السكريات الأحادية بين حدّين طاقة آنية تلبي حاجة الجسم من 30 إلى 60 دقيقة على الأكثر
تعتبر السكريات أحد أهم المصادر التي تمد الجسم البشري بالطاقة، وهي تقسم من الناحية الكيماوية إلى ثلاث مجموعات: السكريات الأحادية، والسكريات الثنائية، والسكريات المعقدة، وفقاً لـ صحيفة “الحياة”.
والسكريات الأحادية هي من أبسط أنواع السكريات على الإطلاق نظراً إلى سهولة هضمها، وسرعة ذوبانها في الماء، وسرعة امتصاصها من الأمعاء إلى مجرى الدم، وسهولة أكسدتها لتحرير السعرات الحرارية اللازمة للخلايا.
وتضم السكريات الأحادية ثلاثة سكاكر رئيسة, يأتي في مقدمتها سكر الغلوكوز، ويطلق عليه اسم سكر الدم، وهو يعتبر الغذاء الرئيس للمخ وكريات الدم الحمراء، ويكون على شكل سكر طبيعي في الغذاء، مثل العسل والفواكه، كما يمكن الجسم الحصول عليه من الأغذية الغنية بالكربوهيدرات، مثل الأرز، والبطاطا، والخبز، والحبوب، والحليب.
وبعد تناول الوجبات يتم امتصاص الغلوكوز لينتقل مباشرة إلى مجرى الدم ومن ثم إلى الخلايا التي تستخدمه كمصدر للطاقة. ويساعد هرمون الأنسولين على دخول الغلوكوز إلى الخلايا.
ويتم تخزين الغلوكوز الزائد عن حاجة الجسم في العضلات والكبد على صورة سكر معقد اسمه الغليكوجين، الذي تتم الاستعانة به في الحالات الطارئة التي ينقص فيها مستوى السكر في الدم إلى درجة تشكل خطراً على صاحبه.
ويأتي سكر الفركتوز ثانياً، وهو يتوافر بغزارة في العسل والفواكه، ويتميز في تفوق حلاوته على السكريات الأحادية الأخرى.
وينصح بسكر الفركتوز للمصابين بالداء السكري نظراً لقلة تأثيره على مستوى السكر في الدم.
وتعود أهمية سكر الفركتوز إلى إمكانية الجسم أن يحوله إلى سكر الجلوكوز لإنتاج الطاقة، ويعتبر سكر الفركتوز الموجود في عسل النحل من أفضل السكريات التي تعطي السعرات الحرارية، لكن يجب عدم التمادي في تناوله بكميات كبيرة، لأن الجسم يستطيع أن يحوله إلى سكر الغلوكوز، فالفائض من هذا الأخير يتحول إلى سكر الغليكوجين الذي يخزن في الكبد والعضلات، وعندما يطفح الكيل في هذه المخازن بحيث لا تقدر على استيعاب الكميات الزائدة من الغلوكوز يتحول إلى دهون تترسب تحت الجلد وحول الأعضاء الداخلية وفي جوف البطن والقفص الصدري، وينتج عن هذا زيادة الوزن وبالتالي الإصابة بالسمنة.
وأما سكر الغالاكتوز، فلا يوجد في الطعام، لكن يتم تصنيعه في الغدد المنتجة للحليب في الجسم. كما يمكن الجسم أن يحول الغالاكتوز إلى سكر الغلوكوز.
لاشك في أن السكريات الأحادية تمد الجسم بالطاقة التي يحتاج إليها في الحال، لكنها طاقة آنية تلبي حاجة الجسم من 30 إلى 60 دقيقة على الأكثر.
إن السكريات الأحادية ترفع مستوى السكر في الدم بسرعة، لكنه لا يلبث أن يتهاوى بسرعة أيضاً ما يجعل الشخص يشعر بالجوع فيضطر إلى تناول المزيد منها، وإذا ما استمر الشخص على هذه الحال لمدة طويلة فإنه عاجلاً أو آجلاً ستظهر بوادر مقاومة هرمون الأنسولين فيعجز هذا الأخير عن القيام بعمله على أحسن ما يرام ما يفتح الباب أمام مرض المتلازمة الاستقلابية.
إن السكريات الأحادية توجد بوفرة في العسل، والفواكه، والحلويات، والمربيات، والعصائر المصنعة، والمشروبات السكرية والغازية وغيرها، ولا بأس من التزود بها خصوصاً في بداية النهار من أجل شحذ الجسم والعقل بالطاقة الفورية التي تجعلنا نحس بشعور أفضل كي نكون على أهبة الاستعداد على صعيد التركيز والتفكير، لكن يجب الحذر من استهلاكها بكثرة لأنها قد تعطي عكس ما نرجو منها فتضعف الذاكرة، وربما تجعلنا أغبياء.
ومن أجل التصدي لمفعول السكريات الأحادية الضار على خلايا الدماغ، فإنه ينصح بتعزيز وجود الأطعمة المليئة بالأوميغا-3 مثل المكسرات، وسمك السلمون، وزيت الزيتون.