0020
0020
previous arrow
next arrow

الامراض وفصولها المزعجة

وكالة الناس -ى البحث عن التشخيص ليكون الزواج مفتاحا للشفاء عنوان يتعدى حدود التركيب السحري فالحياة على سطح الكوكب الأرضي نعمة ربانية قد اُكْرمنا، فيها من الحكمة ما يشكل دافعا للاجتهاد بهدف تحقيق قفزات النجاح التي تؤهل صاحبها لارتداء ثوب السعادة التي يجب أن تمثل هدفا حصريا، نختلف بتفسير بنود دستوره بقدر الاجتهاد، وهي رحلة يسير قطارها منذ الولادة على قضبان الأمل، يتوقف بمحطات تتمثل بالأحداث والفرص وما يرافقها حيث نجتهد، ومنها أحداث يختارها الفرد بمحض إرادته، بينما البعض منها محطات إلزامية بظروفها وفصولها والتي لا ترتبط بالشكل والجنس واللون والظروف الاجتماعية والمادية، ويقيني أن تعرض البعض منا لنكسات صحية يمثل واحدة من محطات الاختبار بالعمر، ويتجسد فيها طروح الايمان بالقدر، فيختار البعض الدخول لبوابة الأمراض كمغامر ومقامر بحياته طواعية وتحديا، خصوصا لمن يعتقد بأن المحافظة على سيمفونية الصحة هي مسؤولية الدولة.
تشكل الأمراض بأشكالها وصورها فصولاً مزعجة للبعض منا وتسجل بسيرته الحياتية، خصوصا لتلك الفئة التي تغازل ظروف الحسد بايمان يتعدى حدود العقل والمنطق، في الوقت الذي سجلت الاختراعات الطبية بقدرتها على اختراق سرية الأمراض انجازات يتم توظيفها للشفاء، فالقاعدة الطبية والبديهية تتكون أساسا بالبداية بضرورة الاعتراف بوجود مشكلة صحية تحتاج لرعاية طبية تبدأ بالذهاب للطبيب لسماع الشكوى المرضية وتحليل الأعراض مرورا بالفحص السريري والفحوصات المساعدة سواء المخبرية أو الشعاعية أو الإجرائية للوصول لتشخيص المرض بأقرب درجاته للواقع، فتنتهي فصول الحكاية بوصف العلاج المناسب للشفاء، والذي يحتاج للايمان فيه بدون نواجس قطع الأمل الشفائية.
الطرق العلاجية المتداولة بصورها الشائعة تشتمل تناول العقاقير العلاجية بصورها المختلفة وغير المتناهية أو الجناح الجراحي كوسيلة جذرية مناسبة لقائمة مرضية يصعب حصرها، أو العلاج الانتظاري بقالب عامل الزمن أو الظرف أو التداوي بملزمة المقاصة العلاجية التي تشتمل على تنوع وتكامل بين وسائل الشفاء، ولكل منها محاذيره وأعراضه الجانبية التي يجب أن توازن بين فائدته وتكلفته، فاستعراض منجزات التقدم العلمي والطبي بالتحديد، والسرعة الإنجابية المضطردة لوسائل الشفاء، يمثلان تحالفا حربيا للقضاء على الأمراض يقابله ولادة قصرية لأشكال جديدة على مدار الساعة تبدأ بصورتها الفتاكة وتتحول بعامل الزمن بعد كشف أسرارها لرقم متحفي بذمة التاريخ.
للجانب النسائي (بحكم الاختصاص) مساحة لا يمكن القفز عنها أو اهمالها باعتبارها تمثل بوابة الحرص الأساسية على معطيات النصف الجميل من سكان كوكبنا، وهناك مساحة داخلية ضمن تضاريس الاختصاص للعديد من الأمراض النسائية الشائعة التي ترهق الطبيب وصاحبة الشأن بتحد يتعدى فرص التصرف لإختيارالعلاج المناسب بعد الأخذ بعين الاعتبار ظروف المرض وأبعاده لنصطدم في الغالب بالواقع الاجتماعي، فوجود صورة مرضية متكررة تسرق منا لحظات خططنا لها وصنفناها بأشكال السعادة.
