اللقب ينتظر البطل!
ما يزال لقب بطولة دوري المحترفين لكرة القدم ينتظر فارسه رغم مضي «20» أسبوعا من عمر البطولة التي لم يتبق لها سوى أسبوعين حتى تتضح كافة الملامح سواء على صعيد المقدمة أو قاع الهرم.
وتعثر الوحدات «المتصدر» بتعادل سلبي مع الحسين اربد ليتقلص فارق الصدارة إلى اربع نقاط ولا سيما بعد الفوز الدراماتيكي الذي حققه الفيصلي على الصريح «3-2» في مباراة أقيمت على امتداد يومين بسبب انقطاع التيار الكهربائي وهو ما اضطر حكم اللقاء لإستكمال ما تبقى من المباراة في اليوم التالي ومنذ الدقيقة «67».
وبات فريق الوحدات بحاجة لفوز واحد في لقائيه المقبلين أمام ذات راس والمنشية ليتوج رسميا باللقب ودون النظر لنتائج مطارده الفيصلي والذي في حال تعثر في لقاءيه المقبلين سواء أمام الشيخ حسين أو البقعة فإن اللقب سيقترب من الوحدات دون النظر لنتائج الأخير.
ولأن بطولة الدوري هذا الموسم على وجه التحديد لم تعترف بمنطق أو تاريخ فإن كافة الاحتمالات ستكون واردة والأمل بالمنافسة على اللقب سيبقى محصورا بين الوحدات والفيصلي وبحظوظ متفاوتة بين فريق وآخر.
وانفرد ذات راس بالمركز الثالث وحيدا بعدما هزم العربي «3-2» في مباراة مثيرة، حيث رفع رصيده إلى «34» نقطة فيما تجمد رصيد العربي عند النقطة «19» وبات بحاجة لمجهود اضافي لتأمين مقعد الأمان.
وتراجع الجزيرة رابعا بعد تعادله مع شباب الأردن «1-1» حيث لم يحافظ الجزيرة على تقدمه بعدما منح حكم اللقاء شباب الاردن ضربة جزاء مشكوك بصحتها لتنتهي المباراة في النهاية بالتعادل ويرفع الجزيرة رصيده إلى «32» نقطة.
وبقي البقعة في المركز الخامس برصيد «29» نقطة رغم خسارته أمام المنشية بثلاثية دون رد حيث ساهم الفوز في منح المنشية فرصة الدخول بالمناطق الدافئة بعدما رفع رصيده إلى «25» نقطة.
وحل الحسين اربد في المركز السادس برصيد «26» نقطة بعدما حصد نقطة بطعم الفوز أمام المتصدر الوحدات والأمر ينطبق على شباب الأردن الذي تعادل مع الجزيرة ليرفع رصيده إلى «23» نقطة.
ووفقا للنتائج السابقة فإن صراع الهبوط قد ينحصر بين الصريح «20» نقطة والعربي «19» نقطة في حين كان فريق الشيخ حسين قد حزم حقائبه رسميا لمصاف أندية الدرجة الأولى.
الحسين والوحدات .. حسم معلق.
لم يزل الوحدات الاقرب الى انتزاع لقب الدوري رغم نقطة التعادل السلبي التي خرج بها من موقعة الحسين الشاقة.
الوحدات سعى الى الخروج فائزاً لتقليص متطلبات الظفر باللقب في الجولتين الاخيريتن، لكنه بهذه النتيجة بات بحاجة الى ثلاث نقاط سيسعى اليها في مواجهتيه المقبلتين امام كل من ذات راس ومن ثم منشية بني حسن، إلا في حال تعثر اقرب مطارديه الفيصلي بالخسارة والتي ستضع الوحدات على منصة التتويج.
مجريات المباراة جاءت حافلة بالنزعات الخططية فالحسين لعب بأسلوب حماسي مطلع المباراة قبل أن يعمد الوحدات الى ضبط ايقاعه في منطقة العمليات ليشن بالتالي هجمات متتالية على المرمى لم يكتب لها النجاح، في خضم ذلك وجد الحسين أنه لا سبيل أمامه إلا انتهاج اسلوب دفاعي صارم لينجح في تحييد مفاتيح لعب الوحدات اغلب الوقت وهو المشهد الذي انسحب على الشوط الثاني والذي اهدر فيه الوحدات فرصاً عديدة، ومن هنا فإن التعادل جاء منطقياً عند النظر الى ما افزرته هذه الموقعة من حراك خططي.
الحسين بنقطة التعادل التي غنمها من موقعة الوحدات عكس حالة التطور التي طرأت على مسيرته في الآونة الاخيرة وهو الذي عاد الى دوري الاضواء في الموسم الحالي بعدما قضى موسمين في مصاف دوري المظاليم، حيث يستقر حالياً في المركز السادس على لائحة الترتيب العام برصيد (26) نقطة.
