تعرف على فوائد واهمية تناول الزبادي في السحور
وكالة الناس – مع دخول شهر رمضان المبارك يصبح الزبادي مكونًا أساسيًا على مائدتنا، ولعل هذه من العادات الغذائية الحميدة القليلة التي اعتدنا على فعلها خلال شهر رمضان، لكن تُرى، ما الفوائد التي تدفعنا للتمسك بهذه العادة، والانتظام عليها؟ ما هي فوائد تناول الزبادي ؟ وما أهميته في السحور؟ وما الأنواع التي تناسب احتياجاتنا الغذائية والصحية؟ كل هذه الأسئلة، وأكثر سوف نجيب عليها في السطور القادمة، بإذن الله في جولة مع الزبادي في رمضان. فوائد تناول الزبادي في رمضان.
لكي نفهم فائدة الزبادي علينا أولًا أن ندرك أن الزبادي ليس مجرد كوب يحتوي على بعض اللبن؛ إذ إن الزبادي يعتبر نتاج عملية بيولوجية، تقوم بها بعض أنواع البكتريا الطيبة المسماة برو-بيوتك، وتقوم هذه العملية على معالجة الألبان لتصبح في صورة متجبنة نوعًا ما، والتي تختلف أسماؤها من مكان لآخر، لكن من أشهر أسمائها في الدول العربية هو الزبادي أو اللبن الرائب.
أهم الفوائد في الزبادي:
– البرو- بيوتك تساعد على الهضم؛ إذ إن هذه الكائنات الصغيرة، التي لا ترى بالعين المجردة، تساعد في التكسير الجزئي، لمكونات طعامنا في الجهاز الهضمي، مما يحسن من عملية الهضم، وبعض أنواع البرو- بيوتك في الزبادي، تساعد على تخفيف الإسهال، الذي يظهر كتأثير جانبي لبعض المضادات الحيوية.
– يساعد الزبادي على تنظيم حركة الأمعاء وتخفف من حدة الإسهال.
– يساعد على سرعة شفاء بعض أنواع عدوى الجهاز الهضمي.
– يساعد الزبادي على تخفيف أعراض القولون العصبي.
– بعض الدراسات تشير إلى أن مكونات الزبادي لها دور في تدعيم مناعة الجسم، ولكن آليات ذلك ما زالت غير واضحة بشكل كامل.
– يساعد الزبادي على الوقاية من هشاشة العظام، لأنه غني بالكالسيوم، وتزداد فائدتها في الأنواع المدعمة بـفيتامين د أيضًا؛ لما لهما من دور محوري في الحفاظ على صحة العظم.
– يساعد الزبادي أيضًا على الشعور بالشبع، والامتلاء لفترة أطول خلال ما بعد الإفطار.
– تشير بعض الدراسات، إلى أن تناول الزبادي بانتظام، يساعد على ضبط معدلات ضغط الدم
– تناول الزبادي منخفض الدسم يساعد في ضبط نسب الكولسترول، في الحالات المتوسطة من ارتفاع الكولسترول.
بناء على السطور السابقة يمكن التنبوء بسهولة بالفوائد الكبيرة للزبادي في سحور رمضان والتي تشمل: (تسهيل عملية الهضم / الزبادي منزوع الدسم يحميك من أعراض الحموضة ليلاً / الزبادي يضمن لك الحصول على كمية كافية من الكالسيوم، بصرف النظر عن باقي الأغذية التي تناولتها خلال فترة ما بعد الإفطار / الزبادي يساعد بشكل غير مباشر على النوم المريح، لما له من تأثير وقائي ضد الحموضة).
