خروج منطقي لـ”النشامى” من “الباب الخلفي” لكأس آسيا
وكالة الناس – بعيدا عن عبارات المجاملة أو حتى “جلد الذات”، فان خروج منتخب النشامى من “الباب الخلفي” ووداع الدور الأول لكأس آسيا للمرة الأولى بتاريخه كان منطقيا و”مسألة وقت”، طالما أن المنتخب الوطني خسر مبكرا أغنم الفرص التي اتيحت له ليكون بين “الثمانية الكبار” في أستراليا، بعد أن خسر أول لقاء أمام العراق بهدف، فامتزج آنذاك سوء الاداء بالنتيجة السلبية.
اسئلة تطرح نفسها
ومن المنطقي أن تتبادر إلى الذهن جملة من الاسئلة بعد الاخفاق في كأس آسيا.. هل كان بالامكان أفضل مما كان؟.. هل يتحمل المدرب راي ويلكينز مسؤولية الاخفاق لوحده ام يتحملها مناصفة مع اتحاد الكرة؟.. هل ستكون الخسارة أمام اليابان 0-2 أمس نهاية المطاق للمدرب الانجليزي مع الكرة الأردنية؟..هل ستتم العودة إلى المدرسة التدريبية العربية بعد أن ثبتت التجربة فشلها مع “الخواجات” في السنوات الخمس عشرة الاخيرة، بدءا من الارجنتيني الراحل كاروجاتي ومرورا ببرانكو الأول والثاني ونيلو فينجادا وانتهاء بويلكينز؟.. وما هي ردة الفعل الرسمية تجاه ردة الفعل الشعبية التي تحدثت صراحة عن تخوفها مسبقا على مصير المنتخب بعد سلسلة الهزائم في المباريات الودية؟.
حقل تجارب
المنتخب الوطني اصبح حقلا للتجارب منذ أن تركه المدرب العراقي عدنان حمد.. صحيح أن النشامى حقق بعض النتائج الايجابية في عهد المدرب المصري السابق حسام حسن من حيث التأهل إلى الملحق العالمي من تصفيات مونديال البرازيل 2014 بعد أن اهله حمد إلى الملحق الآسيوي، كما أكمل حسن طريق النشامى إلى نهائيات آسيا، لكن المنتخب الوطني افتقد إلى عناصر كثيرة مهمة جعلته غير قادر على مواصلة تجسيد صورة “الحصان الاسود” التي استبدلت لاحقا بـ”الحمل الوديع”.
المنتخب الوطني اصبح حقلا للتجارب.. كل يوم تشكيلة.. لاعبون يخرجون وآخرون يدخلون ولكل مباراة لاعبيها، واللاعب مؤهل أن يلعب في عدة مراكز وتحديدا في خط الوسط، الذي تم تفريغه من عناصر الخبرة في بطولة مهمة مثل كأس آسيا، فلم يستطع الشباب تحمل الصدمة واثبات جدارتهم في أول تجربة.
ثلاث مباريات لعبها النشامى تم التعاطي معها بأساليب مختلفة.. أمام العراق قدم ويلكينز منطقة الوسط “على طبق من ذهب” للعراقيين الذين كرروا ما فعلوه في المرحلة الرابعة من تصفيات المونديال السابق، فتفوقوا على النشامى بهدف رغم انهم لم يكونوا الطرف الافضل، بل لأن المنتخب وتحديدا في المباراة الاخيرة لم يعرف كيف يختار اللاعب المناسب في المكان المناسب، ويقدم اداء متناغما كما كان عليه الحال في وقت مضى اصبح “اثرا بعد عين”.
وتغيرت الصورة أمام فلسطين فتحقق الفوز بالخمسة وارتفعت المعنويات وتجددت الحظوظ، طالما أن أيا من المنتخبات الأربعة في المجموعة الرابعة لم يتأهل أو يودع بعد انتهاء الجولة الثانية.
لكن تلك النتيجة كانت بمثابة “الحمل الكاذب”، لأن النشامى كان بحاجة إلى الفوز على اليابان لكي يحقق المطلوب، ولكن كيف السبيل إلى تحقيق الفوز على منتخب كبير مرشح لنيل اللقب للمرة الخامسة بتاريخه، وفي نفس الوقت لم يكن قادرا على اجتياز المنتخب العراقي؟.
وماذا بعد؟
كان واضحا أن منتخب النشامى غير قادر على التمركز كما يجب وصفوفه متباعدة ولياقة لاعبيه غير كافية، ويسجل للحارس عامر شفيع أنه انقذ المنتخب من عدة اهداف محققة في جميع المباريات، لأن المدرب ببساطة فرغ منطقة الوسط ولم يكن موفقا في قراءة المباريات او قراءة قدرات لاعبيه وقدرات الخصوم.
قد يكون القرار الاسهل الاطاحة بالمدرب واستبداله بآخر، طالما أنه ما من مشاركات منظورة على الاقل في العام الحالي، لكن الكرة الأردنية بحاجة فعلا الى معرفة احتياجاتها الذاتية، ومعرفة اين اصاب المنتخب واين اخطأ؟.. ومن هو المدرب المؤهل القادر على ترجمة الطموحات الى واقع سعيد في تصفيات مونديال روسيا 2018.