بـ (الترجيح) ..إيطاليا في المركز الثالث على حساب الأوروجواي
يبدو ان ركلات الترجيح لن تفرض نفسها عقدة لايطاليا بعد ان قادتها امس للفوز على الاوروجواي 3-2 في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث في كأس القارات التي اختتمت صباح اليوم بالمباراة النهائية بين البرازيل المضيفة واسبانيا بطلة العالم واوروبا، وذلك بعد تعادلهما 2-2 في الوقتين الاصلي والاضافي.
وكان المنتخب الايطالي الذي كان خرج من الدور الاول في مشاركته الوحيدة السابقة عام 2009 والذي يخوض هذه النسخة كوصيف لبطل اوروبا (لان اسبانيا بطلة العالم ايضا)، خسر في نصف النهائي امام اسبانيا بركلات الترجيح (6-7) بعد تعادلهما 0-0 في مباراة كان «الازوري» فيها الافضل بشكل واضح.
وبدا فريق تشيزاري برانديلي جاهزا لتعويض فشله في تحقيق ثأره من الاسبان الذين اذلوه في نهائي كأس اوروبا 2012 (0-4)، بعد ان تقدم على الاوروجواي مرتين بفضل جهود لاعب بولونيا اليساندرو ديامانتي، لكن يبدو ان معرفة ادينسون كافاني بالكرة الايطالية، كونه يدافع عن الوان نابولي، قد اثمرت لانه ادرك التعادل مرتين لبلاده وجر «الازوري» الى التمديد ثم الى ركلات الترجيح التي ابتسمت هذه المرة للايطاليين ومنحتهم جائزة الترضية، فيما اكتفى ابطال اميركا الجنوبية بالمركز الرابع للمرة الثانية بعد النسخة الاولى عام 1997 حين خسرت امام تشيكيا بطلة اوروبا حينها (0-1).
وكانت مواجهة المركز الثالث الاولى في مسابقة رسمية بين المنتخبين منذ الدور الثاني لمونديال ايطاليا 1990 حين فاز «الازوري» 2-صفر، فيما انتهت المواجهة الرسمية الاخرى بينهما بالتعادل 0-0 في الدور الاول من مونديال المكسيك 1970 حين واصلت ايطاليا مشوارها حتى النهائي قبل ان تخسر امام البرازيل.
اما اللقاء الودي الاخير بينهما فكان في 15 تشرين الثاني2011 حين فازت الاوروجواي في روما 1-0، علما بان الطرفين تواجها في اربع مباريات ودية اخرى ففازت ايطاليا في واحدة والاوروجواي في واحدة مقابل تعادلين.
وخاض برانديلي اللقاء بتشكيلة مغايرة عن تلك التي خسرت نصف النهائي امام اسبانيا بركلات الترجيح (صفر-صفر في الوقتين الاصلي والاضافي)، اذ اشرك مهاجم ميلان الشاب ستيفان الشعراوي اساسيا للمرة الاولى وهو لعب مع ديامانتي كمساندين لالبرتو جيلاردينو الذي خاض اللقاء بعد ان كان الشك يحوم حوله بسبب الاصابة كما حال قلب الدفاع جورجيو كييليني ولاعب الوسط دانييلي دي روسي.
وغاب زميل كييليني في يوفنتوس ليوناردو بونوتشي عن اللقاء (دخل في الشوط الاضافي الاول) بعد ان اهدر الركلة الترجيحية امام اسبانيا، تاركا مكانه في الدفاع لدافيدي استوري الذي كان صاحب هدف التقدم في المباراة.
كما غاب ثلاثي يوفنتوس اندريا بيرلو واندريا بارزاجلي وكلاوديو ماركيزيو، وشارك ظهير ميلان ماتيا دي شيليو وزميله في خط وسط الفريق اللومباردي ريكاردو مونتوليفو وجناح لاتسيو انتونيو كاندريفا.
