بايرن ميونخ يسحق برشلونة
وضع بايرن ميونيخ الالماني قدما في المباراة النهائية بفوزه الكاسح على ضيفه برشلونة الاسباني 4-صفر اليوم الثلاثاء في ميونيخ في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم، وقطع خطوة عملاقة نحو بلوغ النهائي.
وسجل توماس مولر (25 و82) وماريو غوميز (49) والهولندي ارين روبن (73) الاهداف.
على ملعب “اليانز ارينا” وامام 68 الف متفرج، قدم الفريق البافاري مباراة مميزة من الناحية التكتيكية وتألق في الكرات الثابتة والعالية، مستفيدا من ضعف لياقة الارجنتيني ليونيل ميسي العائد الى برشلونة بعد اصابة وهشاشة هجوم الفريق الكاتالوني، فلقنه درسا لن ينساه لفترة طويلة ووضع قدما في المباراة النهائية للعام الثاني على التوالي والثالثة في السنوات الاربع الاخيرة.
وتابع المضيف البافاري سعيه الى ان يكون اول فريق الماني يتوج بثلاثية الدوري والكأس المحليين وبلقب اوروبي في الموسم ذاته، من اجل ان يمنح مدربه يوب هاينكيس افضل هدية وداع قبل ان يترك منصبه لمدرب برشلونة السابق جوسيب غوارديولا.
وحسم بايرن ميونيخ لقب الدوري المحلي وبلغ نهائي الكأس حيث سيلاقي شتوتغارت، وهو في قمة عطائه اذ بلغ دور الاربعة بعد ان اطاح بيوفنتوس الايطالي بالفوز عليه ذهابا وايابا بنتيجة واحدة 2-صفر ولم يخسر على ارضه سوى مرة واحدة امام ارسنال الانكليزي (صفر-2) في اياب الدور الثاني بسبب تراخي لاعبيه نتيجة حسمهم لقاء الذهاب في لندن 3-1.
ونجح بايرن في الثأر من النادي الكاتالوني الذي اطاح به من الدور ربع النهائي للمسابقة موسم 2008-2009 حين اكتسحه ذهابا 4-صفر في “كامب نو” قبل التعادل ايابا 1-1، فرد له التحية برباعية مماثلة.
ودخل بايرن، حامل اللقب اعوام 1974 و1975 و1976 و2001، المباراة وهو لم يخسر سوى مرة واحدة في مواجهاته العشرين السابقة مع الاندية الاسبانية (امام ديبورتيفو لا كورونيا 2-3 في موسم 2002-2003)، كما تفوق على النادي الكاتالوني في مواجهتهما الاوروبية الوحيدة السابقة في دور الاربعة وكانت في كأس الاتحاد الاوروبي موسم 1995-1996 بعد تعادلهما 2-2 ذهابا في ميونيخ ثم فوز ايابا في برشلونة 2-1 في طريقه للفوز باللقب.
والتقى الفريقان ايضا في دوري الابطال موسم 1998-1999 لكن في دور المجموعات حين فاز بايرن بقيادة اوتمار هيتسفيلد على رجال المدرب الهولندي لويس فان غال ذهابا وايابا 1-صفر و2-1.
من جهته، عانى برشلونة حامل اللقب اعوام 1992 و2006 و2009 و2011، الذي يخوض نصف النهائي للعام السادس على التوالي (رقم قياسي)، هذا الموسم خارج قواعده حيث خسر في الدور الاول امام سلتيك الاسكتلندي (1-2) وفي ذهاب الدور الثاني امام ميلان الايطالي (صفر-2 قبل ان يفوز ايابا 4-صفر)، كما بلغ دور الاربعة دون ان يفوز على باريس سان جرمان الفرنسي (2-2 ذهابا في باريس و1-1 ايابا في برشلونة).
وتركزت الانظار قبل صافرة البداية على تشكيلة برشلونة التي ضمت ميسي افضل لاعب في العالم في الاعوام الاربعة الماضية، والعائد من الراحة بعد اصابة عضلية في فخذه، ليأخذ مكان سيسك فابريغاس الذي جلس على مقاعد البدلاء، كما شهدت خطة المدرب تيتو فيلانوفا ادراج قلب الدفاع الشاب مارك بارترا في ظل اصابة ثنائي الدفاع كارليس بويول والارجنتيني خافيير ماسكيرانو.
