عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

"النشامى" ينال نقطة في "اختبار" سورية والمستوى الفني متراجع

لم يستطع المنتخب الوطني لكرة القدم الحصول على أكثر من نقطة، في مواجهته أمام مضيفه السوري في طهران يوم الخميس الماضي، في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات أمم آسيا في أستراليا في العام 2015، وركض المنتخب خلف التعادل وتحقق ذلك بواسطة اللاعب مصعب اللحام في الدقيقة 58 بعد أن كان السوري برهان صهيوني وضع منتخب بلاده في المقدمة في الدقيقة 47.
ولعل نتيجة هذه المباراة كانت تعني الكثير للجهاز التدريبي بقيادة المدير الفني الجديد المصري حسام حسن، ذلك أنها المباراة الرسمية الأولى تحت قيادته، وجاءت بعد انتصارين في مباراتين وديتين على منتخبي فلسطين بنتيجة 4-1 وليبيا 2-1، وتسبق مواجهتين ربما تكونان الأكثر أهمية في تاريخ الكرة الأردنية؛ حيث ينتظر أن يلتقي “النشامى” مع منتخب أوزبكستان يومي 6 و10 أيلول (سبتمبر) المقبل في عمان وطشقند، ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل في العام 2014.
وربما يخوض المنتخب الوطني مباراة ودية مع ضيفه العراقي يوم 28 آب (أغسطس) الحالي في عمان، في سياق تحضيراته لمواجهتي أوزبكستان، وإن كان لاعبو المنتخب عادوا إلى أنديتهم سواء الأردنية التي ستواصل منافسات الدور الأول من بطولة كأس الأردن- المناصير، أو إلى الأندية العربية والأجنبية بالنسبة للاعبين المحترفين في الخارج.
التصفيات الآسيوية أقل أهمية
من الواضح أن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات أستراليا 2015 تبدو أقل أهمية قياسا بالملحق الآسيوي ومن بعده الملحق العالمي المؤهل إلى نهائيات مونديال البرازيل في العام المقبل، لأن أجل التصفيات الآسيوية ما يزال طويلا، كما أن نظامها يسمح بتأهل منتخبين إلى النهائيات مباشرة، والمنتخب يحتل حاليا المركز الثاني برصيد 4 نقاط خلف المنتخب العُماني (6 نقاط) ومتقدما على المنتخبين السوري برصيد نقطة والسنغافوري بدون نقاط.
بيد أن المدرب حسام حسن والطاقم المساعد يدركون أن الوصول إلى نهائيات أمم آسيا ليس الهدف الأول والأكبر، الذي من أجله تسلموا المهمة خلفا للجهاز التدريبي السابق بقيادة المدرب العراقي عدنان حمد، فالهدف الأكبر هو تحقيق حلم الوصول إلى البرازيل، ومع ذلك فسيكون بلوغ النهائيات الآسيوية أمرا مقبولا، لا سيما وأن المنتخب الوطني ظهر سابقا في مرتين فقط؛ أولاهما في عهد المدرب المصري الراحل محمود الجوهري في العام 2004 في الصين، وثانيتهما في عهد المدرب العراقي السابق عدنان حمد في العام 2011 في قطر، وفي كلتا الحالتين خرج المنتخب من دور الثمانية ومرفوع الهامة.
مستوى وأداء غير مقبولين
الحصول على نقطة من الفريق الخصم خارج الديار أفضل من لا شيء، وإن كان ذلك يشكل امتدادا لسوء النتائج خارج الأردن، ورغم أن المنتخب السوري ذهب إلى إيران بإعداد منقوص نتيجة للظروف السياسية والعسكرية التي يعيشها الأشقاء في بلادهم، ولم يخض المنتخب السوري أي مباراة ودية تحضيرية، إلا أنه كاد أن يحرج “النشامى” في الشوط الثاني، بعد أن تخلى عن حذره الذي لازمه في الشوط الأول، وكان صاحب الكلمة الأولى في المباراة، لكنه خرج بنقطة وحيدة في نهاية المطاف.
وإذا كانت النتيجة مقبولة إلى حد ما بالنسبة للنشامى، إلا أن الأداء لم يكن كذلك لا سيما في الشوط الأول، ولو كان المنتخب الوطني في وضع سليم لنجح في إنهاء الشوط الأول متقدما بهدف على الأقل، لكن الشوط الثاني جاء أفضل نسبيا من كلا المنتخبين.