الصريح والفيصلي.. فوز صعب!
بدأ الصريح دقائق الشوط الأول أمام الفيصلي بتركيز أكبر أثمر عن تسجيل هدفين متتاليين الأمر الذي صعب المهمة على لاعبي الفيصلي الذي عاشوا حالة من الارتباك لدقائق طويلة من أحداث الشوط الأول، حيث احتاج الفيصلي إلى وقت طويل للعودة من جديد وتحديدا في الدقائق الأخيرة عبر هدفين انهى بهما الشوط متعادلا.
وفي الشوط الثاني سجل الفيصلي حضوره المميز فوق مسرح الأحداث بعدما أمسك بزمام السيطرة الميدانية لتشهد بعد ذلك المباراة انقطاع التيار الكهربائي عن ملعب المباراة بسبب انفجار المولد الرئيسي للملعب الأمر الذي استدعى حكم المباراة لإيقاف المباراة عند الدقيقة (67).
وبقرار من اتحاد الكرة استكملت المباراة في اليوم التالي من الدقيقة التي توقفت عليها المباراة، حيث نجح الفيصلي من انتزاع الفوز خلال هذه الدقائق ليحقق بالتالي فوزا صعبا على الصريح الذي قدم مباراة كبيرة.
المنشية والبقعة.. انتصار ثمين!
نجح المنشية من تحقيق انتصار ثمين جاء بالوقت المناسب، وذلك بثلاثية نظيفة من الأهداف على حساب البقعة.
هذا الانتصار جاء مستحقا نتيجة للأداء المميز الذي استهل به المنشية دقائق المباراة عبر أداء هجومي متزن بعيد عن التعقيد في الوقت الذي غاب فيه البقعة عن صورة الأداء الذي تعودنا عليه دائما خاصة في ظل غياب الانسجام ما بين لاعبي خط الوسط فظهر واضحا غياب الحافز لدى الفريق بشكل عام، الأمر الذي استغله المنشية عبر انطلاقات هجومية شكلت عبئا كبيرا على المدافعين كلفتهم ثلاثة أهداف.
المنشية وخلال الشوط الأول ظهر عليه الاصرار على التسجيل فنجح بذلك عبر محمد عبدالحليم ليعود ذات اللاعب ويسجل اسمه من جديد بهدف اخر في الشوط الثاني ليختتم قائد الفريق حسام شديفات أهداف فريقه بتسجليه ثالث الأهداف.
لتناول النقاط الايجابية في أداء المنشية نقول أن لاعبي خط الوسط كانوا الأميز طيلة دقائق المباراة من خلال الأداء المنسجم من خلال قيامهم بواجبين الأول كان رقابي على تحركات نظرائهم في وسط الملعب والثاني كان توفير مشاهد الوصول أمام بوابة المرمى، حيث برز بصورة لافتة خلال هذه المباراة مالك البرغوثي.
أما السلبية في أداء البقعة تمثلت غياب أبرز اللاعبين عن مسرح الأحداث عدنان عدوس الذي يعد على الدوام مفتاح اللعب للبقعة إضافة إلى يزن شاتي الذي لم يقم بدوره الهجومي المتعارف عليه والدليل خروجهما من التشكيل خلال الشوط الثاني.
العربي وذات راس .. نتيجة محرجة
وزاد ذات راس من حراجة الموقف الذي يعيشه العربي بعدما تغلب عليه في المباراة الماراثونية التي شهدها ستاد الحسن بمدينة اربد بنتيجة (3-2).
المباراة شهدت تفوقاً واضحاً لذات راس على مجرياتها في الحصة الاولى ليترجم افضليته باحراز اهدافه الثلاثة التي حملت امضاء محمد طلعت (هدفين) وبهاء عبدالرحمن من ركلة جزاء، وهو الامر الذي لم يفتت من عضد العربي الذي كافح في سبيل تذليل فارق الاهداف الكبير لينجح في احراز هدفين فقط.
وبهذه النتيجة تشبث ذات راس بالمركز الثالث بعدما رفع رصيده الى (34) نقطة بعيداً مسافة نقطتين عن الفيصلي القابع في المركز الثاني وست نقاط عن المتصدر الوحدات، حيث يملك فرصة لا بأس بها للفوز بوصافة البطولة في حال تعثر الفيصلي علماً بأنه سيواجه الوحدات في مباراة مصيرية بالجولة قبل الاخيرة، في المقابل بات العربي بحاجة الى انتفاضة على صعيد النتائج في الجولتين المقبلتين امام المنشية والرمثا لضمان الثبات، اما دون ذلك فيعني هبوطه الى المظاليم.
