الاردن يدعو لموقف عربي اسلامي فاعل لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية في القدس
شامل وفاعل لمواجهة الخطط والاعتداءات الاسرائيلية في القدس والمسجد الاقصى.
وقال الدكتور الخصاونة ان الاعتداءات والخطط والمكائد الاسرائيلية في القدس تستوجب تطوير مقاربة عربية اسلامية موحدة وفاعلة وشاملة بجوانبها السياسية والاعلامية والمالية والمعنوية للتصدي لهذه المكائد والممارسات الاسرائيلية .
جاء ذلك في كلمة للدكتور الخصاونة في الاجتماع غير العادي الذي عقده مجلس جامعة الدول العربية اليوم الاحد على مستوى المندوبين بناء على طلب من الاردن ودولة فلسطين لبحث سبل مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على القدس والمسجد الاقصى.
وشدد على ضرورة ان يفضي اجتماع المجلس الى تطوير مثل هذه المقاربة الفاعلة والشاملة والضرورية والكفيلة بردع كل الممارسات الاسرائيلية الخرقاء والمدانة.
وقال الدكتور الخصاونة في كلمته انه مما لا شك فيه ان مواقفنا ورؤانا ووسائلنا واساليبنا قد تتباين وتتعارض بازاء بعض الامور والقضايا، الا ان مواقفنا جميعا تتطابق ورؤانا تتماثل في كل ما يتصل بالقدس، بزهرة المدائن، وبالمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشرقية المحتلة، وخصوصا الحرم القدسي الشريف المحتل وفي القلب منه المسجد الاقصى: اولى القبلتين، واحد ثلاثة مساجد في الاسلام تشد لها الرحال، فنحن كلنا على قلب رجل واحد في كل ما يصيب القدس الشرقية المحتلة، ومقدساتها واهلها المرابطين.
وتابع ان المندوبية الدائمة للمملكة الاردنية الهاشمية، وبتوجيه من وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة ، بادرت بالدعوة لعقد هذا الاجتماع الطارئ تزامنا مع دعوة دولة فلسطين الشقيقة لعقد هذا الاجتماع، وهي الدعوة التي ثنينا عليها من فورنا، ليتسنى لنا عقد هذا الاجتماع الهام للتداول في الاعتداءات الاسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة وعليها بما في ذلك بشكل خاص في الحرم القدسي الشريف، وخصوصا في محيط المسجد الاقصى.
وقال ان هذه الاعتداءات الاسرائيلية الاثمة تشكل خروقات جسيمة وانتهاكات فاضحة لقواعد القانون الدولي العام المستقرة وكذلك لمنظومة القانون الانساني الدولي برمتها، واخلالات صارخة من جانب اسرائيل لواجباتها القانونية المترتبة على انها القوة القائمة بالاحتلال العسكري للقدس الشرقية ومقدساتها وللضفة الغربية المحتلة برمتها، مثلما انها تنتهك الجمع الوفير من قرارات الجمعية العامة ومجلس الامن الدولي التابعين لمنظمة الامم المتحدة، وهي كلها افعال تضرب بعرض الحائط ايضا كل قواعد الاخلاق والانسانية.
وقال مندوب الاردن الدائم لدى الجامعة العربية الدكتور الخصاونة اننا في المملكة الاردنية الهاشمية الاقرب لفلسطين واهلها بفعل الجغرافيا، وصلة الرحم والتمازج العميق وصلات القربى والنسب والمصاهرة والمعاناة الواحدة والمصير المتصل، كما اننا الاقرب الى القدس الشريف من منطلق الرعاية والحماية والصيانة التاريخية الهاشمية لمقدساتها الاسلامية والمسيحية التي اطرت لاول مرة عام 1924، والمنوطة اليوم بجلالة الملك عبد الله الثاني عميد البيت الهاشمي وراعي الاماكن المقدسة في القدس الشرقية وخادمها وحاميها : وهي الحماية والرعاية الهاشمية التاريخية التي تم التاكيد عليها في الاتفاق التاريخي الموقع ما بين جلالته واخية سيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في 31 /3/2013 والذي اودع رسميا لدى جامعة الدول العربية بتاريخ 22 نيسان 2013 .
واضاف اننا في الاردن نراقب عن كثب كل ما يحدث في الضفة الغربية المحتلة ونرصد بعناية فائقة كل ما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي في القدس الشرقية المحتلة من اجراءات واعتداءات تستهدف تهويدها او تغيير تركيبتها الديمغرافية او طابعها الاسلامي وهويتها العربية، ونتصدى بحزم لهذه الاجراءات والاعتداءات من خلال تعريتها في المحافل الدولية وانتاج زخم من الضغط الدولي المؤثر الذي يفرض على اسرائيل التراجع عن الكثير منها، ونتولى عبر الاوقاف الاسلامية حماية وصيانة ورعاية الاماكن المقدسة في القدس الشرقية وفي القلب منها المسجد الاقصى، ولا ابالغ بالقول بان الاوقاف الاسلامية التابعة للمملكة الاردنية الهاشمية قد لعبت وما تزال الدور المحوري الاساسي في حماية الحرم القدسي الشريف والمقدسات في القدس الشرقية وصد محاولات الاعتداء الاسرائيلية الممنهجة عليها منذ ان وقعت القدس الشرقية في براثن الاحتلال الاسرائيلي الغاشم.
