النشامى "عشرة على عشرة" و"الملحق الآسيوي" يشكل حدثا تاريخيا
دخل نشامى المنتخب الوطني لكرة القدم أول من أمس تاريخ تصفيات كأس العالم، بوصولهم إلى “الملحق الآسيوي” في تصفيات مونديال البرازيل 2014، ليبقوا بذلك “الممثل الشرعي والوحيد” لـ”عرب آسيا” في التصفيات.
وعاشت الجماهير الأردنية ليلة فرح لا تنسى في ملعب “النار والانتصار”، الذي يحمل اسم راعي المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حيث شاهد تلك اللحظات سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد وسمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة وسمو الأمير هاشم بن عبدالله الثاني.
وبحصول النشامى على المركز الثالث في المجموعة الثانية برصيد عشر نقاط، في ختام المرحلة الرابعة من التصفيات، يؤكد المنتخب الوطني أنه “عشرة على عشرة” في مباراته الأخيرة أمام المنتخب العُماني، والفوز فيها كان كفيلا في الإبقاء على “شعرة معاوية” مع التصفيات، بعد أن ذهبت البطاقتان المباشرتان عن المجموعة الثانية لصالح اليابان “17 نقطة” واستراليا “13 نقطة”، فيما حصلت إيران “16 نقطة” وكوريا الجنوبية “14 نقطة” على بطاقتي المجموعة الثانية.
وسيخوض المنتخب الوطني مباراتين كبيرتين أمام منتخب أوزبكستان، ذهابا في عمان يوم الجمعة 6 أيلول (سبتمبر) المقبل وإيابا في طشقند يوم الثلاثاء 10 منه، والفائز في مجموع المباراتين سيتأهل لملاقاة “خامس قارة أميركا الجنوبية” في “الملحق العالمي يومي الجمعة 15 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في آسيا، وإيابا يوم الثلاثاء 19 منه في أميركا الجنوبية، التي تنتهي تصفياتها يوم الثلاثاء 15 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، ومن المرجح أن يكون أحد المنتخبين “الاوروغواي أو فنزويلا”.
مفاجأة حمد
وفي خضم الأفراح الأردنية بالتأهل إلى الملحق الآسيوي، فجر المدرب عدنان حمد مفاجأة جديدة تمثلت في إعلانه انتهاء مشواره مع الكرة الأردنية، رغم تمسك الاتحاد الأردني به على الأقل حتى انتهاء التصفيات في شهر أيلول (سبتمبر) أو تشرين الثاني (نوفمبر) المقبلين.
وفي الوقت الذي خرجت فيه تكهنات عدة بشأن جدية حمد في هجرة الكرة الأردنية إلى قطر حيث كثرت الإشاعات نظرا لانتهاء عقده في 1 تموز (يوليو) المقبل، وربما لعدم القدرة على الوصول بالنشامى إلى ما هو أبعد من هذا الإنجاز التاريخي، أو إطلاق “بالون اختبار” لمعرفة مصيره مع الكرة الأردنية ورفع سقف المفاوضات والمستحقات، برزت أقاويل أن ثمة أسماء بديلة تلوح في الأفق لم تخرج بعد من دائرة الإشاعات وعلى رأسها المدرب المصري المعروف حسن شحاتة.
رحلة جديرة بالاحترام
خلال الفترة الممتدة من يوم السبت 23 تموز (يوليو) من العام 2011 وحتى يوم الثلاثاء 18 حزيران (يونيو) الحالي، خاض النشامى 16 مباراة في الأدوار الثاني والثالث والرابع من التصفيات الآسيوية، حيث تم تحقيق الفوز في 8 مباريات مقابل التعادل مرتين والخسارة في 6 مباريات، وسجل النشامى 28 هدفا مقابل 24 هدفا في مرماهم، ما جعلهم في المرتبة الآسيوية الثالثة في عموم التصفيات الآسيوية خلف منتخبي إيران واليابان.
وتعد هذه أفضل مشاركة للنشامى في تاريخ التصفيات منذ أن بدأت المشاركة في تصفيات مونديال المكسيك في العام 1985.