المؤسف عجزنا أحيانا من التعامل معها بالسلاح الجذري لظروف شخصية لصاحبة الشكوى خصوصا عندما تكون الفتاة بمرحلة العزوبية في سنوات الإنجاب انتظارا لفارس العمر بمواصفات قد تكون مثالية ونادرة، أو وجود حاجز صحي يكون عثرة للمغامرة بقطار الزوجية والأمثلة على ذلك متعددة كأن تعاني الفتاة من نزيف رحمي مهدد ومتكرر وغير منتظم نتيجة اضطراب العلاقة الهرمونية أو اختلال المعادلة الهرمونية بين أركان المسؤولية الفسيولوجية والتشريحية، وأساس الاختلال بين الغدة النخامية (كمفرز ومتحكم بهرمونات التحريض لعمل المبيضين) والغدة الدرقية (كضابط للعمل والانضباط) والمبيضين (كمستقبل لهرمونات التحريض والتحفيز لنمو وإنتاج البويضات الأساس للحمل وإفراز الهرمونات الأساس لعنوان الأنوثة والجذب)، ومحصلة الخلل أينما كان مصدره، صورة النزيف الرحمي المزعج من حيث انعدام التوقيت والانتظام والكمية وتأثير ذلك على الحالة النفسية والصحية واحتمالية الآثار الجانبية الصحية والسلبية المهددة منها بالتحديد، بالرغم من التأكيد المتكرر وإعادة التقييم وبالنتيجة أن هذا الخلل الهرموني أمر واقع بدون خلل مرضي محدد، ووسائل العلاج قد تنجح بدرجات لضبط الأمور، وقد تفشل، حيث أن النتيجة تعتمد محاور عديدة، فيكون على الطبيب الاستعداد لتساؤل قادم قد يطرح لفظا أحيانا ولكنه يقرأ بعيون صاحبته بلغة العتب والتحليل وشكل من اشكال الانتحار الوجداني بحروف الحرمان أو تقيد حرية التصرف على مشارف عنوان الشرف ليسجل محضر العجز أحيانا بلغة المجهول.
هناك أمر صحي؛ يشكل بؤرة انزعاج ومصدر تنغيص وتقنين على تقمص السعادة ويتمثل بتشخيص مرضي لوجود بطانة الرحم الهاجرة بدون ذنب بدرجات مختلفة نصل إليها طبيا بعد سلسلة من الإجراءات التشخيصية والعلاجية بعد تحليل الشكوى المرضية وبطريقة الاستبعاد، وننجح في حالات كثيرة بالسيطرة عليه بوصف العلاج المناسب ولكنه يشكل أحيانا رمزا للتحدي والحرمان من نشوة النجاح والشفاء، بل يمثل امتحانا صعبا لقدرة التحمل والتكيف للفتاة عندما يختلط غبار الألم بقطرات الأمل، فتمطر احباطات يومية ومستقبلية تحت عنوان الخوف من الغد، لتحرمها من الانضمام لعائلة السعداء بقدر لمبرر وجود عارض صحي تطمئن به لكلمات الطبيب أحيانا ويساورها الشك لأبعد من ذلك أحيانا أخرى، ويتكرر السؤال الصعب بهمسات العين إن كان القدر أقوى من جحافل العلماء على أن نذكر بهامش الحقيقة الجانبي شطرات جنونية بتوسيع مظلة الثقافة الصحية أحيانا والاسهاب بأفق التفكير لتدخلنا بنفق الخوف من مرض العمر الذي لا يشفى دون ذكر اسمه وكأن الحياة مسلسل في حلقات وقد حان موعد الحلقة الأخيرة للجزء النهائي من سنوات العمر وحقيقة الأمر بواقعه ليست كذلك أبداً.