وتابع لقد رصدنا في الفترة الاخيرة نمطا ممنهجا من الاعتداءات الاسرائيلية المتعددة الاوجة والاشكال في القدس الشرقية المحتلة ونحو المقدسات الاسلامية والمسيحية وفي الحرم القدسي الشريف، حيث ان وتيرة ونطاق هذه الاعتداءات الاسرائيلية قد ازدادت، واصبح السماح لغلاة المستوطنين باقتحام ساحات المسجد الاقصى المبارك – والصلاة فيها- يتم بوتيرة منتظمة تحت ناظر سلطات الاحتلال الاسرائيلي وغالبا بترتيب معها- تنبئ بوجود تواطؤ منهجي من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي مع هؤلاء المتطرفين. واشار الى قيام وزير الخارجية ناصر جودة بارسال رسائل خطية الى وزراء خارجية الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي والى الامينين العامين لمنظمتي الامم المتحدة والتعاون الاسلامي يحذر فيها من هذه الاعتداءات الاسرائيلية المدانة والممنهجة على القدس الشرقية وعلى اهلها ومقدساتها ويبرز فيها بالتفصيل هذه الاعتداءات والاشكال التي تتخذها، كما حذر الاردن في رسائله من ان هذه الاعتداءات المدانة تنتج- لما للقدس من مكانة في قلب كل مسلم في العالم- اوضاعا تتهدد الامن والسلم الدوليين، مطالبا بان يقوم مجلس الامن الدولي- طبقا لمسؤولياته المحددة في ميثاق منظمة الامم المتحدة- باتخاذ التدابير الكفيلة بحمل اسرائيل على ايقاف كل هذه الاعتداءات والانتهاكات الجسيمة فورا وبشكل كلي ونهائي.
وقال مندوب الاردن انه على اثر العدوان الاثم الاخير لمتطرفين اسرائيليين على ساحات المسجد الاقصى وعلى الحرم القدسي الشريف، ارتأينا ان نطلب عقد هذه الجلسة الطارئة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، بغية التداول والتباحث حول هذه الاعتداءات الاسرائيلية التي باتت ذات نمط ممنهج، يشي بوجود مكائد اسرائيلية حالة وماثلة ومقلقة تستهدف الحرم القدسي الشريف والمسجد الاقصى بشكل مباشر، وتستوجب منا تبعا لذلك تطوير مقاربة عربية، واسلامية موحدة وفاعلة وشاملة (سياسية، ومالية ومعنوية واعلامية) للتصدي لهذه المكائد الاسرائيلية، ونأمل بان يفضي اجتماعنا الهام هذا اليوم الى تطوير مثل هذه المقاربة الفاعلة والشاملة الضرورية والمطلوبة والكفيلة بردع كل هذه الممارسات الاسرائيلية الخرقاء والمدانة.
وقال الدكتور الخصاونة انه بالنسبة لنا في الاردن فاننا نعاهد الله باننا سنظل ننهض بشرف وواجب الرعاية والحماية والصيانة والخدمة الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، مثلما اننا سنظل نقف الى جانب اخوتنا ابناء القدس وندعم بكل ما اوتينا صمودهم الاسطوري في مدينتهم، ونتصدى معهم كتفا بكتف لكل المحاولات الاسرائيلية الرامية الى تغيير وضع القدس الشرقية كمدينة محتلة، وفي منع تهويدها حتى تتحرر من نير الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، وسنهب بثبات للذود عن الحرم القدسي الشريف والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وسنقدم الغالي والنفيس حماية ورعاية وصيانة لهذه المقدسات.
وتحدث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في الاجتماع فدعا مجلس الأمن الى استصدار قرار واطلاق تحرك سياسي ودبلوماسي جدي ليس فقط لتجديد التضامن مع المقدسيين ولكن أيضاً من أجل تحرك دولي فعال لارغام اسرائيل على وقف انتهاكاتها المستمرة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وقال العربي ان هذا الاجتماع يأتي بناء على طلب المملكة الاردنية الهاشمية ودولة فلسطين وذلك لبحث مستجدات الوضع الخطير والمتدهور فى القدس، فى ضوء تصاعد وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية على مدينة القدس واخرها الاعتداءات التى قامت بها على المصلين ورجال الدين المسلمين ورجال الدين المسيحيين، والتى طالت أيضا توقيف فضيلة الشيخ محمد حسين مفتى القدس الشريف والديار الفلسطينية لعدة ساعات ، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه .
كما تحدث مندوبو فلسطين ومصر والجزائر والمغرب فاكدوا ان استمرار الانتهاكات الاسرائيلية تجاه القدس وتهجير اهلها وبناء الوحدات الاستيطانية والاعتداء على حقوقهم فى الصلاة يعكس وجود خطة اسرائيلية ممنهجة لتهويد القدس ،كما انه يشكل عقبة جديدة امام عملية السلام المتعثرة ،مؤكدين أن هذا التصعيد والعدوان المتواصل على الاقصى يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي .