خسارة منتخبنا أمام أستراليا في تصفيات كأس العالم

فرط منتخبنا الوطني لكرة القدم بفرصة المنافسة على بطاقة التأهل الثانية والمباشرة لكأس العالم لصالح منافسه المنتخب الاسترالي بعد ان خسر امامه امس بنتيجة صفر-4 في المباراة التي جرت في ملبورن لحساب الجولة قبل الاخيرة من التصفيات المؤهلة الى مونديال البرازيل 2014.

وخيب لاعبو المنتخب امال عشاقهم الذين انتظروا منهم الكثير في هذه المواجهة المصيرية، وبدلا من الفرحة المنتظرة تلوعوا بحسرة ومرارة لن تمحوها الا خطف بطاقة التأهل كأفضل ثالث في المجموعة.

نجوم المنتخب كانوا موجودين بأجسادهم فوق الميدان بدون روح، وبدلا من ان يشعلوا ملعب الاتحاد بحماسهم ويقاتلوا قتال الفرسان في ارض المعركة ألقوا كامل عتادهم الفني والبدني واستسلموا للمنتخب الاسترالي وتركوا له الميدان ليصول ويجول امام مرمى شفيع كما يشاء.

بهذه الخسارة تجمد رصيد منتخبنا عند النقطة 7 فيما رفع المنتخب الاسترالي رصيده الى النقطة 10 معززا حظوظه في نيل البطاقة الثانية بانتظار لقائه الاخير مع العراق.

وباتت حظوظ منتخبنا في اللحاق بقطار المتأهلين الى المونديال البرازيلي مقتصرة في المنافسة على المركز الثالث الذي يمكنه تحقيقه بالفوز على المنتخب العماني الذي يحتل المركز الثالث برصيد 9 نقاط في الجولة الاخيرة.

وتمكن المنتخب الاسترالي من استثمار افضليته في اللعب امام جمهوره الذي بلغ 44 الف متفرجا خير استثمار وقدم عرضا قويا وتحكم في ايقاع اللعب ونجح في التسجيل في اربع مناسبات فيما لم يقدم منتخبنا العرض المتوقع الذي يعكس حجم الاستعداد المثالي لخوض هذا اللقاء.

ممثلو المنتخبين

مثل الاردن: عامر شفيع، محمد مصطفى، باسم فتحي، انس بني ياسين، خليل بني عطية، شادي ابو هشهش، سعيد مرجان، عدنان عدوس،عامر ذيب (ياسين البخيت)، عدي الصيفي (حمزة الدردور)، احمد هايل.

مثل استراليا: شوارزجر، اوجونوفيسكي، لوكاس، ويلكشير، مكاي، بريسكيانو، هولمان، ميلغان، كروس، اورا (ارشي)، كاهيل.

استراليا (4) الأردن (صفر)

بدأ منتخبنا الوطني المباراة بحذر شديد في محاولة لاستيعاب اندفاع المنتخب الاسترالي الذي رمى بثقله الهجومي منذ انطلاقة الصافرة بهدف تسجيل هدف مبكر، وعمل منتخبنا على بناء منظومة دفاعية بقيادة الثنائي انس بني ياسين ومحمد مصطفى من العمق وخليل بني عطية وباسم من الاطراف وسط مساندة دفاعية من شادي ابو هشهش وسعيد مرجان وعامر ذيب وعدي الصيفي.

هذا التكتل الدفاعي امن لمنتخبنا الحماية في الدقائق الاولى من اللقاء بيد انها افقدته الفاعلية المطلوبة في الناحية الهجومية، الامر الذي اجبر حتى احمد هايل قلب الهجوم على التراجع للمنطقة الخلفية للحصول على الكرة.

امام هذا الواقع تمكن المنتخب الاسترالي من فرض سيطرته على مجريات اللعب والتقدم عبر اكثر من محور كان اكثرها فاعلية ذلك المحور الذي قاده بريسكانو من العمق احيانا ومن الاطراف احيانا اخرى بمساندة من هولمان وكروس واورا وهذا الاخير نجح في التمرير لكاهين داخل منطقة الجزاء الذي اطلقها قوية انبرى لها عامر شفيع وابعدها بصعوبة تابعها هولمان خارج الملعب.

