بايرن ميونيخ يتطلع للهيمنة بعد الفوز باللقب القاري
على الرغم من التغيير المفاجئ للمدرب والتلميحات بشراء مهاجم أساسي آخر يعتقد بايرن ميونيخ ان بوسعه السيطرة على كرة القدم الأوروبية لسنوات مقبلة عقب فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا أول من أمس السبت.
وضمن الهدف الذي سجله ارين روبن في الدقيقة 89 الفوز لفريقه على بوروسيا دورتموند 2-1 في أول نهائي الماني خالص لكبرى بطولات الأندية على صعيد القارة الأوروبية كما محا ذكريات بايرن المؤلمة بعد هزيمتيه في النهائي عامي 2010 و2012.
ويمكن لبطل ألمانيا أن ينافس على نيل ثلاثة ألقاب هذا الموسم عندما يخوض نهائي كأس المانيا يوم السبت المقبل أمام شتوتغارت. وفي ظل استمرار الفريق بهذا المظهر القوي فمن المتوقع ان يحقق بايرن المزيد من النجاحات في المواسم القليلة المقبلة.
وسيعتزل يوب هاينكيس مدرب بايرن (68 عاما) في نهاية الموسم بعد أن أصبح رابع مدرب ينال لقب كأس اوروبا مع ناديين مختلفين بعد ان فاز به مع ريال مدريد العام 1998.
وسيفسح هاينكيس المجال لمدرب ناجح آخر وهو بيب غوارديولا مدرب برشلونة السابق، وفي ظل انضمام ماريو غوتزه لاعب وسط منتخب المانيا وفريق دورتموند لبايرن بدءا من الموسم المقبل واحتمال ضم المهاجم روبرت ليفاندوفسكي فإن ثقة بايرن ستزداد بكل تأكيد.
وقال هاينكيس خلال مؤتمر صحفي “يجب على بايرن ان يثبت ان بوسعه مواصلة تحقيق تلك البطولات ومن المحتمل ان يكون ما حدث بداية عهد جديد لبايرن ميونيخ”.
وقبل نحو عام بدا الفريق البافاري في حالة ذهول عقب خسارته المباراة النهائية أمام تشلسي رغم تقدمه في النتيجة في بداية اللقاء الذي أقيم على ارضه. واستطاع بايرن ان يجتاز عاصفة دورتموند ليسيطر على أجواء المواجهة، وقال هاينكيس “لم نستسلم لمصيرينا (عقب الهزيمة من تشلسي). رفعنا الرهان وبذلنا المزيد من الجهد. لقد شاهدت النتيجة”.
وربما لم يكن بايرن فريقا شابا مثل دورتموند وهو ما سيترك غوارديولا ومجلس ادارة النادي امام مهمة تجديد التشكيلة، إلا أن جيلا من كبار اللاعبين مثل روبن وفرانك ريبيري وباستيان شفاينشتايغر وفيليب لام استطاع في النهاية أن يقتنص أكبر جائزة سعى إليها النادي.
وقال لام الظهير الايمن للفريق “الفريق في أفضل مراحله العمرية وأمامنا فترة مميزة. نريد الفوز بالثلاثية وعلى حد علمي فان هذا يمكن ان يستمر معنا العام المقبل ايضا”.
كما حقق بايرن الفائز بلقب كأس اوروبا خمس مرات بداية من فترة تألقه في السبعينات من القرن الماضي عندما فاز بثلاثة ألقاب متتالية نجاحا متجددا على الرغم من تغييره مهاجمه الأساسي كل موسم تقريبا.
فقد مر على الفريق مهاجمون مثل لوكا توني وايفيتشا اوليتش وماريو غوميز الذي ما يزال موجودا مع الفريق اضافة لماريو مانزوكيتش الذي لعب بشكل رائع في اول موسم وسجل الهدف الأول للفريق أول من أمس السبت عقب مرور 60 دقيقة، كما يبدو من المحتمل انتقال روبرت ليفاندوفسكي مهاجم دورتموند إلى صفوف بايرن.
اما بالنسبة لدورتموند فان خسارة النهائي وامكانية فقدانه لاثنين من افضل لاعبيه لصالح غريمه بايرن الأكثر ثراء لن يقلل من شعوره بالفخر بعد ان أثار إعجاب الكثيرين هذا الموسم من خلال سلسلة من العروض الهجومية الرائعة.
كما أن قدرة الفريق على الاستفاقة من جديد عقب بيعه عددا من لاعبيه الأساسيين بعد حصده للقب الدوري الألماني عامي 2011 و2012 يعني ان الفريق يمكن ان يظل قوة لا يستهان بها مع تطلع ألمانيا إلى أن تحل محل اسبانيا وانجلترا باعتبارها صاحبة أفضل دوري في أوروبا.
وربما تكون الخسارة المفاجئة لبايرن ميونيخ على أرضه في نهائي دوري أبطال اوروبا 2012 بمثابة النقطة السوداء في تاريخ النادي الألماني العريق لكنها كانت نقطة انطلاق نحو إحراز اللقب القاري للمرة الخامسة.
وكان بايرن تقدم بهدف على تشلسي في الدقيقة 83 وكان على أعتاب التتويج باللقب قبل أن يتعادل الفريق الانجليزي في الدقيقة 88 ويحرز اللقب بعد اللجوء لركلات الترجيح.
