إيران والعراق بين الثأر وعوامل التاريخ والجغرافيا
وكالة الناس – يسعى منتخبا إيران والعراق الى انهاء منافسات المجموعة الرابعة من بطولة كأس آسيا 2019 لكرة القدم في الصدارة عندما يلتقيان الأربعاء ضمن الجولة الثالثة الأخيرة بعدما سبق لهما حسم التأهل الى دور الـ16، في مباراة يطبعها الثأر وعوامل التاريخ والجغرافيا.
وفازت إيران على اليمن (5-صفر) وفيتنام (2-صفر)، بينما فاز العراق على فيتنام (3-2) واليمن (3-صفر)، ليتصدر “تيم ميلي” الترتيب بست نقاط بفارق الأهداف عن “أسود الرافدين”، بينما تحتل فيتنام المركز الثالث من دون رصيد أمام اليمن، وتلتقيان الأربعاء أملا في تحقيق نتيجة تتيح لأحدهما بلوغ الدور المقبل كأحد أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث.
في المباراة الاولى على استاد آل مكتوم في دبي، يعي مدرب إيران البرتغالي كارلوس كيروش ومدرب العراق السلوفيني ستريشكو كاتانيتش أن المركز الأول في المجموعة قد يسهل المأمورية في دور الـ16 لجهة الخصم، الا أن لقاء الأربعاء لن يقتصر على تحديد بطل المجموعة.
وإضافة الى حرب الثمانية أعوام بين البلدين في الثمانينات في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني، ستحمل المباراة طابعا ثأريا بالنسبة الى إيران التي أقصاها العراق بركلات الترجيح من الدور ربع النهائي في نسخة 2015.
وقال اللاعب الإيراني سامان قدوس في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية “العراق خصم صعب وأعتقد أن المباراة ستكون ثأرية بالنسبة إلينا (…) أنتظر هذه المباراة منذ النسخة الأخيرة لكأس آسيا”.
وأكد كيروش أنه يعد لاعبيه لمباراة ذات أهمية كبيرة، موضحا “المباراة التالية هي دائما الأكثر أهمية. هي مباراة عصيبة بالنسبة لنا. حتى الآن، نحن نفكر ونشعر ونحلم فقط. كل ما نفعله الآن ينصب على مباراة العراق”، مضيفا “أعتقد ان كل فريق سيصارع للفوز بصدارة المجموعة. الأمر لا يقتصر على الصدارة، وإنما يشمل أيضا الكبرياء والسمعة”.
وتسعى ايران حاملة اللقب أعوام 1968 و1972 و1976، وهي تبدو من أبرز المرشحين للقب هذا العام، اذ يحتل منتخبها المركز 29 عالميا في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) وهو الأول بين المنتخبات الآسيوية.
– “تختلف عن كل مباريات البطولة” –
الا أن العراق بطل 2007 لا يبدو أقل حظا منه للفوز، حتى أنه يسعى الى الذهاب بعيدا في البطولة التي يشارك فيها للمرة التاسعة، علما أنه خرج من نصف نهائي نسخة 2015 أمام كوريا الجنوبية.
ويقول اللاعب العراقي السابق عماد محمد الذي خاض تجربة في الدوري الإيراني، لوكالة فرانس برس إن مشجعي المنتخب ينظرون الى مباراة الغد “بصيغة تختلف عن كل مباريات البطولة. وبالتأكيد هناك نوع من التحدي”.
وتعتبر مواجهة المنتخبين في كأس آسيا من أبرز المنافسات الإقليمية، فقد فازت ايران 3-صفر في 1972 و2-صفر 1976 ثم تفوق العراق 2-1 في 1996 لتعود إيران الى سكة الانتصارات 1-صفر في 2000.
وتجدد اللقاء في 2011 حين تفوق منتخب الجمهورية الاسلامية 2-1 ليعود “أسود الرافدين” ويثأروا في 2015 بعد تعادل مثير بنتيجة 3-3.
وفي ظل هذا الترقب العراقي، حاول كاتانيتش التشديد على أهمية المباراة من المنظار الكروي بالنسبة إليه، أكثر مما عداه.
وقال “أعتقد أن مباراة إيران هي الأهم. احترم مشاعر العراقيين وأعرف أن مواجهة إيران بالنسبة لهم هامة لكني أركز الآن على مرحلة الاستشفاء بالنسبة الى اللاعبين وسأحاول التحضير للقاء المقبل”.
أضاف “بالنسبة لي لا يهم أن نكون في المركز الأول أو الثاني، لدينا مباراة أمام ايران وربما ألجأ الى إراحة بعض اللاعبين في اللقاء. ربما الافضل ان نحصل على المركز الثاني وليس الأول. فلننتظر”.
وتألق في صفوف إيران سردار أزمون مهاجم روبين قازان الروسي، صاحب ثلاثة اهداف في النسخة الراهنة، وسامان قدوس لاعب أميان الفرنسي ومهدي طارمي لاعب الغرافة القطري وغيرهم.