ما عاب منتخبنا هو افتقاده للروح القتالية والمعنوية بعكس ما يكون عليه الحال في عمان، وهي المشكلة ذاتها التي عانى منها المنتخب في عهد الجهاز الفني السابق، كما غاب التركيز الذهني عند المدافعين لا سيما في منطقة العمق، فواجه السوريون مرارا الحارس لؤي العمايرة، ومن إحدى تلك المرات كان محمود المواس يشرخ الجدار الدفاعي بكرة خلف المدافعين لحق بها صهيوني ووضعها في شباك العمايرة، كما افتقد المنتخب لميزة الهجوم المرتد السريع، وبرزت الأنانية على أداء الثنائي الهجومي أحمد هايل ومصعب اللحام وإن كان اللحام نجح في تحقيق هدف التعادل بضربة رأس موفقة إثر ركنية نفذها الظهير الأيسر محمد الدميري.
“طاخ..طيخ”.. هجوما ودفاعا
وعليه يستحق الأداء الذي تمت متابعته من شاشة التلفزيون بـ”طاخ…طيخ”، فلا خطة لعب واضحة ولا لاعبين قادرين على فهم أدوارهم الهجومية والدفاعية وترجمتها على أرض الواقع، ما يشير إلى حدوث مخاوف بشأن ما اذا كانت هذه الصورة التي سيظهر عليها النشامى في لقاءي أوزبكستان، أم أن ما جرى أمام سورية مجرد “صورة خادعة” لما سيكون عليه الحال في تصفيات المونديال؟.
تغيير على التشكيلة
من حق الجهاز الفني إجراء التعديلات التي يراها مناسبة على التشكيلة بما أنه هو من سيتحمل المسؤولية في نهاية المطاف، لكن التغيير الجذري ربما يأتي بنتائج عكسية بخلاف التغيير المتدرج بأسلوب منطقي يحافظ على كيان المنتخب.
وإذا كان ثمة غياب قسري لحارس المرمى عامر شفيع واللاعب خليل بني عطية بداعي الإصابة، فإن التغيير امتد إلى لاعبين آخرين، فجلس حسن عبدالفتاح وعبدالله ذيب وعدي الصيفي وباسم فتحي على مقاعد البدلاء، وحل عوضا عنهم مصعب اللحام ومحمد الدميري وعدنان عدوس وعدي زهران، وشارك حسن وعدي وذيب في الشوط الثاني على مراحل مختلفة، وبقي التركيز الذهني في حدود متدنية وغاب الانسجام بين الخط الخلفي، ولم يحسن خط الوسط الانتشار وصناعة الهجمات بالشكل الأمثل، فطاشت التسديدات وكثرت الإصابات وكادت الأعصاب أن تفلت.
ولم يحظ المهاجمان المحترفان ثائر البواب وياسين البخيت بفرصة المشاركة في المباراة ولو لدقائق، وهذا يمكن أن يحبط اللاعبين رغم تمتعهما بمستوى فني متميز، لكنهما لم يحصلا حتى مع الجهاز الفني السابق على كامل حقهما وفرصتهما الكاملة في إثبات الوجود.
وربما يرى البعض أن المنتخب بحاجة إلى مزيج من الانسجام والتفاهم بين اللاعبين، ورؤية أفضل من قبل الجهاز الفني لقدرات اللاعبين، لا سيما وأن المنتخب الأوزبكي هو أفضل حالا من المنتخبات الثلاثة التي واجهها المنتخب الوطني رسميا ووديا مؤخرا، حيث يعد المنتخب الأوزبكي من خيرة المنتخبات الآسيوية، وهو قريب من المدرسة الأوروبية الشرقية، ويتمتع لاعبوه بالقوة والسرعة واللياقة والمهارة، وسبق للمنتخب الوطني مواجهته رسميا ووديا في أكثر من مناسبة.
عموما لن يتم الاستعجال على المنتخب، وربما ما سيقدمه المنتخب الوطني أمام العراق وديا ثم أوزبكستان رسميا، سيعكس الصورة الحقيقية للمنتخب في ظل جهازه الفني الجديد، وفيما اذا كان حلم البرازيل سيتحقق أو يتبخر.