منتخبنا الوطني يفوز على نيوزلندا بهدف
اطمأن منتخبنا الوطني لكرة القدم على جاهزيته للقاء استراليا الحاسم في تصفيات كأس العالم البرازيل 2014 بتحقيق الفوز على مستضيفه النيوزلندي 1- صفر في المباراة الدولية الودية التي جرت امس في اوكلاند في ختام المعسكر التدريبي الذي اقامه منتخبنا هناك استعدادا للجولة قبل الاخيرة من تصفيات الدور الحاسم.
عدي الصيفي الذي سجل هدف منتخبنا الوحيد في المباراة مترجما سيطرته المطلقة على اللعب، حول الليلة الباردة التي شهدتها اوكلاند والامطار الغزيرة التي هطلت على المدينة الى ليلة صيفية دافئة لمنتخبنا الذي قدم عرضا مقنعا وتفوق على المنتخب المضيف اغلب مراحل المباراة واهدر اكثر من فرصة محققة لزيادة الغلة التهديفية.
ويتوجه منتخبنا الوطني الى استراليا اليوم ليبدأ الفصل الاخير من استعداداته للمواجهة الحاسمة مع الكنغر الاسترالي حيث يستكمل الجهاز الفنية برنامجه الاستعدادي حتى موعد المباراة في 11 الشهر الجاري.
الاردن(1) نيوزلندا (صفر)
اختصر منتخبنا فترة جس النبض الى دقائق معدودة مسجلا تفوقه المبكر على المنتخب النيوزلندي , فما ان اعلنت ساعة المباراة مرور ثلاث دقائق على البداية حتى اندفع عامر ذيب من الركن الايمن ومرر كرة عرضية الى احمد هايل الذي هيأها بدوره الى المندفع عدي الصيفي الذي اطلقها زاحفة استقرت في الزاوية البعيدة للحارس معلنة هدف السبق لمنتخبنا.
مفاجأة الهدف اربكت المنتخب النيوزلندي الذي حاول ان يبادل منتخبنا بعدها الهجمات لكن بدا واضحا ان لاعبيه افتقدوا التركيز المطلوب لتعديل الكفة ليواصل منتخبنا اندفاعه في محاولات جادة للتعزيز وكاد الصيفي مجددا ان يسجل بعد تمريرة مثالية من احمد هايل لكن كرته مرت بجوار القائم.
منتخبنا نجح في ان يفرض ايقاعه على الملعب بعد ان اجاد اغلاق المنطقة الخلفية بالتحركات السليمة لمحمد مصطفى وانس بني ياسين في العمق الدفاعي واللذين شكلا حصنا متينا امام مرمى شفيع فيما شكلت تحركات شادي ابو هشهش في وسط الملعب غطاء مناسبا لتحركات سعيد مرجان الذي ابدع في صنع الالعاب والتنويع في عمليات البناء ما افسح المجال امام الثنائي عدنان عدوس وعدي الصيفي للتحرك بحرية على الاطراف في الوقت الذي لعب فيها عامر ذيب دور اللاعب الجوكر بتحركاته المكوكية لاسناد احمد هايل في المقدمة وبالعودة الى وسط الملعب لتعزيز التواجد في منطقة المناورة.
بهذا الاسلوب فرض منتخبنا افضليته وصنع فرصة حقيقية للتعزيز بلعبة منظمة بين عدوس والذيب واحمد هايل لكن الكرة مرت من هايل وهو في وضع مناسب للتسجيل.
بمرور الوقت بدأ المنتخب النيوزلندي يعود الى اجواء المباراة وتحسن اداؤه كثيرا وفاحت من هجماته الخطورة على مرمى شفيع الذي وجد نفسه مضطرا للتدخل لابعاد الخطر في اكثر من مناسبة, ومع ذلك كادت ان تهتز شباكه عندما هرب ارون كلابهام من رقابة ياسين وسدد لحظة خروج شفيع لكن كرته لحسن الحظ ذهبت بجوار القائم, ثم عاد مشهد التهديد مجددا على مرمانا عندما سدد جاك بلتر كرة قوية من حافة الجزاء علت عارضة المرمى.
تنبه منتخبنا الى الخطورة النيوزلندية وبدأ في اللعب باسلوب ضاغط خاصة في وسط الملعب الامر الذي جعله يستعيد السيطرة مجددا على اللعب دون ان ينجح في خلق المزيد من الفرص لينتهي الشوط بتقدم منتخبنا بهدف دون مقابل.
سيطرة اردنية وفرص
كاد احمد هايل ان يكرر سيناريو بداية الشوط الاول عندما لحق بكرة بني عطية خلف المدافعين واطلق كرة صاروخية تعذب الحارس سكوت في ابعادها الى ركنية.
كرة هايل اكدت ان منتخبنا سيلعب بنفس النهج في الحصة اللثانية خاصة وان رجال الخط الامامي اطمأنوا الى متانة الجدار الدفاعي بفضل تماسك فتحي وخليل وانس ومصطفى بتعززت الثقة بالاندافع عبر اكثر من محور كان اخطرها عبر عدي الصيفي الذي اكثر من تحركاته في الركن الايسر لكن محاولاتنا افتقدت الى سرعة الاسناد لتكون فاعليتها بالصورة المطلوبة ولحسن الحظ تدارك منتخبنا هذا الامر وبدأ يتحرك بطريقة اكثر مرونة فيها الكثير من السرعة ما افقد الدفاع النيوزلندي تركيزه وقدرته على فرض الرقابة , وفي ظل الحركة الدائمة لهايل وهروبه الى الاطراف لسحب الدفاع من العمق تقدم خليل بني عطية بعيدا عن الرقابة واطلق كرة نصف طائرة ابعدها الحارس سكوت بمنتهى الصعوبة قبل ان يبهر عدي الصيفي الجمهور بلعبة اكروباتية سدد فيها كرة قوية مسحت القائم وخرجت الى ركلة مرمى.