هذه الكرة كانت بمثابة تمهيد لهدف السبق الاسترالي بخاصة ان منتخبنا لم يشكل في مرتداته اية خطورة تذكر، وبالفعل اعلنت الدقيقة 15 عن هدف استرالي ملعوب بعد ان اندفع مكاي خلف مدافعينا الذين توقفوا عن اللعب بعد ان رفع حكم الراية رايته للإعلان عن خطأ فيما امر حكم الساحة بمواصلة اللعب ومرر عرضية نموذجية الى بريسكانو الذي وضعها بقوة في الشباك معلنا تقدم المنتخب الاسترالي.

رد خجول

رد الفعل من طرف منتخبنا لم يكن بالصورة المطلوبة وجاء اقل من المتوقع، وبدلا من اللعب بأسلوب ضاغط لتخفيف العبء عن الخط الخلفي ظل الرتم بطيئا وغاب سعيد والصيفي وعدوس عن المشهد في منطقة المناورة ولم ينجحوا في فك القيود الاسترالية ليفتقد منتخبنا الى الدعم اللازم لذيب وهايل في المنطقة الامامية وهذا الاخير حاول من مجهود فردي تهديد المرمى الاسترالي بتسديدة قوية من زاوية صعبة علت العارضة قبل ان يعلن مرجان عن حضوره بتسديدة زاحفة استقرت بين يدي الحارس الاسترالي.

عامر ذيب وعدنان عدوس حاولا التركيز في انطلاقتهما عبر الركن الايمن لينجح عدوس في متابعة تمرير الذيب ويقتحم الجزاء لكنه تسرع في التمرير لأحمد هايل بدلا من التسديد وهو في وضع مناسب للتهديد.

الدفاع الاسترالي ظل مرتاحا امام هجومنا الخجول ما سمح للوكاس وميلغان التقدم الى العمق واسناد لاعبي خط الوسط عبر تكثيف التواجد في منطقة المناورة التي دانت لهم ليواصل المنتخب الاسترالي انطلاقاته بهدف تعزيز التقدم وكادت ان تنجح في مسعاها امام غياب الرقابة من لاعبينا بعد ان وجد كاهيل اخطر لاعبيها نفسه في وضع مناسب للتسجل لكن لحسن الحظ سدد بتسرع بجوار القائم بها انتهى الشوط العصيب على منتخبنا.

تحسن وتراجع

تحرر منتخبنا الوطني من ضغوطات الشوط الاول واستهل الشوط الثاني بصورة مغايرة لبدايته في الاولى وفرض ايقاعه وان كان على فترات، وتمكن عامر ذيب وخليل بني عطية الذي تبادل الادوار مع عدوس في وسط الملعب من تشكيل جبهة هجومية مؤثرة ازعجت الدفاع الاسترالي فاندفع ذيب وراء كرة عدوس ومرر لهايل لكن لوكاس تدخل في الوقت المناسب وقفز احمد هايل اعلى من اوجونوفيسكي وسدد رأسية قوية علت العارضة بسنتمترات.

تعامل المنتخب الاسترالي مع التحسن الذي طرأ على اداء منتخبنا بكثير من الحذر وتراجع فريسكانو وكروس في احيان كثيرة الى الخطوط الخلفية ليواصل منتخبنا ايقاعه الهجومي عبر انطلاقات عدنان عدوس الذي تحسن اداؤه كثيرا بعد ان استعاد مرجان دوره في قيادة الالعاب بالصورة المعهودة الى جانب تحسن المردود الهجومي لشادي ابو هشهش وعامر ذيب، وكاد سعيد مرجان ان يسجل بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء لكن كرته علت العارضة وجرب عدوس حظه بتسديدة ذهبت بجوار القائم.

وبما ان القاعدة تقول ان من لا يسجل فإن شباكه ستهتز فإن شباك منتخبنا تلقفت الهدف الثاني بعد هجمة مرتدة نموذجية قادها البديل ارشي الذي مرر عرضية نموذجية الى كاهين غير المراقب الذي وضعها في شباك شفيع في الدقيقة 60 .

