الليغا.. حسابات معقدة
قبل أسبوعين فقط من وصول قطار الدوري الاسباني لكرة القدم إلى خط النهاية ، أصاب الجنون المسابقة وأصبحت الإثارة والحسابات المعقدة هي الشعار الأول للبطولة بغض النظر عن الأداء الفني والخططي.
وجاءت نتائج المرحلة السادسة والثلاثين من المسابقة والتي أقيمت مبارياتها هذا الأسبوع لتزيد من اشتعال حدة المنافسة على اللقب وتعيد برشلونة وريال مدريد بقوة إلى المنافسة مع أتلتيكو مدريد بعدما ساد الاعتقاد بأن اللقب سيستقر في أتلتيكو صاحب المستوى الرائع هذا الموسم.
وأصبحت لكل من الفرق الثلاثة فرص رائعة للفوز باللقب مما سيجعل المباريات الثلاثة الباقية للريال في المسابقة بمثابة «حياة أو موت» كما قد يجعل من المباراة بين برشلونة وأتلتيكو في المرحلة الأخيرة مثل النهائي المثير على لقب إحدى بطولات الكأس وقد يصبح شعار الفريقين في هذه المباراة «أكون أو لا أكون» في حالة تعثر الريال في أي من مباراتيه المقبلتين ومنهما مباراة مؤجلة يخوضها يوم غد الأربعاء.
وتبدو فرص كل من الفرق الثلاثة مختلفة إلى حد ما حيث يحتاج أتلتيكو لحصد أربع نقاط من مباراتيه الباقيتين في المسابقة حتى يتوج بطلا للدوري الأسباني بغض النظر عن نتائج منافسيه.
أما الريال فيحتاج للفوز بكل من مبارياته الثلاث الباقية في المسابقة ومنها المباراة المؤجلة مع بلد الوليد والتي يخوضها يوم غد الأربعاء ولكنه يحتاج في الوقت نفسه إلى فوز برشلونة على أتلتيكو في حالة فوز الأخير بمباراته في المرحلة قبل الأخيرة.
وفي المقابل ، سيكون برشلونة بحاجة إلى الفوز في مباراتيه المقبلتين وفشل الريال في تحقيق الفوز بأي من مبارياته الثلاث المتبقية.
وبهذا ، يكون أتلتيكو هو الوحيد من بين الفرق الثلاثة الذي يمتلك فرصه بيده فقط ويمكنه حسم اللقب دون النظر لنتائج الآخرين حيث يحتاج للفوز يوم الأحد المقبل في مباراته أمام فريق ملقة الذي يدربه الألماني بيرند شوستر الذي لعب في الماضي لكن من الريال وبرشلونة وأتلتيكو نفسه كما تولى تدريب الريال.
وليس هناك هدف يسعى ملقة لتحقيقه من خلال هذه المباراة بشأن ترتيبه في الدوري أو المنافسة على المقاعد الأوروبية أو حتى الهروب من شبح الهبوط ولكن ليفانتي أيضا لم يكن لديه ما يصبو لتحقيقه سوى زيادة رصيده من النقاط ورغم هذا حقق الفوز 2/صفر على أتلتيكو أمس في مفاجأة كبيرة.
ويختتم أتلتيكو بقيادة مديره الفني الأرجنتيني دييجو سيميوني مسيرته في الدوري الأسباني هذا الموسم في ضيافة برشلونة باستاد «كامب نو» وهي المباراة التي تثير سؤالا مهما وهو : هل يترك برشلونة الفوز لأتلتيكو في هذه المباراة حتى لا يفوز الريال بلقب الدوري ؟ ويحتاج الريال للفوز على بلد الوليد وسلتا فيجو واسبانيول إذا أراد الدفاع عن فرصته في استعادة اللقب ولكنه يحتاج أيضا لمساعدة من برشلونة حيث يتطلب الأمر فوز برشلونة على أتلتيكو في المرحلة الأخيرة.
وجاء التعادل أمس الاول مع ضيفه بلنسية ليقلص من البدائل المتاحة أمام الريال ويحيط الفريق بحالة من الحزن بعدما أصبح بحاجة لمساعدة المنافس اللدود له حتى لا يذهب اللقب لمنافس آخر عنيد وهو خصمه وجاره أتلتيكو.
ويواجه الريال مشكلة حقيقة في مباراته بالمرحلة الخامسة والثلاثين حيث يحل ضيفا على سلتا فيجو صاحب المركز التاسع بفارق الأهداف خلف بلنسية والذي يدربه لويس إنريكي لاعب ريال مدريد سابقا والذي ترك النادي الملكي إلى برشلونة كما يحظى بكراهية شديدة من جماهير الريال.
ولا يتوقف الأمر عند هذا بل إن إنريكي من أقوى المرشحين لخلافة الأرجنتيني خيراردو مارتينو المدير الفني لبرشلونة بعد نهاية الموسم الحالي. ولهذا ، ما من شك في أن سلتا فيجو سيخوض المباراة بدافع هائل لتحقيق الفوز على الريال.
ولكن موقف برشلونة لن يكون أقل صعوبة خاصة وأنه سيحل ضيفا يوم الأحد المقبل على فريق إلتشي الذي يحتاج إلى النقاط الثلاث للمباراة بشدة من أجل تجنب الهبوط ثم يختتم برشلونة مسيرته في الموسم الحالي بلقاء ضيفه أتلتيكو.
وإذا لم يتعثر أي من الفرق الثلاث في المباريات الباقية لهم قبل الوصول للمرحلة الأخيرة من المسابقة ، سيحتاج برشلونة للفوز على أتلتيكو مع التمسك بالأمل في تعثر الريال أمام اسبانيول لأن فوز برشلونة والريال في هذه الحالة سيكون معناه أن برشلونة سلم اللقب لمنافسه التقليدي العنيد ريال مدريد.
وإذا ظل هذا الصراع الشرس بين الفرق الثلاثة حتى المرحلة الأخيرة من المسابقة والتي تقام جميع مبارياتها في نفس التوقيت ، فإن «الهواتف الذكية» ستكون حاضرة بقوة على مقاعد الأجهزة الفنية لمتابعة كل فريق ما يحدث في الملعب الآخر.
والشيء الوحيد المؤكد هو أن التوتر سيظل حاضرا في الملاعب حتى اللحظة الأخيرة من المسابقة وهو ما عبر عنه سيميوني قائلا «الدوري الآن لم يعد يسمح بأي مرح»