ردة فعل المنتخب النيوزلندي تجاه سيطرة منتخبنا لم تكن بالدرجة المطلوبة فاتسمت تحركات لاعبيه بالعصبية بعيدا عن التركيز وعجز ارون وبلتر وكريستس في اختراق المنظومة الدفاعية لمنتخبنا الي قادها بكل كفاءة انس بني ياسين ومحمد مصطفى.
اوراق بديلة ناجحة
وبعد ان اطمأن الكابتن حمد الى انسجام تشكيلته الاساسية بدأ في استخدام اوراقه البديلة بهدف الاطمئنان على جاهزية بقية اللاعبين ولمنح المبدلين فرصة اخذ مزيد من الراحة وخوفا عليهم من الاصابة.
هذه التبديلات لم تغير من واقع السيطرة الاردنية على اللعب بل زادت من فاعليتها فكان الخماسي عبد الله ذيب وحمزة الدردور وبعاء عبد الرحمن وعدي زهران وياسين البخيت ومحمد الدميري موفقين في القيام بأدوارهم وكاد عبد الله ذي بان يهز الشباك بعنف بتسديدة قوية ابعدها الحارس باعجوبة قبل ان يطلق سعيد مرجان قذيفة من خارج الجزاء تعملق الحارس النيوزلندي في ابعادها الى ركنية.
فيما تبقى من وقت واصل منتخبنا سيطرته على اللعب وتمكن من السيطرة على المحاولات النيوزلندية الخجولة للتعديل لتبقى النتيجة على حالها وينتهي اللقاء بفوز منتخبنا بهدف دون مقابل.
بروفة مطمئنة
المدير الفني لمنتخبنا الكابتن عدنان حمد ابدى ارتياحه التام للمردود الفني والبدني الذي قدمه لاعبو المنتخب في المباراة الى جانب رضاه عن النتيجة وقال عقب اللقاء للموفد الاعلامي: اشعر بالارتياح لأن لاعبي المنتخب نفذوا المطلوب منهم على ارض الملعب وتميزوا بالانضباط التكتيكي وهو ما كنت ابحث عنه من اقامة هذا اللقاء.
وتابع:لاشك انني كنت ابحث ايضا عن تحقيق نتيجة ايجابية في هذا التوقيت الا انني كنت انشد ان نصل الى درجة الالتزام الكامل في تنفيذ الاستراتيجيات بالصورة الصحيحة وهذا ما حدث بحمد الله, وانا سعيد جدا بقدرة اللاعبين على التفوق في الالتحامات الفردية وقدرتهم على التعامل مع ارضية الملعب الرطبة باعتبار اننا سنواجه منتخب استراليا في ظروف مشابهة لمباراة اليوم.
سمارة: سعيد بالروح القتالية
من جانبه عبر رئيس الوفد محمد سمارة عن رضاه عن اداء نشامى المنتخب في المباراة وقال: انا سعيد جدا بالروح القتالية التي لعب بها نجوم المنتخب, فقد قدموا مباراة كبيرة وسيطروا على المنتخب النيوزلندي الذي امتاز بقدراته البدنية العالية واعتقد اننا اثبتنا اننا نمتلك منتخبا قادرا على المنافسة على اعلى مستوى.
واضاف: اعتقد ان لاعبينا استفادوا كثيرا من هذه التجربة التي تعد تتويجا حقيقيا لما حصلوا عليه من فوائد فنية وبدنية قبل مواجهة استراليا التي تتطلب ان يكونوا في قمة جاهزيتهم كما كانوا اليوم.
اصابات طفيفة
تعرض نجما المنتخب احمد هايل وعدي الصيفي الى اصابتين في القدم نتيجة التدخلات العنيفة من الدفاع النيوزلندي.
الجهاز الطبي بدأ فور الوصول الى الفندق في تشخيص الاصابتين والبدء في العلاج، وبحسب الجهاز الطبي فان التشخيص الاولي يقول ان الاصابتين لا تدعوان للقلق وهما عبارة عن كدمات في العضلات.
بسرعة من اوكلاند
-الجالية الاردنية وبجانبها الجاليات العربية السعودية والكويتية والتونسية والفلسطينية شجعت نشامى المنتخب على مدار الشوطين وحملت كل جالية اعلام بلدها وهتفت للاردن في مشهد له دلالات عظيمة.
– الامطار هطلت بغزارة ليلة المباراة واستمرت كذلك حتى موعد المباراة ولحسن الحظ توقفت قبلها ولولا جاهزية الملعب وحسن تصريف المياه للعب النشامى وسط بركة كبيرة.
– عدد كبير من اطفال الاردنيين المقيمين في نيوزلندا رسموا علم الوطن على جباههم وخدودهم وتوشحوا بدفء العلم في ابهى حلة.
– الجمهور النيوزلندي تشكل في معظمه من العائلات حيث اصطحبت العائلات اطفالها الى الملعب في مشهد نتمنى ان نراه في ملاعبنا مستقبلا.
– الجمهور تهافت على طلب قمصان المنتخب من لاعبينا ولم يفلحوا سوى في انتزاع قميص الكباتن عامر ذيب وصاحب الهدف الوحيد للمباراة عدي الصيفي.