وفي ظل غياب الكرواتي ماريو ماندزوكيتش للايقاف، اعتمد مدرب بايرن يوب هاينكيس على ماريو غوميز لوحده في مركز رأس الحربة، مدعوما بالهولندي اريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري وتوماس مولر.
وأهدر بايرن ميونيخ هدفا محققا من اول فرصة، عندما تبادل روبن الكرة داخل منطقة الجزاء مع لاعب الوسط الاسباني خافي مارتينيز، فوجد نفسه منفردا على بعد ستة امتار عن المرمى الكاتالوني، لكن تسديدته الارضية ابعدها الحارس فيكتور فالديس بعد دقيقة واربعين ثانية على البداية.
ومالت الافضلية لبايرن فسدد قائده فيليب لام كرة قوية ابعدها جيرار بيكيه بيده، قبل ان يتابع مولر الهجمة بتسديدة اثر معمعة التقطها فالديس (16).
وعانى دفاع برشلونة كثيرا على جهة جوردي البا اليسرى من دفاعه، وسط اختراقات لام وروبن، ونوع لاعبو هاينكيس هجماتهم، فاضطر فالديس اكثر من مرة الى الخروج من مرماه لابعاد كرات عرضية.
ومنحت الكرات العالية المضيف هدف التقدم، فمن عرضية لروبن من الجهة اليسرى لدفاع برشلونة اثر ركنية، طار قلب الدفاع البرازيلي دانتي وحولها الى مولر المندفع، فعالجها برأسه امام بيكيه عجز فالديس هذه المرة عن ابعادها (25).
وعلى غفلة من دفاع بايرن، لعب بدرو رودريغيز عرضية ارضية انقذها دانتي قبل ان تشكل خطرا على مرمى الحارس مانويل نوير (29).
وبقي المد البافاري قائما وامتحن الحكم المجري فيكتور كاساي بعد لمسة يد جديدة داخل منطقة جزاء برشلونة كان بطلها المهاجم التشيلي اليكسيس سانشيس هذه المرة امر بعدها الحكم بمتابعة اللعب (32).
وانتهى الشوط الاول على وقع الضغط البافاري وهدف مولر من جهة، وغياب هجومي لبرشلونة ونجمه العائد من اصابة ميسي، اذ بقي الحارس نوير متفرجا طوال الشوط.
وكان سيناريو الشوط الثاني مشابها في بدايته للاول، ضغط بافاري ترجم الى هدف ثان بعد ركنية من روبن خلقت الذعر في دفاع برشلونة، اذ بدا بارترا تائها وبيكيه لا حول له ولا قوة. وعكس مولر احد نجوم المباراة كرة برأسه الى غوميز على حافة التسلل فسددها في المرمى الخالي من مسافة قريبة (49).
وكاد مولر يعمق الفارق من تسديدة ارضية مرت بجانب القائم الايمن (52).
وتحرك لاعبو فيلانوفا، وترجموا افضلية استحواذهم الى ضغط مكثف على منطقة بايرن لكن بدون خطورة، لكن روبن كان له رأي اخر، اذ استلم الكرة من باستيان شفاينشتايغر واخترق المنطقة محاولا تجاوز البا الذي “صدمه” مولر، فانفتح باب المرمى امام لاعب ريال مدريد السابق الذي زرعها في مرمى فالديس (73).
وحصل برشلونة على اولى واخطر فرصه من ضربة حرة لقائده تشافي وصلت لسوء حظ الفريق الاسباني الى بارترا الذي تلعثم بالكرة وهو منفرد وسددها في مدرجات الملعب (76).
وكان مولر قريبا من تحقيق الثنائية واهدر الهدف الرابع في مواجهة فالديس (80)، لكنه قدم ربما افضل مباراة في مسيرته بعدما سجل الهدف الثاني على باب المرمى اثر عرضية من الجهة اليسرى للظهير النمسوي دافيد الابا (82)، خرج بعدها من الملعب مفسحا المجال للبيروفي المخضرم كلاوديو بيتزارو، في ظل ردة فعل مجنونة من الجمهور الالماني.
وكانت الدقائق الاخيرة احتفالية في الملعب، حيث بدأ الجمهور الاحمر يفكر منذ الان بهوية الفريق الذي سيواجهه في نهائي ويمبلي في 25 ايار/مايو المقبل، بين الفائز من مواجهة ريال مدريد الاسباني وبوروسيا دورتموند الالماني. (ا ف ب)