وكالة الناس – نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلتها نيكولا ديفيس، تقول فيه إن على الآباء عدم السماح لأطفالهم بأخذ هواتفهم وغيرها من الأجهزة الإلكترونية إلى غرف النوم، أو استخدامها خلال أوقات الوجبات، بحسب ما ينصح به كبار الأطباء في المملكة المتحدة.
ويشير التقرير، إلى أن هاتين النصيحتين جاءتا جزءا من ثماني نصائح وجهها كبار الأطباء في المملكة المتحدة لأولياء الأمور لإدارة استخدام أبنائهم للتكنولوجيا.
وتنقل الكاتبة عن كبيرة مسؤولي الصحة في إنجلترا سالي ديفيس، قولها: “يمكن أن يكون للوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت فوائد جمة لهم، موفرا فرصا للتعلم وتطوير المهارات، يوفر لهم أيضا مكانا للحصول على الدعم والمعلومات.. لكن نحتاج إلى اتخاذ إجراءات احترازية، وستدعم نصائحنا الأطفال لجني تلك الفوائد وتحميهم من الأضرار”، وفقا لترجمة صحيفة “عربي21”.
وتلفت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي قال فيه الفريق إنه ليس هناك ما يكفي من الأدلة لإصدار إرشادات حول المدة التي يمكن للأطفال قضاؤها على الإنترنت أو أمام الشاشات، إلا أن هناك أدلة للنواحي الأعم من استخدام الاطفال للتكنولوجيا، بناء على ما قد تؤثر عليه من الأنشطة المفيدة، بما في ذلك النوم.
ويفيد التقرير بأن من بين النصائح لأولياء الأمور أن يذكروا أطفالهم بألا ينظروا في الشاشات في الوقت الذي يقطعون فيه الشارع، وأن يطلبوا منهم إعلامهم عن الأغراض التي يستخدمون أجهزتهم لأجلها.
وتستدرك ديفيس بأن هناك لوما أيضا لأولياء الأمور، ففي الوقت الذي يطلب منهم أن ينبهوا أطفالهم لإمكانية سوء استخدام الصور والنصوص والفيديو على الإنترنت، فإنه يطلب منهم أن يحدوا هم أيضا من مشاركتهم الزائدة.
وتورد الصحيفة نقلا عن التوصيات، قولها: “يجب على الوالدين ومن يقومون برعاية الأطفال ألا يفترضوا أن الأطفال دائما راضين عن مشاركة صورهم.. فإن كنت في شك في ذلك فلا تحمّل الصور”.
وينوه التقرير إلى أن هذه التوصيات تأتي بعد أيام من إشارة تقرير صادر عن لجنة العلوم والتكنولوجيا في مجلس العموم إلى قلة الأبحاث عالية الجودة حول آثار الوقت الذي يقضيه الأطفال على الشاشات، بما في ذلك الدراسات التي تبحث في آثار استخدامات معينة للشاشات، لافتا إلى أن تعليقا من كبار المسؤولين الطبيين، تزامن مع صدور هذه الإرشادات، شدد على أهمية القيام بمزيد من الأبحاث.
وتنقل الكاتبة عن المسؤولين، قولهم بأن هناك حاجة لإجراءات مباشرة تقوم بها كل من الحكومة، وشركات مواقع التواصل الاجتماعي، وشركات التكنولوجيا، لحماية الأطفال، مشيرة إلى أن من بين مقترحاتهم قيام الشركات بتوقيع اتفاقية طوعية لقواعد التصرف لحماية الأطفال المستخدمين للإنترنت، قبل احتمال فرض قوانين جديدة.
وتذكر الصحيفة أنه كان هناك توصيات كررت ما جاء في تقرير اللجنة البرلمانية، مثل دعوة شركات التكنولوجيا لاستخدام بيانات مجهولة المصدر، “لا يتم فيها تحديد الأشخاص” لمساعدة الأبحاث، مشيرة إلى قول المسؤولين إن على الشركات التي تبيع التكنولوجيا أن تعرف المستهلك بمواصفاتها المتعلقة بسلامة الأطفال، وتعلمهم كيف يستخدمون تلك المواصفات.
ويشير التقرير إلى أن الرئيس المشترك لسلامة الأطفال على الانترنت في الجمعية الوطنية لحماية الأطفال من العنف، أندي باروز، وافق على أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات، وقال: “لمدة أكثر من عقد، فشلت كبار شركات التكنولوجيا في حمايات المستخدمين الأطفال، ولا نستطيع إضاعة المزيد من الوقت في انتظار أن يحسنوا أداءهم”.
وأضاف باروز: “نحث الحكومة على أن تسن قوانين دون تأخير تجعل شبكات التواصل الاجتماعي مسؤولة، ومعاقبتها إن فشلت في تأمين سلامة الأطفال”.
وتنقل ديفيس عن أستاذ علم النفس السريري في جامعة سري، الدكتور بوب باتون، قوله إنه من المستحيل في الوقت الحاضر تقسيم الوقت المقضي على الشاشات إلى “جيد” و”سيئ”؛ لأن ذلك يعتمد بشكل كبير على المحتوى والسياق، وأضاف: “إن تصفح موقع تواصل اجتماعي بلا هدف، ليس كالقيام ببحث لمشروع أو لوظيفة بيتيه -واضح أن هذين نشاطان مختلفان تماما- لكنهما جمعا إلى الآن معا تحت عنوان المدة التي يتم قضاؤها على الشاشة”.
وتختم “العارديان” تقريرها بالإشارة إلى النصائح الموجهة للآباء وأولياء الأمور، التي جاءت هلى النحو الآتي:
الحصول على نوعية نوم جيدة. ترك الهواتف خارج غرف النوم عندما يصل وقت النوم.
التحدث “مع الأطفال” حول مشاركة الصور والمعلومات على الإنترنت، وعن كيف يمكن التلاعب بالصور والنصوص التي تنشر.
التأكد من أنكم وأطفالكم على معرفة بسياسة المدرسة بشأن الوقت على الشاشة والالتزام به.
أخذ استراحة بعد قضاء ساعتين جالسا أو مستلقيا من استخدام الشاشة.
انصحوا الأطفال بوضع شاشاتهم جانبا عندما يقومون بقطع الشارع، أو القيام بنشاط يحتاج إلى انتباهههم التام.
تحدثوا مع أطفالكم حول استخدام الشاشات، وما يشاهدون عليها. وأي تغير في تصرفاتهم قد يكون علامة حزن، يجب التأكد من معرفتهم بأنه يمكنهم الحديث إلى شخص بالغ إن أحسوا بعدم ارتياح في استخدام الشاشة أو مواقع التواصل الاجتماعي.
يمكن جعل وقت الوجبات وقتا خاليا من الشاشات، ويستغل للحديث وجها لوجه، بحيث يمنح الكبار كامل اهتمامهم للأطفال.
محاولة استخدام مواصفات بعض الأجهزة والمنصات لحساب الوقت الذي يتم قضاؤه على الشاشة أو على مواقع التواصل.