الطب البديل والسرطان
وكالة الناس – اغلب مرضى السرطان يتجهون للطب البديل.. واستعمال الاعشاب الطبية نتيجة لحاجتهم للعلاج.. ولكون المعالجين بالأعشاب وانواع اخرى من الطب البديل يكونون اكثر تفهما لحاجة المريض النفسية والروحية للشفاء السريع.
ومع ذلك، فإن اغلب المرضى مقتنعين من أن ممارس الطب البديل لا يعدو سوى تجارب فردية تنجح احيانا وتفشل مرات عديدة وان اغلب تجاربهم لا يتعدى النشر في كتاب أو منشور خاص بالمؤلف ولم ينشر في المجلات العلمية المحكّمة حتى يشاهدها العلماء ويبدون آراؤهم فيها بالاضافة الى سرية الخلطات العشبية التي يقدمونها للمرضى.
هناك تساؤلات كثيرة حول الطب البديل وفائدته بالنسبة لمرضى السرطان حيث شاع دور الطب البديل أو المكمل ودورهما في علاج مرضى السرطان، فلقد شاع هذا النوع من الطب بصورة كبيرة في مختلف الدول،منها الاردن والدول العربية وكثير من المرضى يلجاون للطب البديل ومنهم من يتوقف عن تناول الدواء الكيماوي ويكتفي بالطب البديل ومنهم من يلجا لاستعمال الدواء الذي ياخذه من مركز الحسين أو وزارة الصحة ويقوم بمراجعة ممارس الطب البديل وكله امل بالشفاء في الحالتين والفضل بيد الله بجميع الحالات لان المهم هو ان يشفى المريض.
ذكر الدكتور عاصم منصور في مقالة سابقة بجريدة الراي ان بعض الدراسات اشارت بأنّ حوالي 60% من مرضى السرطان يستعملون العلاج بالأعشاب بالإضافة إلى علاجات السرطان التقليدية والمعتمدة، فمعظم المرضى يلجأون لهذا النوع من العلاج ومن ضمنه الأعشاب لاعتقادهم بعدم وجود ضرر من استخدامها، كما أن كثيراً منهم يلجأون إليها نتيجة خيبة أملهم في الأدوية التقليدية في حال فشلت في إيقاف المرض فيجدون في الأعشاب الملجأ الأخير الذي يعطيهم بارقة أمل.
من اكثر الاعشاب التي يدور الحديث عنها الان نبات الشيح والقيصوم والمادة الفعالة فيهما الارتمازين تفيد في الشفاء من السرطان بنسبة كبيرة ولكن انواع السرطان كثيرة ومتعددة، واذا تم اكتشاف السرطان في بداياته كانت نسبة الشفاء كبيرة باذن الله واما اذا تاخر فالامر يزداد ونسبة من يبقون على قيد الحياة قليلة والاعمار في جميع الحالات بيد الله.
جميع من يتحدث عن فوائد الاعشاب في علاج السرطان، يتحدثون بصورة نظرية بحتة حيث تتحدث عن عدد من المرضى تناولوا الشيح او الكركم اوغيرها لمدة كافية وشفوا باذن الله .
الممارس للعلاج بالاعشاب يبيع الخلطات السرية بمبلغ ليس بالقليل مقارنة بما يدفع ثمن العلاج الكيماوي. المعلومات التي يعتمد عليها المعالج بالاعشاب ليس لها دليل علمي ملموس ومنشور في مجلة علمية وموافق عليه من قبل المؤسسات العلمية مع العلم بان هناك ادوية ماخوذة من النباتات الطبية تستعمل في علاج السرطان مثل علاج (Taxol) الشهير والذي يستخدم في علاج العديد من أنواع السرطان أهمها سرطان الثدي يتم استخراجه من شجرة الطقسوس(yew tree).
الدراسات التي تجرى على الادوية وعلى المرضى تتم من خلال جهات علمية مسؤولة بالنسبة للادوية فانها تمر من خلال عدة مراحل لضمان فعاليتها وسلامتها.
اما بالنسبة للأعشاب التي تصرف للمرضى فانها لا تمر بمراحل الدراسة التي مرت بها وكذلك بالنسبة للتجارب كما ان الاعشاب تضم عدة مكونات فقدرتها جميع العناصر الموجودة في النبتة وليس في عنصرٍ ما كما يحدث في الأدوية.
طريقة التعامل مع الحالات التي فيها لجوء المرضى للمعالجين بالاعشاب تكمن في البحث عن الاسباب التي تدفعهم لترك المراكز الصحية المعتمدة والذهاب الى معالج بالاعشاب الاعلام تعامل مع هذه الحالة من منطلقين القطاع العام والخاص.
القطاع العام تعامل بحذر معها كون الموضوع يهم افراد المجتمع.. بينما القطاع الخاص فيتعامل معها بمنطق التجارة والبحث عن الخبر والاعلان لذا فان المعلومات الواردة تكون مادتها اعلانية تهدف الى ان يستفيد منها كل من الوسيلة الاعلانية والمهتم بالموضوع.
اما بالنسبة للأوساط العلمية والرقابية الغربية فانها تعاملت مع هذا الموضوع في بداية الأمر من منطلق الرفض الكامل، لكنها طالبت بوضع قوانين صارمة تجبر منتجي هذه المواد على وضع معلومات مفصلة عن المحتويات، وطريقة العمل، والجرعة، والأعراض الجانبية كما دعت إلى إجراء تجارب علمية حقيقية للوقوف على مدى سلامة ونجاعة هذه المواد.
فعلى صعيد الدراسات العلمية لم يقدم اي معالج بالاعشاب اي دراسة علمية موثقة تثبت كلامه وكل ما يقال هو عبارة عن دراسات تحليلية للمرضى المستفيدين من المعالجة بالاعشاب مع ان المطلوب هو الربط بين المواد الفعالة في العشبة ودورها في علاج السرطان واغلب الدراسات التي يقومون بها تجرى في اماكن غير مصممة للبحث العلمي واغلب المراجع تكون مكتوبة و منشورة باللغة الصينية و تشير إلى أن بعض الأعشاب الصينية يمكن أن تعالج بعض أنواع السرطان أو تخفف من الآثار الجانبية لبعض أدوية السرطان. لكن هذه الدراسات ضعيفة وغير علمية، وما يشاع من تجارب اجريت على النبات تكون بالنسبة للحيوانات في المختبرحيث اظهرت بعض النشاط ضد الخلايا السرطانية على حيوانات التجارب.
أخيراً، الاعشاب مفيدة طبيا ولكن تنقصها الادلة العلمية التي تثبت فعاليتها على علاج السرطان، كما يجب الفصل بين المعالجة بالاعشاب والعلاج الكيماوي لان الربط بينهما قد يؤدي الى حدوث مضاعفات على صحة المريض وفي جميع الحالات يجب ان لا يسمح لراغبي الثراء السريع بالتكسب على حساب صحة المرضى.