النشامى يختار الطريق الاصعب بإرادته
اختار المنتخب الوطني الطريق الاصعب لبلوغ مونديال البرازيل بعدما خسر بارادته وليس لبسالة منقطعة النظير بسطها خصمه الاسترالي يوم امس في مباراة الجولة قبل الاخيرة من عمر الدور الحاسم لتصفيات المونديال.
المنتخب الوطني كرر سيناريو مباراة اليابان في الجولة الثانية والتي انتهت بستة اهداف نظيفة، لكن هذه المرة بلا اعذار، ومع الاحترام الكبير للمدير الفني المخضرم عدنان حمد، فليس بالامكان وضع أية مبررات امام جماهير كرة القدم الاردنية للاهداف الاربعة التي استقبلتها شباكنا على ملعب الاتحاد بمدينة ملبورن الاسترالية، فالفترة التحضيرية التي سبقت اللقاء كانت نموذجية في العرف التدريبي كما أن المنتخب خاض مواجهتين وديتين امام ليبيا ونيوزيلندا فاز فيهما بهدف نظيف، في حين أن خيارات المنافسة كانت واضحة المعالم، فبالفوز وحده كنا سنحافظ على آمالنا اما دون ذلك فيعني اختيار الطريق الاصعب وربما المستحيل بحسب العديد من المراقبين لبلوغ المونديال.
الرسائل الاعلامية التي واكبت مواجهة المنتخب الوطني المنتخب وتحضيراته في معسكر نيوزيلندا واستراليا كانت تتركز على الحالة المعنوية للاعبين لكن بدا جلياً أن لاعبي المنتخب الوطني كانوا خارج التغطية في هذا الجانب، رغم ايماننا العميق بأنهم يضطلعون بامكانيات فنية وبدنية قادرة على مقارعة المنتخب الاسترالي الذي ما يزال البعض يرفض فكرة أنه منتخب عادي لا يملك تلك الامكانيات الكبيرة، لكنها الحقيقة التي لا مناص منها فهو ليس ذلك البعبع الذي يدب في خصومه الرعب والرهبة، وعلى العكس منه المنتخب الياباني الذي حسم بطاقة التأهل الاولى عن المجموعة الثانية من الجولة الماضية وكذلك الكوري الذي اقترب من بلوغ النهائيات عن المجموعة الاولى.
بداية لا بد من الاشارة الى أن الحضور الخططي للمنتخب الوطني كان متواضعاً بشكل حاد، فبالرغم من البداية الجيدة التي طرحها إلا أن العابه سرعان ما انحسرت بشكل حاد امام نشاط ملحوظ ظهر عليه خط وسط استراليا ليهدد مرمى شفيع بفرصة خطرة قبل أن يساهم خطأ في تقدير حالة تحكيمية واضحة المعالم في احراز هدف السبق وهو الهدف الذي كان ينتظره لاعبو المنتخب الاسترالي على احر من الجمر كونه مفتاح الظفر بنقاط المباراة الثلاث، إذ اعقبه انحسار تدريجي في العاب المنتخب الوطني تخللها فورة فنية مطلع الشوط الثاني سرعان ما خمدت بعد ذلك امام الوقع الهجومي الاسترالي.
التصريحات التي صدرت من داخل المعسكر الاسترالي قبل المباراة والتي اشارت الى حاجته الى احراز هدف مبكر عكست امراً ربما يكون خافياً على الكثير من المتابعين فهولجر اوسيك يؤمن كحال الكثيرين من النقاد أن المنتخب الوطني لا يلعب كرة هجومية فجميع خطط النشامى تتكئ على تمتين الشق الدفاعي في حين أنه يفتقر الى الايقاع الهجومي المتجانس المنضبط وفي هذا الامر رسالة واضحة الى الجهاز الفني، فلو مضت احداث الحصة الاولى دون أن يمنى مرمى المنتخب الوطني بهدف السبق لكان سيناريو المباراة جاء مغايراً عما طالعته جماهير كرة القدم الاردنية امس، إذ وقتها سيسود التخبط العاب المنتخب الاسترالي وهو ما الامر الذي كان سيستثمره النشامى بطريقة فاعلة لكن اتت الرياح بما لا تشتهي السفن.
يعود المنتخب الوطني خلال الساعات القادمة الى ارض الوطن في خضم حالة من الصخب وموجة من الانتقادات اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الالكترونية، البعض رأى في الخسارة فرصة للتندر والهجوم على المنتخب الوطني وكأنه قد سبق له بلوغ نهائيات كأس العالم بسهولة في معظم النسخ السالفة لكنه في هذه المرة يعاني التخبط والوهن، لكن المتندرين لا يعون مطلقاً أن المنتخب يلعب في الدور الحاسم للمرة الاولى في تاريخه، اما البعض الآخر فكانت رسالتهم واضحة بضرورة الوقوف خلف النشامى كون الفرصة ما زالت قائمة وإن كانت صعبة بحسب المنظور الفني والتنافسي.
في النهاية لا بد من الاشارة الى أن المنتخب الوطني وبالرغم من انتهاجه اسلوباً دفاعياً منذ فترة لا بأس بها إلا أن حصيلة الاهداف التي تلقتها شباكه في الدور الحاسم اكدت أن هذا الاسلوب لم يكن ناجحاً امام منتخبات المجموعة وبالاخص امام المنتخبين الياباني والاسترالي كونه تلقى (16) هدفاً مقابل (6) احرزها في مرمى خصومه وهي حصيلة متواضعة مقارنة مع حصاد المنتخبات الاخرى.