0020
0020
previous arrow
next arrow

أيهما أفضل للنشامى.. رفاق فالنسيا أم أصدقاء سواريز؟

0

ينتظر الشارع الرياضي الأردني بفارغ الصبر ما ستسفر عنه مواجهات الجولتين الأخيرتين من تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم، بعدما تأهل المنتخب الوطني إلى الملحق العالمي الأخير ليواجه خامس القارة اللاتينية.
المؤشرات الحالية تدل على أن المنافسة على المركز الخامس باتت محصورة بين منتخبي الإكوادور وأوروغواي، حيث يحتل الأول المركز الرابع برصيد 22 نقطة بفارق الأهداف عن الثاني، ولا يبدو واردا هبوط منتخب تشيلي إلى المركز الرابع خصوصا وأن في رصيده حاليا 26 نقطة، أما منتخب فنزويلا، الفريق الأميركي الجنوبي الوحيد الذي لم يبلغ نهائيات كأس العالم على الإطلاق، فيتشبث بخيط أمل رفيع حيث يحتل حاليا المركز السادس وفي رصيده 19 نقطة لكن يتبقى له مباراة واحدة فقط.
وفي الجولة قبل الأخيرة المقررة يوم الحادي عشر من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، تلعب أوروغواي بضيافة الإكوادور، وفي الجولة الأخيرة (15 من الشهر ذاته)، تستضيف الأولى الأرجنتين، فيما تحل الثانية ضيفة على تشيلي.
ومع اقتراب الإعلان عن هوية المنافس، فإن السؤال الذي يتبادر في ذهن عشاق “النشامى” هو، أيهما أفضل بالنسبة لنا.. الإكوادور أم أوروغواي؟
الإكوادور.. تأثير كولومبي
رغم أن كأس العالم أقيمت للمرة الأولى في بلد مجاور (أوروغواي)، شارك المنتخب الإكوادوري للمرة الأولى في تصفيات المونديال المؤهلة إلى نهائيات 1962، حيث خسر أمام المنتخب الأرجنتيني بمجموع مباراتي الذهاب والإياب، وفي المرة التالية، ظهر الفريق بشكل مختلف تماما اعتبره البعض الأفضل في تاريخ الكرة الإكوادورية، ومن أشهر لاعبي ذلك الجيل واشنطن مونوز وألبرتو سبنسر، وكارلوس ألبرتو رافو وخورخي بولانوس، إلا أن الإكوادور فشلت في بلوغ النهائيات بعد خسارتها مواجهة فاصلة مع تشيلي.
واستمر تواضع مستوى المنتخب الإكوادوري حتى تصفيات كأس العالم 2002، عندما تغير نظام التصفيات ليتحول إلى نظام الدوري بمباراتي الذهاب والعودة، وبدأ الفريق منذ ذلك الحين يسجل بعض الانتصارات المهمة خصوصا على أرضه بقيادة المدرب الكولومبي هرنان داريو غوميز، لينتزع المركز الثاني بنهائيات التصفيات ويحجز تذكرته إلى النهائيات متفوقا على البرازيل، وفي النهائيات وقعت الإكوادور في المجموعة الثالثة إلى جانب إيطاليا والمكسيك وكرواتيا وحققت فوزا وحيدا على الأخيرة (1-0).
وأدى المستوى المتواضع للفريق في كوبا أميركا 2004 إلى إقالة المدرب غوميز الذي تم تعويضه بمدرب كولومبي آخر هو لويس فرناندو سواريز، وتحت لواء المدرب الجديد بلغت الإكوادور نهائيات كأس العالم 2006 حيث وقعت في مجموعة ضمت كلا من بولندا وألمانيا وكوستاريكا، ونجحت في الوصول إلى الدور الثاني قبل أن تسقط أمام انجلترا بهدف وحيد أحرزه ديفيد بيكام.
وعلى مستوى بطولات كوبا أميركا، كانت أفضل نتيجة لمنتخب الإكوادور حلوله في المركز الرابع بنسخة العام 1993.
وأكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ الفريق هو إيفان هورتادو (167 مباراة دولية)، أما أفضل هداف فهو أوسكار دلغادو (31 هدفا).
ويتولى تدريب المنتخب الأكوادوري حاليا كولومبي آخر هو رينالدو رويدا المعروف بقدرته على استخلاص الأفضل من اللاعبين الشباب.
ويحمل رينالدو شهادة “ماستر” في الإعداد البدني من جامعة كولن الألمانية، وهو لم يحظ بمسيرة ناجحة كلاعب واقتصرت مشاركاته على فرق مغمورة.
كمدرب، بدأ رينالدو مسيرته مع فرق كولومبية محلية مثل اندبندنتي ميديلين وديبوتيفو كالي وكوتولوا، واكتسب شهرة محلية بعد قيادته لمنتخبات الفئات العمرية في كولومبيا خصوصا بعد إحرازه برونزية كأس العالم للشباب العام 2003، وحلوله رابعا في كأس العالم للناشئين بنفس العام.
وأبرز نجاحات رويدا جاءت عقب استلامه تدريب المنتخب الهندوراسي العام 2007، حيث نجح في الوصول به إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا، ليترك بعدها تدريب الفريق ويتولى المسؤولية الفنية للمنتخب الإكوادوري.
أبرز نجوم الفريق على الإطلاق هو لاعب مانشستر يونايتد لويس أنتونيو فالنسيا، وهو جناح أيمن سريع للغاية يبرز في المناورات الفردية بفضل قوته ولياقته البدنية العالية، وهو يرتدي حاليا القميص رقم 7 الذي حمله مجموعة من أبرز أساطير النادي أمثال بوبي تشارلتون وجورج بيست وإريك كانتونا وديفيد بيكام وكريستيانو رونالدو.