طريقة عمل الزبادي في رمضان: تختلف الطريقة الدقيقة لعمل الزبادي في المنزل من وصفة لأخرى، ولكن المبادئ العامة لها هي: (إحضار كوب زبادي جاهز يحتوي على البرو-بيوتك، التي سوف تساعد في تحضير كمية الزبادي،
إحضار كمية اللبن، التي سوف تستخدم لعمل الزبادي، ثم إضافة المكونات السابقة لبعضها، ووضع الخليط في أكواب صغيرة، تم توضع في درجة حرارة دافئة لساعتين، لتنشيط عمل البكتريا، بعد أن يصبح الزبادي جاهزا، يمكن وضع بعض الإضافات له، مثل قطع الفواكه الصغيرة، ويخزن الزبادي في الثلاجة لحين تناولها).
فوائد الزبادي للبشرة في رمضان: يساعد الزبادي على الحفاظ على صحة الجلد، لاحتوائه على العديد من الفيتامينات والأملاح المعدنية المتنوعة، كما أن دورها في الهضم يساعد على استفادة الجسم من كافة العناصر الغذائية التي يحصل عليها في طعامه، وهو ما ينعكس على الجلد بزيادة نضارته وصحته.
فوائد تناول الزبادي قبل النوم: يساعد الزبادي على النوم الهادئ بعد السحور، لما لها من تأثير مهدئ لأي ارتجاع حمضي مزعج، بالإضافة إلى تأثيرها الخاص بدعم السير السلس لعملية الهضم، ولكن هذا مشروط بأن يكون الزبادي منزوع الدسم؛ حيث إن نسبة الدهون في الزبادي كاملة الدسم، يمكن أن تؤدي إلى آثار عكسية يصاحبها حموضة مزعجة بعد تناولها، كذلك يجب الحرص على غسل الأسنان بعد تناول الزبادي، وقبل النوم من أجل صحة الفم، والأسنان وتجنب التسوس.
فوائد تناول الزبادي للأطفال: تتمثل فائدة الزبادي الأساسية للأطفال في أنها تضمن حصولهم على كميات كافية من الكالسيوم خلال شهر رمضان، خاصة مع تغيرات نمط التغذية المصاحبة للصيام التي قد يترتب عليها نقص في إمداد الطفل باحتياجاته اليومية من الكالسيوم، وهذا المحتوى الغني للكالسيوم في الزبادي يضمن صحة العظام والأسنان خلال نمو الأطفال، وتزداد الفائدة إذا كان الزبادي مدعم بفيتامين د، ويساعد الزبادي على تجنب مشاكل الإمساك، وعسر الهضم لدى الأطفال.
حمية الزبادي لخسارة وزن برمضان: حمية الزبادي لا يقصد بها الاعتماد على الزبادي وحده كطعام، بهدف إنقاص الوزن، ولكن هذا المصطلح يستخدم للدلالة على أهمية وفاعلية دمج الزبادي في أي خطة غذائية، تهدف لفقد الوزن في رمضان أو بعد رمضان.
وشروط الاستفادة الصحيحة من الزبادي في الحمية ما يلي:
– الاعتماد على الزبادي منزوع الدسم.
– عدم إضافة سكر عادي للزبادي.
– الحرص على دمج الزبادي مع خضروات ورقية بما يعطي شعورًا بالشبع.
– الحرص على تناول فواكه وخضروات متنوعة بشكل يومي، لإمداد الجسم، باحتياجاته من الفيتامينات والأملاح المعدنية المختلفة.
– ضبط كمية الزبادي اليومية، بما يتناسب مع خطة السعرات؛ لأن الزبادي أيضًا تحتوي على سعرات حيث يعطي كل 100 جرام من الزبادي منزوع الدسم، حوالي 50 سعر حراري.
– عدم تجاهل أهمية ممارسة الرياضة كجزء محوري في خطة فقدان الوزن.
زبادي كامل الدسم أم منزوع الدسم؟ (عوامل اختيار الزبادي)، محتوى السعرات الحرارية للزبادي:
– كل 100 جرام من الزبادي كامل الدسم، تحتوي حوالي 65 سعرًا حراريًا
– كل 100 جرام من الزبادي منزوع الدسم، تحتوي حوالي 50 سعرًا حراريًا
– محتوى الدهون في الزبادي
– كل 100 جرام من الزبادي كامل الدسم، تحتوي حوالي 3 جرامات من الدهون
– كل 100 جرام من الزبادي منزوع الدسم، تحتوي أقل من 0.2 جرام من الدهون
محتوى الكالسيوم في الزبادي:
– كل 100 جرام من الزبادي كامل الدسم، تحتوي 12% من احتياجات الإنسان اليومية من الكالسيوم
– كل 100 جرام من الزبادي منزوع الدسم، تحتوي 20% من احتياجات الإنسان اليومية من الكالسيوم
محتوى البروتين في الزبادي:
– كل 100 جرام من الزبادي كامل الدسم، تحتوي 3.5 جرام بروتين، بما يقارب 7% من احتياجات الإنسان اليومية من البروتين
– كل 100 جرام من الزبادي منزوع الدسم ،تحتوي 5.5 جرام، بما يقارب 10% من احتياجات الإنسان اليومية من البروتي
والاختيار النهائي يكون وفقًا لهذه العوامل على أساس: (احتياجاتك اليومية من السعرات الحرارية / احتياجاتك اليومية من الكالسيوم / احتياجاتك اليومية من البروتين).
هل الزبادي يمكن أن يسبب حموضة؟!
المعتقد الشائع أن الزبادي بكافة أنواعه تحارب الحموضة هو معتقد غير دقيق؛ حيث يتجاهل جزء مهم من المعلومة، وهو أن الزبادي منخفضة الدسم، هي التي تحارب الحموضة، أما الزبادي كامل الدسم، فقد تساهم بمحتواها من الدهون في زيادة أعراض الحموضة، وارتجاع المرئ بعد تناولها.
كذلك فإن الزبادي منزوع الدسم لا تعتبر خلطة سحرية للحماية من الحموضة بنسبة 100% بمفردها؛ بل إن الأمر أيضًا يرتبط بالالتزام بباقي الإرشادات العامة التي تحمي من الحموضة، وأهمها ضبط كميات الطعام وعدم النوم بعد الأكل بأقل من ساعتين؛ حيث إن تجاهل هذه النصائح المهمة قد يجعل الزبادي وحده غير قادر على تخفيف أعراض الحموضة، خاصة في حالة الوجبات الدسمة كبيرة الحجم.
متى تمتنع عن تناول الزبادي؟
رغم فوائد تناول الزبادي الكثيرة، ودورها في دعم صحتنا، إلا أن هناك بعض الاستثناءات البسيطة، التي ينبغي فيها عدم تناول الزبادي، ومراجعة الطبيب قبل تناوله، ومن هذه الحالات:
تناول أدوية تثبيط المناعة: بعض الحالات المرضية تتطلب تناول أدوية تخفض من قدرة الجهاز المناعي بشكل مؤقت بهدف علاجي، وهذا يتداخل مع المكونات الحيوية للزبادي وهي البرو-بيوتك؛ حيث إن هذه البكتريا، التي وصفناها بالطيبة في بداية مقالنا، يمكن أن تتصرف بشكل غير متوقع، إذا رأت فرصة سانحة من عدم سيطرة الجهاز المناعي على مجريات الأمور كما ينبغي.
تناول المضادات الحيوية: تتداخل منتجات الألبان بشكل عام مع قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص بعض أنواع المضادات الحيوية، مثل التيتراسيكلين، والسيبروفلوكساسين، مما يؤثر بشكل سلبي على كمية الدواء، التي تمتص وتدخل مجرى الدم، لتقوم بتأثيرها العلاجي، ولكن هذه المشكلة يمكن تجنبها ببساطة، بالحرص على وجود فاصل زمني في حدود ساعتين بين تناول الزبادي، وبين موعد الدواء.
هكذا يتضح لنا أهمية الحرص على دمج الزبادي، خاصة منزوع الدسم في خطتنا الغذائية في رمضان بشكل خاص، وفي باقي أيام السنة بشكل عام، بما يساعدنا في الحفاظ على صحة أفضل بإذن الله.