والكبيرة على حد سواء الكتابة بكل راحة من خلال لوحة المفاتيح الجديدة، والتفاعل باللمس مع الشاشة في أي وقت يريدونه.

التفاعل من خلال لوحة المفاتيح مريح للغاية وسهل وسلس للاستخدام، ويمكن استخدام الاقتراحات الذكية للكلمات أثناء كتابتها لتسريع عملية كتابة الرسائل الطويلة أو القصيرة، أيضا. ولدى التمعن في لوحة المفاتيح، نجد أن الأزرار متباعدة قليلا بعضها عن بعض مع تقديم خطوط معدنية تفصل بين صفوف الأحرف لضمان عدم الضغط على زر بالخطأ، بالإضافة إلى انحناء الأزرار الجانبية إلى الخارج قليلا لتسهيل عملية الكتابة والوصول إلى تلك الأزرار. ويتميز الهاتف كذلك بتوزيع معتدل للوزن، بحيث لا يقع الهاتف من يد المستخدم، حتى أثناء الطباعة عليه بيد واحدة فقط.

ويمكن للمستخدم تغيير البرنامج الذي يستخدمه بمجرد تحريك إبهامه من الإطار السفلي للهاتف إلى منتصف الشاشة، ليقوم الهاتف بإخفاء البرنامج وعرض القائمة الرئيسة. ويمكن أيضا تحريك الإصبع من الإطار العلوي للشاشة إلى منتصفها لتظهر أمامه قائمة خيارات خاصة بذلك البرنامج. هذا، ويمكن للمستخدم كتابة الرسائل باستخدام إصبع واحدة، حيث سيعرض النظام كلمة مقترحة تبدأ بالحرف الذي ضغط عليه المستخدم، ليجر المستخدم إصبعه من ذلك الحرف إلى الأعلى ليكتب الهاتف الكلمة المقترحة فورا. ويذكر أن لوحة المفاتيح ستتعرف على أسلوب المستخدم وطريقته في الطباعة وتتكيف مع أدائه من حيث اقتراح الكلمات التي يستخدمها غالبا، مما يسهل عليه ويسرع عملية كتابة الرسائل المختلفة. هذا، ويدعم الهاتف الكتابة باللغة العربية، مع دعم نظام التشغيل لعرض الصفحات باللغة العربية، كذلك.

* تصميم ومزايا جديدة

* ويقدم الهاتف نظام التشغيل «بلاكبيري 10,1» المحدث الذي يسمح بتحميل الملفات المرفقة في الرسائل الإلكترونية، بالإضافة إلى تقديم نمط التصوير «إتش دي آر» (HDR) المتطور، والقدرة على استخدام صندوق البحث من أي شاشة من شاشات النظام لتقديم الأوامر، مثل «أرسل رسالة نصية لـ..». أو «أرسل بريدا إلكترونيا لـ..». أو «اتصل بـ..».، وغيرها.

هذا، ويمكن استخدام ميزة «تغيير الزمن» (Time Shift) التصويرية لالتقاط عدة صور واختيار الأوجه المختلفة من الصور وجمعها في صورة واحدة تتكون من أفضل عناصر تلك الصور. وبالنسبة لتقنية «بلاكبيري بالانس» (BlackBerry Balance) فإنها تحقق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية وتحفظ الملفات والتطبيقات والمحتويات الخاصة بالعمل منفصلة عن المتعلقات الشخصية. وكمثال على ذلك، يمكن للمستخدم التنقل بين شاشة البداية ومجموعة تطبيقات ومزايا خاصة بالعمل، وأخرى لحياته الشخصية، ومن دون حدوث أي تداخل في التطبيقات أو البيانات، لدرجة أن متجر التطبيقات الإلكتروني الخاص بشاشة العمل سيعرض تطبيقات الإنتاجية، بينما ستعرض نسخة الشاشة الشخصية تطبيقات الترفيه.

وتقدم ميزة «بلاكبيري هاب» (BlackBerry Hub) مكانا واحدا يمكن من خلاله إدارة المحادثات الشخصية كافة أو البريد الإلكتروني الخاص بالعمل أو رسائل برنامج الدردشة الفورية ومواقع التواصل الاجتماعي أو التنويهات، وكذلك إمكانية التنقل والدخول إلى «بلاكبيري هاب» من أي مكان.

ويعتبر عنصر الأمان أحد المكونات المهمة جدا لرجال الأعمال، الأمر الذي جعل الشركة تطور تقنية «بلاكبيري سيفغارد» (BlackBerry Safeguard) التي تساعد في حماية المحتوى الخاص بالعمل، مع دعم لتقنية «مايكروسوفت إكستشينج آكتيف سينك» (Microsoft Exchange ActiveSync) التي تتواصل مع الهاتف، أو السماح لميزة «بلاكبيري إنتربرايز سيرفير 10» (BlackBerry Enterprise Server 10) بالحصول على موافقة للدخول الآمن إلى البريد الإلكتروني، الأمر الذي يعني الاستفادة من الخصائص الأمنية والإدارية المتعددة.