التصنيف الجديد للمنتخبات الذي سيصدر في 4 تموز (يوليو) المقبل، سيشهد قفزة جيدة للنشامى، حيث أضافوا إلى رصيدهم 17 نقطة، فأصبح إجمالي عدد نقاطهم 489 نقطة بدلا من 472 نقطة في التصنيف الحالي، ما يوحي أيضا بأن المنتخب سيتقدم ربما إلى المركز 72 عالميا وسيحافظ على ترتيبه السادس آسيويا.
كيف ضاعت بطاقة التأهل المباشرة؟
لا شك أن جماهير الكرة الأردنية كانت تمني النفس بالتأهل المباشر إلى مونديال البرازيل، بدلا من الدخول في الملحقين الآسيوي ومن ثم العالمي في حال اجتياز الأول، وربما يجوز القول إن المنتخب الاسترالي لم يستحق التأهل في ضوء “الشيخوخة” التي يعاني منها وتواضع مستواه الفني بوجه عام.
ولعل فقدان خمس نقاط أمام العراق بعد التعادل 1-1 في عمّان والخسارة 0-1 في الدوحة، كان كفيلا بفقدان فرصة التأهل المباشر، ذلك أن النشامى تبادلوا الفوز مع منتخبات استراليا واليابان وعُمان، لكنهم حصلوا على نقطة واحدة فقط في المواجهتين العربيتين أمام العراق.
النشامى وأوزبكستان
قبل ساعتين تقريبا من بدء مباراة النشامى وعُمان، كانت مباريات المجموعة الأولى تنتهي، وتفصح عن الترتيب النهائي للمنتخب، فتمكن الإيرانيون من قهر الكوريين الجنوبيين بهدف على أرضهم وأمام جماهيرهم وانتزاع البطاقة الأولى منهم، بينما سجل الأوزبكيون فوزا كاسحا على القطريين بنتيجة 5-1، وتدخل “فارق الأهداف” في منح الأفضلية للكوريين والتأهل مباشرة إلى البرازيل، بينما جلس الأوزبكيون في انتظار غريمهم في “الملحق الآسيوي”.
نظريا… يعد منتخب أوزبكستان “أسهل الصعب” الذي يمكن أن يواجهه في المرحلة المقبلة، والمفاضلة بين منتخبات كوريا الجنوبية وإيران وأوزبكستان، تقتضي تفضيل الأوزبكيين، لكنهم لن يكونوا “سهل المنال” مطلقا، ويفترض أن يحسب النشامى ألف حساب عند ملاقاة هذا المنتخب.
بالأرقام… المنتخب الأوزبكي خاض 16 مباراة في المراحل الثانية والثالثة والرابعة من التصفيات، حيث حقق الفوز في 11 مباراة وتعادل في 3 مباريات وخسر مباراتين، وسجل 26 هدفا مقابل 7 أهداف في مرماه، ما يشير إلى أن الفريق الأوزبكي قوي هجوميا ودفاعيا، ونتائجة تضعه في وضع قوي.
المواجهات المباشرة مع أوزبكستان
خلال الفترة الممتدة من يوم 27 نيسان (أبريل) من العام 2001، وحتى يوم 15 آب (أغسطس) من العام 2012، خاض المنتخب الوطني ونظيره الأوزبكي 7 مباريات… منها 3 رسمية و4 مباريات ودية، حيث فاز النشامى في مباراة واحدة وخسروا 3 مباريات وتعادلوا في 3 مباريات، وسجلوا 9 أهداف مقابل 12 هدفا في مرماهم.
المباريات الرسمية اقتصرت على مباراتين ضمن تصفيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان، وثالثة في نهائيات كأس الأمم الآسيوية، وأربع مباريات ودية تحضيرية، وتاليا نتائج المنتخبين معا.
– الأردن * أوزبكستان 2-2 “تصفيات المونديال”، طشقند في 27-4-2001.
– الأردن * أوزبكستان 1-1 “تصفيات المونديال”، عمان في 7-5-2001.
– الأردن * أوزبكستان 1-4 “ودي”، طشقند في 22-3-2008.
– الأردن * أوزبكستان 2-2 “ودي”، الشارقة في 2-1-2011.
– الأردن * أوزبكستان 1-2 “نهائيات آسيا”، الدوحة في 21-1-2011.
– الأردن * أوزبكستان 0-1 “ودي”، عمان في 13-8-2012.
– الأردن * أوزبكستان 2-0 “ودي”، عمان في 15-8-2012.
العبور إلى الملحق العالمي
يشكل العبور إلى الملحق العالمي حلما جميلا؛ لأنه سيكون الخطوة قبل الأخيرة التي تسبق الوصول إلى البرازيل، وهذا يتطلب اجتياز عقبة أوزبكستان في مباراتي الذهاب والإياب، وفي هذه المرة ستطبق قاعدة “الهدف على أرض الخصم” في حال تبادل المنتخبان الفوز أو التعادل في المباراتين، ولأن المباراة الأولى في عمان فإنه يجدر بالنشامى إنجاز أكثر من نصف الطريق المؤدية إلى الملحق العالمي؛ لأن مباراة الإياب ستقام بعد أربعة أيام فقط من مباراة الذهاب، ما يفرض أيضا توفير طائرة خاصة لنقل الفريق مباشرة من عمان إلى طشقند، تجنبا لرحلة طويلة وشاقة قد تؤثر سلبا على اللاعبين.
المنتخب كان موفقا إلى حد كبير جدا في المباريات التي خاضها على أرضه في إجمالي تصفيات مونديال البرازيل، حيث لعب 8 مباريات، ففاز في 6 منها وتعادل في واحدة وخسر مثلها، بينما كان ضعيفا جدا في المباريات خارج أرضه، حيث فاز في مباراة واحدة وتعادل في مثلها وخسر في 6 مباريات.
والوصول إلى الملحق العالمي يعني بالضرورة مواجهة أحد المنتخبين “الاوروغواي أو فنزويلا”، تبعا لما ستسفر عنه نتائج المباريات المتبقية من تصفيات أميركا الجنوبية.
ولعل طرح اسم الاوروغواي مثلا يعني مواجهة منتخب فاز بكأس العالم مرتين، ويعد من خيرة منتخبات أميركا الجنوبية، ويضم في صفوفه نخبة من اللاعبين المميزين أمثال الحارس فرناندو موسليرا وقلب الدفاع دييغو لوغانو والمهاجمين لويس سواريز وادينسون كافاني ودييغو فورلان، بينما يبرز من منتخب فنزويلا الكابتن خوان ارانغو، وفعليا يبدو منتخب فنزويلا أقل قوة من الاوروغواي.
وثمة مشكلة هنا تبرز في الموعد الذي حدده “فيفا” للملحق العالمي، حيث ستقام المباراة الأولى في عمان “في حال اجتاز النشامى أوزبكستان في الملحق الآسيوي”، وستقام المباراة الأولى في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بينما ستقام مباراة الإياب بعد أربعة أيام، وفي ذلك إرهاق ربما غير معتاد للاعبين الذين سيقطعون رحلة طويلة عبر الطائرة.
كيف يستعد النشامى لأوزبكستان؟
من المعروف أن اتحاد الكرة حدد مواعيد انطلاق الموسم الجديد يوم 12 تموز (يوليو) المقبل بلقاء كأس الكؤوس بين فريقي شباب الأردن وذات راس، فيما تنطلق بطولة كأس الأردن يوم 18 منه، وتنطلق بطولة دوري المحترفين يوم 12 أيلول (سبتمبر) المقبل.
هذه البطولات الثلاث يفترض أن تسهم إلى جانب المعسكرات التدريبية والمباريات الودية في تحضير المنتخب للمباراتين ضد أوزبكستان، وهنا يجدر مواجهة منتخبات قريبة من حيث المستوى الفني وأسلوب اللعب من منتخب أوزبكستان، القريب من المدرسة الأوروبية الشرقية، التي تمتاز بالمهارة والسرعة والقوة واللياقة.