اما في معسكر ابطال اميركا الجنوبية، فخاض المدرب اوسكار تاباريز اللقاء بتشكيلته الكاملة وبوجود الثلاثي لويس سواريز ودييغو فورلان وكافاني في خط الهجوم.
وكانت الفرصة الاولى الواضحة في اللقاء لمصلحة ابطال اميركا الجنوبية من ركلة حرة نفذها فورلان لكن الحارس القائد جانلويجي بوفون انقذ الموقف (11).
ورد الايطاليون بتوغل من دي شيليو على الجهة اليسرى قبل ان يلعب كرة عرضية ارضية تلقفها كاندريفا وسددها قوية لكن الحارس فرناندو موسليرا كان له بالمرصاد (15)، ثم اتبعها لاعب لاتيسو بتسديدة بعد تمريرة من دي روسي لكن محاولته علت العارضة هذه المرة (18).
ونجحت ايطاليا في افتتاح التسجيل في الدقيقة 24 من ركلة حرة نفذها ديامانتي واخطأ موسليرا في توقعها فارتدت من العارضة وظهر الحارس الاوروجوياني قبل ان يتابعها استوري في الشباك الخالية.
وحاول «لا سيليستي» العودة اللقاء وكان قريبا من ادراك التعادل لولا تدخل بوفون على تسديدة من زاوية صعبة لسواريز (26) قبل ان ينتقل الخطر الى الجهة المقابلة من تسديدة للشعراوي تمكن موسليلرا من صدها ببراعة (31).
وفي بداية الشوط الثاني، اطلق كافاني المباراة من نقطة الصفر بعدما وصلته الكرة من وولتر غارغانو فاودعها على يمين بوفون (58) الذي تألق بعدها وحرم الاوروجويانيين من هدف التقدم بعد ان تصدى لمحاولة مزدوجة من تسديدة ثم متابعة لفورلان (67).
وجاء الرد الايطالي مثمرا اذ نجح ديامانتي من وضع «الازوري» في المقدمة مجددا من ركلة حرة رائعة عجز موسليرا عن صدها (73)، الا ان كافاني قال كلمته مجددا وفرض التعادل للمرة الثانية ومن ركلة حرة ايضا نفذها من حوالي 25 مترا (78)، مسجلا هدفه الثالث في البطولة.
وحاول الايطاليون حسم اللقاء في الوقت الاصلي من تسديدة للبديل البرتو اكويلاني لكن موسليرا كان للاعب وسط فيورنتينا بالمرصاد (84)، ليحتكم بعدها المنتخبان الى شوطين اضافيين، وهو الامر الذي اختبره الايطاليون للمرة الثانية في اربعة ايام بعد خاضوا نصف ساعة اضافي امام الاسبان ايضا.
وغابت الفرص الحقيقية عن المرميين في الدقائق الاول من الشوط الاضافي الاول حتى الدقيقة 98 عندما طالب لاعبو الاوروجواي بركلة جزاء لمصلحة دييجو جودين بعد تدخل من اكويلاني لكن الحكم طالب بمواصلة اللعب الذي لم يثمر عن اي شيء يذكر لما تبقى من ربع الساعة الاول من التمديد.
وفي بداية ربع الساعة الثاني تعرضت ايطاليا لضربة قاسية بعد طرد مونتوليفو لحصوله على انذار ثان (110) لتكمل الدقائق العشر الاخيرة بعشرة لاعبين الا ان الاوروغواي لم تستغل الافضلية العددية، فلجأ الفريقان الى ركلات الترجيح التي بدأها الايطاليون بشكل جيد بعد ان صد بوفون الركلة الترجيحية الاولى التي نفذها فورلان، وعاد الطرفان الى المسافة ذاتها بعد ان صد موسليرا ركلة دي شيليو، لكن سرعان ما استعاد «الازوري» افضليته بعد ان صد بوفون محاولة مارتن كاسيريس ثم محاولة غارغانو، معوضا اخفاقه في صد اي ركلة ترجيحية امام اسبانيا.