هناك أيضاً مرض شائع بين الفتيات يسمى «تكيس المبايض» الذي يتمثل أساسا باضطراب الدورة الشهرية واحتمالية ظهور الشعر على أجزاء الجسم المختلفة بصورة مغايرة للمألوف وخصوصا في منطقة الوجه والصدر والأطراف، يشكل عقدة شخصية بتصنيف خاص تجعل من حياة الفتاة أنموذجا مضطربا وغير مستقر، تتلبده بأجواء معتمة عناصر الخوف والخجل وعدم الاطمئنان لدرجات الأنوثة واحتمالية فقدان عنصر الجذب والانتباه للمجتمع المحيط، خصوصا بالمقارنة بالأقران وما يسبب ذلك من تضييق على مساحة الحرية بالتصرف والتمتع والتكيف والحرمان من بعض الأساسيات العمرية، خصوصا لو كانت استجابة الحالة المرضية للعلاج المعروف ليست بدرجة النجاح بعلامته الكاملة، وضمن مدى التقدير للفترة الزمنية اللازمة للعلاج والشفاء. ولا يختلف الحال عن واقع معاناة أنثوية من حالة مرضية شائعة بين الفتيات في سنوات الإنجاب والجذب تتمثل بوجود ألياف رحمية صغيرة الحجم بدرجات، تمثل بؤرة قلق وشرارة إحباط، وتعلن عن نفسها بصور مختلفة كاضطرابات الدورة الشهرية وآلامها، والنتائج النفسية والمضاعفات الصحية خصوصا لو شرد التفكير لأبعد من الحدود الواقعية بهاجس الورم السرطاني بصوره المعلنة والدفينة بين حروف الألم وهي ليست كذلك بحقيقتها، فتحصر الفتاة بحدود تفكير صعب ومحدود وغير واقعي، يتمثل برؤية الفصل الأخير من سنوات العمر بغير موعد وهو تفكير يحتاج لوأدٍ من الجذور. أن الحقيقة – هنا- لواقع القادم من الأيام أجمل وأحلى ووجود حفرة بالطريق لا يعني اليأس والاستسلام، بل يعني الاستعداد للقفز عن حواجزها بجرأة وحكمة، فبستان العمر وفضاءه ينتظران أصحاب الأمل والعمل، وغدير العمر لن ينضب، بل سيغذي الغد بالسعادة والنجاح، وتأخر فرصة العلاج الجذري لهذه الألياف لظروف الفتاة يتمثل بثوب الخوف والحرمان أو تطبيق استخدام الجزء الممنوع من صفحات العمر بقدرها. في جميع هذه الظروف الصحية وما شابهها يكون واقع التشخيص ومفاتيح العلاج مرتبط باضطراب وظيفي للمبيض و/أو الرحم وعندما تصبح الوسائل التقليدية أسلحة عاجزة وضعيفة للوصول للاستقرار الصحي وانعكاساته، ومصدر قلق وخوف وتردد، وسبب يحرم الجنس اللطيف من ابتسامة نحن بحاجة لها، فأجد أن واحدا من حلول المنطق الواقعي يتمثل بإشغال العضوين السابقين بوظيفتهما الأساسية والتي تتمثل بالحمل والإنجاب وأقصد الزواج أولاً.
الشكوى قد تمثل صورة اعتراض على الإهمال لهما، ومعنى ذلك بعد أن قرعت الجرس بجرأة أن الزواج لمبرر صحي يمثل حلاً جذريا، فالاستقرار العاطفي وضبط المعادلة الهرمونية برموزها ومحاورها، وضبط الوظيفة التشريحية بفسيولوجيتها وأبعادها والسير الصحيح بقطار العمر البشري حيث يجب، سيعيد البسمة ويطرد الخوف، وطرحي للمشكلة بهذه الصورة يستند للواقع البيئي لجسم الأنثى في الأحوال الصحية العارضة، ولا يمثل بدرجة من الفزعة والرأفة، فلكل متسقبل هرموني ظاهر أو مستتر يوجد نصفه المكمل بقرين العمر لمن تحسن الاختيار بظروف التفكير الصحيح وبعيدا عن أحلام تذوب بعد انتهاء ليلها أو ارتفاع حرارتها عن منطق المألوف. كل فتاة على الكوكب البشري ستجد الشخص المناسب للارتباط، ومن ترفض ذلك تكابر وتقامر، وإطالة الزمن بأحلام المستقبل المغلف بالخوف والخجل تمثل ورقة صحيحة بظروفها أحيانا، ولكنها قد تفقد قيمتها بعد انتهاء صلاحيتها، فالجنس الناعم قادر على تحريك المشاعر والعواطف وسببا لحروب خاضتها البشرية، وثقافة العيب أصبحت جزء من تراث الماضي بعد دفنها، فلا مبرر لإحياء ذكراها أو زراعة أشتالها وبذورها من جديد، فالزواج والاقتران مشروع الضمان للمستقبل لمن تدرك أن العمر محطات استحقاق مكملة لا يمكن ترصيده وفارس الأحلام لن يفصل بقالب الأحلام بل يحضر على منطاد النصيب أحيانا.