* مواصفات تقنية

* يبلغ قطر الشاشة 3,1 بوصة، وهي تعرض الصورة بدقة 720×720 بيكسل بتقنية «سوبر أموليد» (Super AMOLED)، ويستخدم الهاتف معالجا ثنائي الأنوية يعمل بسرعة 1,5 غيغاهيرتز، وبذاكرة تبلغ 2 غيغابايت، بالإضافة إلى تقديم 16 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة التي يمكن رفعها بـ64 غيغابايت إضافية من خلال بطاقات الذاكرة المحمولة «مايكرو إس دي».

هذا، ويقدم الهاتف 4 صفوف من الأزرار في لوحة المفاتيح، مع تقديم كاميرا خلفية تلتقط الصور بدقة 8 ميغابيكسل وتستطيع تغيير البعد البؤري بشكل آلي والتعرف على الأوجه. واستطاعت الكاميرا التقاط الصور بسرعة كبيرة لدى تجربتها، وأصبح بالإمكان التقاط صور أخرى متتالية بشكل شبه فوري، الأمر الذي يدل على السرعة الكبيرة التي يتمتع بها مستشعر الكاميرا ونظام التشغيل في التعامل مع البيانات الواردة وتخزينها. وتستطيع الكاميرا التقاط عروض الفيديو بالدقة العالية التسلسلية (1080 Progressive) بسرعة 30 صورة في الثانية، وبدقة 720 التسلسلية بالنسبة للكاميرا الأمامية التي تبلغ دقتها 2 ميغابيكسل. ويدعم الهاتف كذلك شبكات «بلوتوث 4,0» و«واي فاي» اللاسلكية (b وg وn) ويستطيع العمل كنقطة اتصال بالإنترنت للأجهزة الأخرى المحيطة به، بالإضافة إلى دعمه لتقنية التواصل عبر المجال القريب (NFC)، مع توفير مأخذ «مايكرو يو إس بي»، ومخرج «مايكرو إتش دي إم آي» لوصله بالتلفزيونات عالية الدقة، وتقديم مخرج للسماعات الرأسية.

ويدعم الهاتف كذلك تقنية «جي بي إس» للملاحة الجغرافية، مع توفير القدرة على الدردشة بالصوت والصورة مع الآخرين (وفقا لقوانين شركة الاتصالات المزودة للخدمة في بلد المستخدم). وتبلغ كثافة عرض الشاشة 328 بيكسل للبوصة المربعة، الأمر الذي يضعها في فئة الهواتف عالية الكثافة، ولكنها أقل من كثافة بعض الهواتف الجديدة، مثل «إتش تي سي وان» (468 «بي بي آي») و«غالاكسي إس 4» (441 «بي بي آي») و«إكسبيريا زيد» (440 «بي بي آي»)، ولكنها أفضل من «غالاكسي إس 3» (306 «بي بي آي») و«آي فون 5» (326 «بي بي آي»). وتستطيع بطارية الهاتف تقديم أداء مذهل يصل إلى 14 ساعة من التحدث عبر شبكات الجيل الثالث، أو نحو 9 ساعات من تصفح الإنترنت، أو 11 ساعة من مشاهدة عروض الفيديو أو 60 ساعة من الاستماع إلى الموسيقى. ويعود السبب في هذه القيم المرتفعة إلى عدة عوامل، من بينها الحجم المتوسط للشاشة، واستخدامها لتقنية «سوبر أموليد» التي تستهلك طاقة منخفضة لدى عرض اللون الأسود، بالإضافة إلى استخدام بطارية تقابل قدرتها 2100 ملي أمبير. ويبلغ سعر الهاتف نحو 700 دولار أميركي، وهو متوفر باللون الأبيض أو الأسود، بشكل منفصل أو من خلال عروض شركات الاتصالات بأسعار مختلفة، وفقا للباقة المختارة. وتبلغ سماكة الهاتف 10,35 ملليمتر.

ومن المآخذ على الهاتف عدم وفرة متجر التطبيقات، الأمر الذي سيزول مع مرور الوقت وتطوير المزيد من التطبيقات، وحجم الشاشة الصغير نسبيا وفقا لمعايير الأسواق في هذه الفترة، مع خسارة بعض المساحة لدى مشاهدة عروض الفيديو، ذلك أن نسبة طول الشاشة إلى عرضها هي 1:1، الأمر غير القياسي بالنسبة للكثير من عروض الفيديو الحالية (4:3 أو 16:9).