ولا يستطيع سوى عدد محدود من الفرق أن يتعافى بسرعة من مثل هذه الخسارة المريرة أمام جماهيره لكن بايرن استطاع أن ينتفض بسرعة كبيرة وبدأ خطوات الصعود إلى منصة التتويج، وتعاقد بايرن مع المدافع البرازيلي القوي دانتي ولاعب الوسط المؤثر خافي مارتينيز مقابل 40 مليون يورو في صفقة قياسية بالدوري الألماني.
وكان بايرن يعاني من ضعف خط دفاعه في السنوات الأخيرة لكن الثنائي الجديد سد هذه الثغرة ليتمكن الفريق من الفوز بالدوري وهو لقبه الأول في كل المسابقات منذ 2010 وبعد أن دخل مرماه 18 هدفا فقط طوال الموسم.
وأثبت ماندزوكيتش أيضا أنه صفقة ناجحة في فترة الانتقالات الصيفية بعدما نجح في دخول التشكيلة الأساسية على حساب ماريو غوميز هداف الدوري الألماني السابق.
كما استعان النادي بماتياس سامر كمدير رياضي واستطاع لاعب منتخب المانيا السابق والفائز ببطولة اوروبا أن يزرع شخصية الفوز في اللاعبين إضافة إلى الانضباط والصرامة وهو ما كان يفتقده سلفه كريستيان نرلينغر بعض الشيء.
وإلى جانب سامر استطاع هاينكيس أن يخوض موسما قياسيا في ألمانيا ويتألق الفريق تحت قيادته في أوروبا، وأمام دورتموند الغريم التقليدي لبايرن والفائز بالدوري في 2011 و2012 أثبت النادي البافاري أنه نضج كثيرا.
ولم يخسر بايرن ثقته في نفسه بعد البداية الرائعة لدورتموند في المباراة وتهديده لمرماه بفرصتين مبكرتين، وواصل بايرن عمله بقوة حتى بعدما أدرك ايلكاي غوندوغان التعادل لدورتموند من ركلة جزاء عقب ثماني دقائق من تقدم الفريق البافاري بهدف لماندزوكيتش في الدقيقة 60.
وفي الوقت الذي نال فيه الإرهاق من بايرن في المباراتين النهائيتين في 2010 و2012 لم يتوقف الفريق هذه المرة عن الضغط على منافسه وأنهى المباراة وهو الطرف الأفضل.
وحتى بعد أن أخرج دفاع دورتموند الكرة من على خط المرمى بعد تسديدة من توماس مولر اضطر رومان فايدنفيلر حارس دورتموند إلى التدخل مرتين للتصدي لفرصتين خطيرتين.
وكان روبن في أشد الحاجة بالفعل إلى أن يكون صاحب هدف الفوز بعدما أهدر ركلة جزاء في نهائي العام الماضي وبعدما تحدث كثيرون عن فشله في إحراز أي لقب كبير سواء مع ناديه أو مع بلاده حيث خسر معها نهائي كأس العالم 2010 وأضاع آنذاك انفرادا بمرمى اسبانيا، وأثبت روبن مثله مثل بايرن هذا الموسم قدرته على التعويض والرد بقوة على المشككين.
إحصاءات وأرقام من إنجاز بايرن ميونيخ
فيما يلي إحصاءات وأرقام بعد فوز بايرن ميونيخ على بوروسيا دورتموند 2-1 في نهائي ألماني خالص بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم على ستاد ويمبلي في لندن أول من أمس السبت.
• أصبح يوب هاينكيس مدرب بايرن ميونيخ رابع يفوز بكأس اوروبا مرتين بعدما توج باللقب القاري مع ريال مدريد في 1998. والمدربون الثلاثة الآخرون هم اوتمار هيتسفيلد وإرنست هابل وجوزيه مورينيو.
• أحرز بايرن اللقب القاري للمرة الخامسة بينما خسر خمس مرات من بينها مرتان في آخر ثلاثة أعوام قبل أن يحقق النجاح أول من أمس. أصبح بايرن الآن يتقاسم المركز الثالث مع ليفربول في قائمة الفائزين باللقب بينما يتصدر ريال مدريد القائمة وله تسعة ألقاب ثم ميلان بسبعة ألقاب.
• أصبحت نسبة نجاح دورتموند في النهائي 50 بالمئة بالفوز مرة واحدة والخسارة مرة واحدة.
• تبقى فرصة بايرن قائمة في الفوز بثلاثية غير مسبوقة لناد الماني إذ توج بلقب الدوري المحلي كما سيلعب نهائي الكأس في بلاده أول حزيران (يونيو) المقبل.
• شهدت التشكيلة الأساسية لبايرن أول من أمس سبعة لاعبين من الفريق الذي خاض نهائي بطولة أوروبا العام الماضي وأربعة لاعبين هم ارين روبن وفيليب لام وباستيان شفاينشتايغر وتوماس مولر سبق لهم اللعب في نهائي 2010 الذي انتهى بخسارة الفريق أمام انتر ميلان.
• أصبح بايرن النادي الثاني فقط الذي يحرز اللقب بعد عام واحد من خسارة النهائي بعدما فعلها ميلان في 1994.
– هذا أول نهائي بين فريقين من ألمانيا بينما هو الرابع بين ناديين من نفس البلد.
• نجاح بايرن في التتويج باللقب سيجعله يلعب في كأس السوبر الأوروبية مع تشلسي الفائز بكأس الأندية الاوروبية في إعادة لنهائي دوري الأبطال في 2012 في ميونيخ. -(رويترز)