الجزيرة وشباب الأردن .. تواضع وتعادل
لم يرق اداء الفريقين الى مستوى التطلعات في هذه الموقعة التي كبلت فيها اقدام اللاعبين بصورة غير متوقعة وخلصت الى التعادل بهدف لمثله، فيما بدا الجزيرة الافضل من خلال سرعة تحركاته في وسط الميدان وخطورة الهجمات التي صاغها والتي لم ترق جلها الى مستوى الطموح باستثناء بعضها، في مشهد لم يكن يتوقعه المراقبون، في حين أن شباب الاردن لعب باسلوب عقلاني بعيداً عن المغالاة في الهجوم، مع قدرته في بعض الاحيان على نسج هبات مرتدة فاحت منها رائحة الخطورة.
تقدم الجزيرة في الشوط الاول بواسطة يوسف السموعي اعطى انطباعاً بان المباراة ستشهد المزيد من الاهداف الجزراوية، لكن الحال تغير في الشوط الثاني عندما انحسر حضور الفريق الهجومي بعض الشئ، فيما كان حكم المباراة يحتسب ركلة جزاء لشباب الاردن شكك الكثيرون في صحتها ومن خلالها احرز عيسى السباح هدف التعادل لفريقه.
نقطة التعادل لم تثري حضور الجزيرة على لائحة الترتيب وهو الذي كان بحاجة الى الفوز لمزاحمة ذات راس على المركز الثالث، فيما انعشت الى حد ما من حضور شباب الاردن الساعي الى الهروب من شبح الهبوط في سابقة تاريخية لم تشهدها البطولة من قبل، ذلك لأنه لم يسبق لحامل اللقب أن خاض صراعاً محموماً للثبات.
الشيخ حسين – الرمثا .. خسارة تاريخية
وسيذكر انصار كل من الشيخ حسين والرمثا النتيجة التاريخية التي انجلت عنها مواجهتهما في هذه الجولة ذلك لان الشيخ حسين انهاها بنتيجة لم يكن يتوقعها أي من المتابعين على الاطلاق وقوامها خمسة اهداف مقابل هدف للرمثا.
النتيجة عكست الازمة الكبيرة التي يعاني منها الرمثا وكانت قد تفجرت في مباراة الجزيرة بالجولة الثامنة عشرة عندما سقط خاسراً بنتيجة (2-6)، وهي الخسارة التاريخية الاخرى التي لم تكن متوقعة من قبل المتابعين، لكن اصداء السقوط المروع امام الشيخ حسين تخطت حدود المنطق الفني والتنافسي ذلك لأن الشيخ حسين خاض المباراة بعدما حجز بطاقة الهبوط الاولى الى دوري المظاليم، لذلك فإن فوزه لم يكن وليد تطور كبير اصاب الفريق بل على العكس فإن الرمثا دخل المباراة خاسراً ذلك لأنه لم يبسط أي حضور فني يمكن الاشارة اليه كما ظهر تائهاً في الملعب دون بوصلة فنية.
تداعيات الاداء الرمثاوي المتواضع يتوقع أن ينسحب على المباريات المتبقية له في البطولة، ونتوقع أن تمتد الى مشاركته في بطولة الكأس، إن لم ينجح النادي في علاج مشكلات الفريق بشكل جذري، علماً بأن رصيد الرمثا تجمد اثر هذه الخسارة عند (26) نقطة ليحتل المركز السابع فيما رفع الشيخ حسين رصيده الى عشر نقاط في المركز الاخير.
بورصة الأهداف
عبدالحليم ينفرد بالصدارة
تواصل هبوط المؤشر التهديفي في دوري المناصير للمحترفين، حيث تم تسجيل (16) هدفاً في (6) مباريات ضمن الأسبوع (20)، مقارنة بـ(19) هدفاً في الأسبوع (19).
وشهدت مباراة الشيخ حسين والرمثا (5-1) تسجيل النسبة الأعلى، تليها العربي وذات راس، الصريح والفيصلي وكلا المباراتين بنفس النتيجة (2-3)، ثم البقعة ومنشية بني حسن (0-3)، وتعادل الجزيرة وشباب الأردن (1-1)، وخلت مباراة الحسين إربد والوحدات من الأهداف.
على صعيد المهاجمين، انفرد لاعب منشية بني حسن محمد عبدالحليم بصدارة الترتيب العام رافعاً رصيده إلى (12) هدفاً، تاركاً المركز الثاني للاعب الرمثا حمزة الدردور بـ(11) هدفاً.
النتائج للأرشيف
– فوز الشيخ حسين على الرمثا (5-1).
– خسارة البقعة أمام منشية بني حسن (0-3).
– خسارة العربي أمام ذات راس (2-3).
– خسارة الصريح أمام الفيصلي (2-3).
– تعادل الحسين إربد مع الوحدات (0-0).
– تعادل الجزيرة مع شباب الأردن (1-1).