ويقف إلى جانب فالنسيا في خط الوسط لاعب الهلال السعودي سيغوندو كاستيللو والمخضرم إديسون منديز (34 عاما) الذي لعب حتى يومنا هذا 107 مباريات دولية، وأبرز مهاجمي الفريق هو فيليبي كايسيدو الذي يلعب لمصلحة لوكوموتيف موسكو الروسي، وتأثر الفريق كثيرا في الخط الأمامي بالوفاة المفاجئة لنجمه كريستيان بينيتيز الشهر الماضي بعد ساعات على أدائه مباراة ودية مع الجيش القطري.
أوروغواي.. تاريخ ونجوم براقة
الحكاية مختلفة تماما بالنسبة لمنتخب أوروغواي، وإذا إردنا التحلي بقدر أكبر من الموضوعية فإن المقارنة بين المنتخبين تشكل ظلما كبيرا بالنسبة لفريق حاز على لقب كأس العالم مرتين.
واستضافت أوروغواي أول نسخة من بطولة كأس العالم في العام 1930، وفازت باللقب بتخطيها الأرجنتين في المباراة النهائية 4-2، ثم عادت بعد 20 عاما، لتحقق واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ كأس العالم عندما تغلبت على البرازيل بستاد “ماراكانا” الشهير 2-1 وتحرز اللقب العالمي للمرة الثانية في تاريخها.  
وبعد اللقب العالمي الثاني، لم تتمكن أوروغواي من الحفاظ على رونقها حتى النهائيات العالمية الأخيرة في جنوب افريقيا، عندما حلت في المركز الرابع بقيادة النجم دييغو فورلان الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في النهائيات.
على صعيد بطولة أميركا الجنوبية للمنتخبات (كوبا أميركا)، فازت أوروغواي باللقب 15 مرة آخرها في النسخة الأخيرة عندما تغلبت في المباراة النهائية على جارتها باراغواي بثلاثية نظيفة كان نصيب فورلان منها هدفين. 
أوروغواي دولة غنية كرويا، فبالإضافة إلى إنجازاتها، تعتبر الدولة اللاتينية الصغيرة من أكثر الدول المصدرة للاعبي كرة القدم، وهذه الأيام تزخر العديد من الأندية الأوروبية بلاعبين أوروغوانيين على سوية عالية.
ويحظى منتخب أوروغواي بمدرب مرموق له سمعته على الصعيد العالمي هو المحلي أوسكار واشنطن تاباريز الذي تذوق طعم الشهرة للمرة الأولى عندما قاد فريق بينارول للفوز بلقب كأس ليبرتادوريس العام 1987، ثم قاد منتخب بلاده للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 1990 حين كين يلعب للفريق واحد من أبرز نجوم الكرة في تاريخ أوروغواي والمثل الأعلى لأسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان.. انزو فرانشيسكولي.
لكن الإنجاز الأبرز لتاباريز يتمثل في الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم الماضية في جنوب افريقيا، ثم إحراز اللقب القاري بعدها بعام. 
أما بالنسبة لنجوم الفريق فهم كثر، ويمكن القول أن أبرزهم هو هداف ليفربول لويس سواريز الذي يشكل مع مهاجم باريس سان جرمان ادينسون كافاني والمخضرم فورلان الذي يلعب حاليا في صفوف انترناسيونال البرازيلي مثلثا هجوميا مرعبا تخشاه منتخبات العالم كافة.
ويقف خلق هذا الثلاثي الخطير مجموعة من لاعبي خط الوسط المتميزين نذكر منهم نجم إنتر ميلان الإيطالي ألفارو بيريرا، ولاعب بارما والتر غارغانو ولاعب بولونيا دييغو بيريز، وهم لاعبون يتمتعون بتأثير دفاعي قوي أمام الخط الخلقي الذي يقوده باقتدار اثنين من أفضل مدافعي العالم وهو دييغو لوغانو (وست بروميتش ألبيون) ودييغو غودين (أتلتيكو مدريد)، ويشكل وقوف فرناندو موسليرا بين الخشبات الثلاث مصدر أمان لرفاقه خصوصا وأنه يقدم مستويات لافتة مع فريقه الحالي غلطة سراي التركي.
الخلاصة
على الورق تبدو المواجهة أمام الإكوادور أقل صعوبة على المنتخب الوطني من أوروغواي المدججة بالأسماء الرنانة، لكن الصعوبة التي قد يواجهها نجومنا إذا لعبوا في الإكوادور هي المناخ الصعب، حيث ترتفع العاصمة كيتو 2800 م عن مستوى سطح البحر ما يجعل التنفس صعبا بعض الشيء بسبب نقص الأوكسجين في الهواء.
وفي كلتا الحالتين، فإن مشقة السفر بعد مباراة الذهاب في عمان مباشرة ستلعب دورا رئيسيا في تقييم أداء نجومنا في مباراتة الإياب خصوصا وأن لاعبي أميركا الجنوبية معتادون على السفر الطويل.
لكن الناحية المنطقية تشير إلى أن منتخب أوروغواي لن يرضى إلا بالتأهل إلى النهائيات بعد حلوله رابعا في النسخة الماضية، وهو يحتل حاليا المركز السابع على سلم تصنيف الاتحاد الدولي للمنتخبات، فيما يحل منتخب الإكوادور في المركز العشرين.