تبديل وانهيار

لجأ عدنان حمد الى اوراقه البديلة لإيجاد حلول جديدة للضغط على الدفاع الاسترالي الذي تمكن من السيطرة على محاولاتنا وخشية انهيار الجدار الدفاعي، فدفع ياسين البخيت مكان عامر ذيب وحمزة الدردور مكان عدي الصيفي، لكن لم يتغير الحال على ارض الملعب وبدأ لاعبونا في استعجال الوقت للاعلان عن النهاية بخاصة ان المد الاسترالي تواصل بصورة واضحة في غياب اية رقابة فعلية على مفاتيح اللعب الاسترالية لينهار دفاعنا تماما قبل ان يسجل كروز الهدف الثالث بتسديدة ساحقة في الدقيقة 76.

وقبل ان يستفيق منتخبنا من صدمة الهدف الثالث تعرض لصدمة اكبر من رأسية المدافع لوكاس نيل الذي تفوق على عدوس في الارتقاء وسجل الهدف الرابع في الدقيقة 83 ليضطر حمد بعدها الى اخراج عامر شفيع الذي انقذ هدفا محققا للمحافظة عليه للقاء عمان الاسبوع المقبل خشية ان ينال البطاقة الصفراء وينتهي اللقاء بفوز استرالي ساحق.

حمد: الفرصة قائمة

المدير الفني لمنتخبنا عدنان حمد اكد خلال المؤتمر الصحافي الذي اعقب المباراة ان فرصة منتخبنا في التأهل ما زالت قائمة من خلال المركز الثالث وقال: رغم مرارة الخسارة وقسوتها الا اننا يجب ان نفكر بواقعية فالفرصة ما زالت سانحة للتعويض وامل ان نرتب اوراقنا سريعا ونبدأ في التحضير للمبارة الاخيرة امام عمان -وان شاء الله- سنتمكن من التعويض.

وعن اداء لاعبي المنتخب قال حمد: لم يقدم اللاعبون ما لديهم وظهروا في حالة غريبة وبدا عليهم التوتر من بداية اللقاء ومع اننا نجحنا في العودة الى اجواء المباراة في بداية الشوط الثاني وصنعنا فرصتين الا ان الهدف الثاني قتل طموح لاعبينا بالتعديل ومؤكد ان تتأخر بهدفين امام فريق كبير يجعل مهمتك شبه مستحيلة في العودة. وعن خروج عامر شفيع قال حمد: هو تبديل احترازي فعامر لديه انذار وكنا نخشى ان ينال الثاني بخاصة في ظل التوتر الذي ظهر عليه ونحن حريصون على وجوده في المباراة المقبلة.

وعن منتخب استراليا قال: استراليا لعبت واحدة من افضل مبارياتها واستفاد الفريق من ارضية الملعب التي تعمدوا رشها بالمياه قبل اللقاء لأنهم معتادون على اللعب في اجواء ماطرة.

اما مدرب استراليا اوسيك فقال : ادينا مباراة طيبة للغاية وكنا الطرف الافضل وتمكنا من استثمار الفرص التي لاحت امامنا بصورة مثالية وسنبدأ الاستعداد للقاء العراق اعتبارا من يوم غد وسنعمل بتركيز عالي بعد ان قطعنا الخطوة الاهم في مشوار التأهل. وعن المنتخب الاردني قال: توقعنا ان نواجه مصاعب اكبر بخاصة ان الفريق يملك طموحا كبيرا في التأهل لكننا كنا موفقين في التكتيك الذي اتبعناه في المباراة وأوجدنا فرصا كثيرة للتسجيل.

باسم يغيب

وبحصوله على الانذار الثاني فإن الظهير الايسر لمنتخبنا باسم فتحي سيغيب عن مباراة المنتخب الاسبوع المقبل مع عمان، وكان شبح الانذار يطارد ثمانية لاعبين منتخبنا ويتهددهم الايقاف لو حصلوا على انذارات في مباراة أمس.

فوز اليابان على العراق

تغلب المنتخب الياباني امس على نظيره العراقي بهدف نظيف احرزه شينجي اوكازاكي في الزفير الاخير من عمر المباراة التي شهدتها العاصمة القطرية الدوحة.

وبهذه النتيجة عزز المنتخب الياباني صدارته لسلم الترتيب العام للمجموعة الآسيوية الثانية برصيد (17) نقطة فيما تجمد رصيد المنتخب العراقي عند (5) نقاط فقط ليفقد فرصة المنافسة على التأهل الى مونديال البرازيل رسمياً.