مدرب المنتخب الأردني بول بولت في غرفة الأنعاش
وكالة الناس – اذا ما صدقت بعض تسريبات اعضاء اتحاد كرة القدم لبعض الصحف المحلية فيما يتعلق ببقاء مدرب منتخب النشامى البلجيكي بول بولت على رأس عمله رغم الحكم الصادر بحقه في بلده بلجيكا ورغم غيابه عن الاردن منذ 87 يوما بداعي الخضوع لفحوصات طبية وفترة علاج من مرضه ( السرطان ) فان اتحاد كرة القدم يكون قد ارتكب جريمة لا تغتفر بحق منتخب النشامى.
فمن غير المعقول ولا المنطقي بأي حال من الاحوال الابقاء على هذا المدرب الذي تطارده قضية فساد وتلاعب بنتائج المباريات منذ عشر سنوات , ومن غير المعقول الابقاء على مدرب يعيش في ردهات المستشفيات وفي غرفة الانعاش والجمهور ينتظر المواجهة المصيرية التي تجمع منتخب النشامى بمنتخب استراليا لتحديد هوية بطل المجموعة في التصفيات الاسيوية وكأس العالم المزدوجة.
الا يعلم اتحاد الكرة ان مدرب المنتخب الذي تعاقد معه ليقود المنتخب نحو تحقيق الاحلام يغيب عن الاردن منذ نحو ثلاثة اشهر , وتكاد تكون هذه الحالة هي الاولى وربما الوحيدة في العالم التي يمر بها اي من المنتخبات الاسيوية والعالمية التي تشارك في استحقاقات دولية علما ان غياب هذا المدرب لهذه الفترة الطويلة وتعطي الإتحاد الغطاء القانوني لفسخ عقده دونما أن يترتب عليه أي مستحقات مالية.
لقد تواجد بول بوت آخر مرة في الأردن يوم 15 تشرين الأول من العام 215، بعد أن قاد منتخب النشامى لتحقيق فوزين مهمين على استراليا 2- صفر، وطاجكستان 3- صفر، في مشوار التصفيات المزدوجة والمؤهلة لنهائيات كأس العالم وكأس آسيا، ليتوجه بعد ذلك إلى بلاده لتلقي العلاج ولم يعد منذ ذلك التاريخ.
جماهير منتخب النشامى وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تتساءل : كيف لمدرب يعاني من مرض خطير كالسرطان ان يقود منتخبا بحجم منتخب النشامى, وكيف يوافق الاتحاد على ان يدير بول بوت منتخبنا بهذه الطريقة العجيبة وان يعتمد وهو المدرب المحترف على جهازه المساعد لاختيار اللاعبين ويرصد قدرات اللاعبين عبر مراسلاته للطاقم التدريبي المعاون له وما يصله من أشرطة تسجيلية ورسائل على الإيميل والواتساب وربما “البريد المستعجل”، وهي في عُرف كرة القدم تعد طرق تدريبية عقيمة وغير منطقية، لا يتقبلها العقل على الإطلاق.
بصراحة كان الاولى لاتحاد الكرة ان يتخذ قرارا حاسما فيما يتعلق بهذا المدرب وانهاء عقده ليبدأ في البحث عن مدرب اخر يمكنه قيادة المنتخب في الفترة القادمة او على الاقل منح المدرب الوطني عبد الله ابو زمع الثقة لقيادة المنتخب علما ان الجماهير تعتبره هو المدرب الفعلي للمنتخب, وليس المدرب البلجيكي.
وكان بول قد أشرف بعد ذلك على معسكر المنتخب الذي أقيم في تركيا وسبق مباراة قيرغيزستان حيث غادر من بلجيكا إلى تركيا، ومن تركيا طار إلى قيرغيزستان ومن هنالك عاد إلى بلجيكا، ولم يعد إلى الأردن على امتداد “87” يوماً.
وما يزال بول بوت يواصل غيابه في رحلة المجهول، وقد يحطم رقماً قياسياً في مدة غياب المدربين عن المنتخبات التي يشرفون عليها، فما يحدث يكاد لا يصدق.
الغريب في موقف اتحاد الكرة انه كان قد اصدر في وقت سابق بيانا يؤكد فيه انه يتابع حثيثيات قرار المحكمة البلجيكية بسجن المدرب بولت ومن يومها والاتحاد لم يصدر اية بيانات اخرى حول هذا الموضوع , لم يؤكد ما جاء في الاخبار الواردة من بلجيكا ولم ين كذلك هذه الاخبار ليتم تسريب بعض الملعولمات لبعض الزملاء الصحافيين فيما يبدو على انه جس نبض لرد فعل الشارع الاردني الكروي الذي لم يعد راضيا او راغبا في بقاء هذا المدرب .
وحتى يومنا هذا، والإتحاد لم يتأكد بعد إن كان بول بوت قد دخل السجن أم لم يدخله، رغم أن صيغة القرار الصادر يومها من محكمة بروكسل نص على سجنه فوراً.
عموما تتجه الإنظار مساء بعد غد الثلاثاء المقبل صوب جلسة اتحاد الكرة التي قد يتخللها الخروج بقرار حاسم فيما يتعلق بتحديد مصير بول بوت “الموقوف عن العمل”، فالمدرب غائب منذ “87” يوماً وهو غير لائق صحياً، ورغم ما يتمتع به من كفاءة فنية عالية، إلا أن ذلك وحده لا يكفي وبخاصة أن مصيره (أي بوت) بما يتعلق بقضية التلاعب بنتائج المباريات ما يزال غامضاً، وفترة غيابه قد تطول إلى مدة لا يمكن تقديرها، وهنا نتساءل .. ماذا ينتظر الإتحاد بعد كل ذلك؟.
عموماً الخيارات أمام الإتحاد ستبقى مفتوحة وهناك اكثر من خيار مطروح محليا وعربيا على طاولة الاتحاد لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه.. هل يواصل الإتحاد سياسة الإنتظار الطويل لمعرفة متى سيعود بول بوت إلى الأردن، أم يتخذ القرار الحاسم ليُريح ويستريح ؟ .جراسا