مادة يحتاجها لقاح كورونا المنتظر لإنقاذ العالم.. تعرف عليها
وكالة الناس – مع توارد الأخبار السارة بشأن النتائج المبشرة لجهود إنتاج لقاحات ضد فيروس كورونا “كوفيد 19″، أصبحت هناك مادة محل اهتمام دول العالم للحصول عليها.. وهي الثلج الجاف (Dry ice).. فما علاقتها بمكافحة الوباء؟
وخلال الأيام الماضية أعلنت شركتا فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية أن لقاحهما المشترك فعال بنسبة 95% للوقاية من كوفيد-19، كما أعلنت شركة موديرنا الأمريكية نتائج مماثلة (فعالية بنسبة 94.5%) للقاح يقوم على التقنية نفسها.
وتقدمت شركتا فايزر و”بيونتيك” أمس بطلب للحصول على موافقة عاجلة على لقاحهما من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ومن المقرر مبدئياً عقد اجتماع للجنة الاستشارية لمراجعة اللقاح في أوائل ديسمبر.
وتخطط “فايزر وبيونتك” بعد الحصول على التراخيص اللازمة للقاحهما ضد كورونا، لشحن ما يصل إلى 1.3 مليار جرعة العام المقبل، إلا أن اللقاح المنتظر يحتاج حفظه في درجة حرارة نحو 70 درجة مئوية تحت الصفر أثناء نقله، ودرجة الحرارة هذه أبرد بمقدار 50 درجة مئوية من أي لقاح آخر يستخدم حالياً، بحسب تقرير لموقع الجزيرة نت اليوم.
وفي المقابل، فإن لقاح شركة مودرنا الأمريكية يمكن الاحتفاظ به في المجمدات المتوفرة عادة في الصيدليات، وفي الثلاجة لمدة 30 يوماً، ولكن المشكلة أنه من المحتمل أن تكون كمية جرعات لقاح موديرنا أقل من جرعات لقاح فايزر المتاحة خلال العام المقبل، وذلك وفقاً لتقرير لشبكة “سي إن إن” (CNN).
وأوضح موقع الجزيرة نت أن الثلج الجاف هو الشكل الصلب من ثاني أكسيد الكربون (carbon dioxide)، وتكون حرارته نحو -78 درجة مئوية، ويستخدم كعامل تبريد.
وأشارت إلى أن سبب أهمية الثلج الجاف في حفظ لقاح كورونا، يعود إلى أن لقاح فايزر يتكون من المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، وتسمى “الحمض النووي الريبوزي المرسال” (messenger RNA) أو “إم آر إن إيه” (mRNA)، لبرمجة خلايا الشخص لإنتاج نسخ عديدة لجزء من الفيروس، تطلق هذه النسخ إنذارات في جهاز المناعة، وتحفزه على الهجوم إذا حاول الفيروس الحقيقي الغزو.
وهذه المادة تكون مغلفة في كريات دهنية صغيرة وهشة للغاية، مما يتطلب تخزينها في درجة الحرارة المنخفضة هذه للحفاظ على استقرارها، وفقا لتقرير لموقع “يو إس إيه تودي” (usatoday).
والأربعاء الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة “بيونتك” أوغور شاهين في تصريح لشبكة سي إن إن “نحن نعمل على صياغة تسمح لنا بشحن اللقاح حتى في درجة حرارة الغرفة. نعتقد أنه في النصف الثاني من عام 2021 سنكون قد توصلنا إلى صيغة يمكن مقارنتها بأي نوع آخر من اللقاحات”.
ووفقاً للمعطيات الحالية، فقد طورت فايزر “شاحناً حرارياً” -وفقاً لتقرير نشرته “سي بي إس نيوز” (cbsnews)- لنقل وتخزين لقاحها، وهو صندوق شحن بحجم حقيبة اليد، ويحتوي على ثلج جاف، مع جهاز يحتوي على نظام تحديد المواقع العالمي “جي بي إس” (GPS)، ويراقب درجة الحرارة باستمرار، ويستوعب كل “صندوق تبريد” ما لا يقل عن ألف جرعة لقاح.
ولذلك يخشى البعض من أن مصانع الثلج الجاف في العالم لن تتمكن من تلبية الاحتياجات التي ستحتاجها دول العالم للحفاظ على برودة سلاسل التبريد والتوزيع.
ويمكن حفظ اللقاح في المجمدات الفائقة (ultracold freezers)، التي تكون موجودة في المراكز الطبية الكبرى، والمستشفيات، ولكنها لا تكون متوافرة في عيادات الأطباء أو المراكز الصحية في الأرياف، وهذا أيضاً ينطبق على البلدان النامية.
ولكن المجمدات الطبية فائقة البرودة ليست رخيصة الثمن (Medical-grade ultracold freezers)، فمثلاً المجمد العمودي بحجم ثلاجة منزلية كبيرة ثمنه نحو 25 ألف دولار.
كما أن التعامل مع هذه المجمدات ليس سهلاً؛ ففتح باب هذا المجمد لا يشبه فتح باب الثلاجة لتناول وجبة خفيفة، فبمجرد فتح الباب تظهر موجة من الضباب، ويجب ارتداء القفازات والأكمام الطويلة للحماية من حروق المجمد من الوحدة نفسها أو العناصر الموجودة داخلها.