نقطة تصعّب المهمة ومباراة الإياب تفرض التعامل بحكمة
جاءت نتيجة مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم أمام نظيره الأوزبكي أمس، بعكس ما تشتهي جماهير “النشامى”، التي تحملت كل الصعاب لكي تحضر إلى ستاد الملك عبدالله الثاني في وقت مبكر، وتؤازر لاعبي المنتخب في لقاء ذهاب الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل في العام 2014.
وباستثناء الدقائق الأربع الأخيرة المحتسبة كبدل وقت ضائع، فإن المنتخب الوطني قدم أسوأ ما لديه في تصفيات المونديال، وترك التعادل بنتيجة 1-1 الأيدي على القلوب خوفا من نتيجة مباراة الإياب، التي ستقام في ستاد باختكور يوم الثلاثاء المقبل، لكي تحدد المنتخب الآسيوي الذي سيواجه “خامس أميركا الجنوبية” في الملحق العالمي، الذي يعد المحطة الأخيرة في التصفيات.
“يلا عالبرازيل”.. شعار رفعه الأردنيون جميعا، في رحلة تصفيات المونديال الشاقة، والأمل ما يزال قائما في التأهل، رغم أن المهمة تزداد صعوبة، فالنقطة التي حصل عليها المنتخب بعد أن كان متقدما بهدف صعّبت المهمة إيابا، لكن ما من شيء مستحيل في عالم كرة القدم.
ولم يكن الأداء مرضيا أبدا، رغم أن اللعب كان مفتوحا منذ الدقيقة الأولى، بيد أن الحال في الشوط الأول كان يشير إلى أفضلية واضحة للضيوف الأوزبكيين، من خلال تعدد الفرص على مرمى الحارس الرائع عامر شفيع، الذي تصدى لست كرات على شكل “قذائف بعيدة المدى”، ولم يظهر النشامى سوى في دقيقة واحدة بعد مرور نصف ساعة من بدء المباراة، عندما نفذ الثلاثي حسن عبدالفتاح وأحمد هايل ومصعب اللحام “جملة تكتيكية عالية الجودة”، ترجمها بأسلوب رائع اللاعب مصعب اللحام، الذي قدم أوراق اعتماده كهداف جديد للمنتخب، بعد أن سجل في وقت سابق هدف التعادل في مرمى سورية ضمن تصفيات أمم آسيا.
الأفضلية الأوزبكية ترجمت بهدف التعادل بعد مرور خمس دقائق من تسجيل هدف النشامى، ونتاجا لجهد جماعي وذكاء ميداني، فاستقرت كرة سيرفر دجباروف في شباك شفيع رغم محاولته صد الكرة.
كان واضحا أن أداء النشامى دون طعم أو نكهة، فالمساحات متباعدة بين اللاعبين والتمريرات عشوائية والإسناد الهجومي في أضعف حالاته، ولم يلحظ أحد بصمة جديدة للجهاز الفني الجديد بقيادة المدرب حسام حسن، بينما فرض الأوزبكيون كلمتهم في الملعب، وضيّقوا الخناق على لاعبي المنتخب، ولم يفسحوا المجال أمامهم للتحرك بالكرة كما يجب، ونجح الأوزبكيون بالهجوم المرتد السريع، وركزوا بقوة على الجبهة اليسرى بالنسبة لهم واليمنى للمنتخب الوطني، فصال وجال حسنوف ورفاقه، دون أن يتم تحريك ساكنا لإيقاف المد الهجومي للأوزبكيين، وترك الضيوف أحرارا في توجيه تسديداتهم القوية من خارج المنطقة، بينما لم يشاهد أحد تسديدة واحدة من خارج المنطقة من قبل لاعبي المنتخب الوطني.
ولم يتغير الشوط الثاني كثيرا سوى من خلال الزج بأوراق عدي الصيفي وعبدالله ذيب وعامر ذيب مكان شادي أبو هشهش وحسن عبدالفتاح وسعيد مرجان، لعل المنتخب يجد ضالته وينجح في تعزيز نهجه الهجومي، لكن بقي الحال على ما هو عليه، وتعددت الفرص الأوزبكية ومرة أخرى كان لها عامر شفيع بالمرصاد، حتى تمكن “النشامى” من الدخول في أجواء المباراة في الزفير الأخير، وذهبت الفرص أدراج الرياح.
مباراة الذهاب أمس كانت بمثابة شوط واحد من شوطين، لأن مباراة الإياب بعد ثلاثة أيام ستكون بمثابة “الشوط الثاني”، وفيها يتحدد المتأهل والمودع.
حسبة المباراة المقبلة واضحة لا لبس فيها.. فوز احد المنتخبين يعني تأهله مباشرة إلى الملحق العالمي.. التعادل السلبي يمنح الأوزبكيين بطاقة التأهل وفق قاعدة الهدف على أرض الخصم، والتعادل 2-2 فما فوق يمنح النشامى بطاقة التأهل، فيما يعني التعادل 1-1 التمديد لشوطين إضافيين يوم الثلاثاء المقبل، وفي حال استمرار التعادل يتم الحسم بركلات الترجيح.
ثمة حكمة كروية تقول: “لا تنهض عن مقاعد الاحتياط قبل أن يطلق الحكم صافرته”، والمهمة لم تنته بعد رغم التعادل غير المرغوب فيه، لكن مباراة الإياب ستكون الحدث الرئيسي الذي يحدد الوجهة النهائية لكل من المنتخبين.
نقطة تصعّب المهمة لكنها تفرض في ذات الوقت التعامل مع مباراة الإياب بحكمة، لأن المباراة تقام خارج القواعد.