كما يفترض البت في مسألة الجهاز الفني بقيادة المدير الفني عدنان حمد، وربما يكمن الحل الأفضل في استمرار حمد وجهازه الفني المساعد إلى حين انتهاء التصفيات، في حال قرر حمد بشكل قطعي ترك المنتخب والتوجه إلى مكان آخر.
نظرة عامة على التصفيات
تشير الإحصائيات إلى أنه أقيمت 648 مباراة في إجمالي التصفيات في مختلف القارات، فيما بقيت 172 مباراة لم تلعب بعد، وبلغ مجموع الانتصارات المحلية 302 مباراة بنسبة 47 % ومجموع التعادلات 150 مباراة بنسبة 23 % ومجموع الانتصارات الخارجية 194 مباراة بمعدل 30 %.
وتم تسجيل 1840 هدفا بمعدل 2.83 هدف في المباراة، واشهرت البطاقة الصفراء 2265 مرة والبطاقة الحمراء 77 مرة.
في أوروبا تم تسجيل 429 هدفا في المباريات التي شارك فيها 1333 لاعبا، وانتهى ما نسبته 66 % من المباريات، وفي آسيا تم تسجيل 428 هدفا وشارك 1082 لاعبا في المباريات، وانتهى ما نسبته 99 % من المباريات، في أفريقيا تم تسجيل 309 أهداف وشارك 1334 لاعبا في المباريات، وانتهى ما نسبته 80 % من المباريات.
وتم تسجيل 405 أهداف في قارة أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي، وشارك 923 لاعبا في المباريات وانتهى ما نسبته 92 % من المباريات، وتم تسجيل 148 هدفا في قارة أميركا الجنوبية، وشارك 329 لاعبا في المباريات، وانتهى ما نسبته 78 % من المباريات، وفي اقيانوسيا تم تسجيل 121 هدفا وشارك في المباريات 270 لاعبا، وانتهى ما نسبته 100 % من المباريات.
هايل خامسا بين أفضل الهدافين
بهدفه الذي سجله في مرمى عُمان أول من أمس، يقفز مهاجم المنتخب أحمد هايل إلى المركز الخامس على صعيد أفضل الهدافين الآسيويين في تصفيات المونديال، رافعا رصيده إلى 7 أهداف في 16 مباراة، بينما بقي اللاعب حسن عبدالفتاح في المركز الثالث برصيد 7 أهداف في 9 مباريات، وحل اللاعب عامر ذيب في المركز الثالث عشر برصيد 5 أهداف في 14 مباراة، بينما يتصدر الياباني شينجي اوكازاكي القائمة برصيد 8 أهداف في 14 مباراة.
نتائج المنتخب في تصفيات مونديال البرازيل
المرحلة الثانية
– الأردن * نيبال 9-0، سجلها حسن عبدالفتاح 4 وعامر ذيب 2 وأحمد هايل 2 وعبدالله ذيب 1.
– الأردن * نيبال 1-1، سجله سعيد مرجان.
المرحلة الثالثة
– الأردن * العراق 2-0، سجلهما حسن عبدالفتاح وعبدالله ذيب.
– الأردن * الصين 2-1، سجلهما بهاء عبدالرحمن وعامر ذيب.
– الأردن * سنغافورة 3-0، سجلها عبدالله ذيب وأنس بني ياسين وأحمد هايل.
– الأردن * سنغافورة 2-0، سجلهما أحمد هايل وعامر ذيب.
– الأردن * العراق 1-3، سجله حسن عبدالفتاح.
– الأردن * الصين 1-3، سجله باسم فتحي.
المرحلة الرابعة
– الأردن * العراق 1-1، سجله أحمد هايل.
– الأردن * اليابان 0-6.
– الأردن * استراليا 2-1، سجلهما حسن عبدالفتاح وعامر ذيب.
– الأردن * عمان 1-2، سجل للمنتخب ثائر البواب.
– الأردن * العراق 0-1.
– الأردن * اليابان 2-1، سجل للأردن خليل بني عطية وأحمد هايل.
– الأردن * استراليا 0-4.
– الأردن * عمان 1-0، سجله أحمد هايل.