اللمبي : مطالب الثورة لم تتحقق والمصريون يدفعون الثمن بدمائهم
فيها، فحققت أفلامه أعلى الإيرادات، وأصبح من أهم كوميديانات الوطن العربي.
إنه الفنان المصري محمد سعد الذي تحدث مع 24 عن فيلمه الجديد ‘تتح’ الذي يستعد للمنافسة به في موسم الصيف، وكذلك عن التضييق الذي تعرضت له شخصية اللمبي قبل الثورة، مؤكداً أنه لا يخشي على الفن من الإخوان لأنه ليس من أهدافهم، لكنه يخاف أن يستغلوه لتدعيم أفكارهم.
تتعاون في فيلمك الجديد مع المخرج سامح عبد العزيز، كيف تصف اللقاء؟
سامح عبد العزيز أبهرني خلال فترة تصوير الفيلم، فهو مخرج متمكن من أدواته ولديه حس فني عالي، تناول جوانب الشخصية التي أقدمها بشكل أعجبني للغاية، لذا كنت سعيداً للغاية بالتعاون معه، وأتمنى أن يتكرر لقاؤنا كثيراً خلال الفترات المقبلة لأن سامح عبد العزيز من المخرجين القلائل الذين يمتلكون شخصية قوية داخل بلاتوه التصوير، وهو ما يجعلني مطمئناً وأنا أقوم بتقديم العمل.
ما صحة ماتردد حول خلافك معه أثناء التصوير لتدخلك في عمله؟
هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، ويسأل عنه سامح وفريق عمل الفيلم، فقد اكتفيت بدوري فقط ولم أتدخل في أي من تفاصيل العمل، ولم تحدث بيني وبين سامح أية مشادات أو خلافات أثناء التصوير، بالاضافة لوجود سيناريو أكثر من رائع، وبه الكثير من المواقف الكوميدية التي صاغها المؤلفان، وحولّها الخرج سامح عبد العزيز إلى مشاهد متميزة قمة في الكوميديا، وقد أبهرتني حينما شاهدتها وهي في عملية المونتاج، وأتمنى أن يعجب الجمهور الذي سيشاهد الفيلم، وأعده أنه سيجد شيئاً مختلفاً للغاية.
هل يحمل الفيلم إسقاطات سياسية على المشهد السياسي الحالي؟
لم أرغب في أن يحمل الفيلم أي اسقاطات سياسية على مايحدث على الساحة السياسية حالياً. ولكن للأمانه كل الأحداث التي سيشاهدها المشاهد سيجدها من نوعية أحداث ‘شر البلية ما يضحك’، وأعتقد أن هذا واقعي أكثر، فليس شرطاً أن أقدم فيلماً لا يتحدث سوى عن السياسية، ولكن حينما يكون الفن مرآه للواقع فهذا أفضل لأنه يقدم صوره حقيقية عما يحدث في مصر، وسيجد صدى وتفاعلاً أكثر من الجمهور وهو شئ يسعدني للغاية، وأجد أنه شئ مميز.
إذن فانت ضد الإسقاطات السياسية المباشرة في الأفلام؟
أنا ضد المباشرة في تقديم الأعمال الفنية بشكل عام سواء في الرسالة التي يحملها الفيلم أو الإسقاطات السياسية أو مضمون العمل فالمباشرة تفسد الابداع، لذا إذا كان صنّاع العمل يرغبون في تقديم عمل فني يختلط بالسياسة فعليهم أن يبتعدوا عن المباشرة في التقديم تماماً حتى لا يفسد العمل، وفي أفلامي كلها أحاول بقدر الإمكان أن أبتعد عن الطرق المباشرة لتوصيل المعلومة أو مضمون المشهد فالإبداع له ألف وجه.
هل وجدت صعوبة في تصوير مشاهدك الخارجية في ظل حالة الانفلات الأمني التي تعاني منها البلد؟
التصوير كان صعباً للغاية ولكن ليس بسبب حالة الانفلات الأمني، وإنما بسبب صعوبة التصوير في أماكن خارجية بعينها، فقد تعرضت لحادث في قدمي، وأصبت بشرخ، خاصة وأنني كنت أقود دراجة بخارية، ولكن الفرامل تعرضت لعطل وكان أمامي حينها كاميرا التصوير فكنت خائفاً من أن تصطدم وتتحطم، لذلك انزلقت على قدمي، وظللت في منزلي لمدة 10 أيام كاملة بسبب ما حدث، وغير ذلك لم يحدث أي شئ آخر، وكانت معدلات التصوير تسير بشكل طبيعي، ولكن كان لابد لنا من الحرص على كيفية تقديم أي شيء في المشاهد الخارجية لأن الموافقات الأمنية كانت تصدر بصعوبة شديدة.
البعض وجه انتقادات للأفيش الذي تم طرحه للفيلم؟
أنا على أي حال احترم أي وجهة نظر تخرج حول الفيلم أو الأفيش الخاص به، سواء كانت تلك الآراء إيجابية أو سلبية، وأنا بالمناسبة أنظر لتلك الانتقادات على وجه الجد، وأعمل بها إن كانت صائبة، ولكني أؤكد أن لكل فنان طابع خاص به معروف عنه، وهو ما يجعلني أفيشاتي متشابهة لأنني محمد سعد، وبالتالي لابد أن يكون لي ‘لزمة’ معينة، وهو ما يعني أن الانتقادات في غير محلها، لأنها تنتقد شيئاً غير صحيح، وهو أنني لن أكون متغيراً بشكل كبير في الأفيش لأنني محمد سعد المعروف للجميع، وهو ما يظهر به كبار النجوم منذ قديم الأزل بشكل متعارف عليه دائماً.
ألم تخش المنافسة في ظل امتلاء الموسم بالأفلام الكوميدية؟
لست طرفاً في هذه المعادلة فهي خاضعة لحسابات المنتجين، وأنا أرى أن تعاوني مع أحمد السبكي شيء جيد للغاية، لأنه رجل مخضرم ويستطيع أن ينافس بشكل قوي ويعلم متى ينافس ومتى ينتظر قليلاً، وبالتالي فأنا لست طرفاً في هذه المسألة الخاصة بتسويق الفيلم، ولم يكن لي سوى الاهتمام بالجانب الفني فقط، والباقون يهتمون بقصة الجانب التسويقي والإنتاجي.
ما رأيك فيما يحدث على الساحة السياسية في الوقت الحالي؟
أعتقد أن الخريطة غير واضحة على الإطلاق في الوقت الحالي، ولكني أجد أن الشعب الذي قام بالثورة لا يعرف إلى أين تتجه بلده، لذلك يطالب بحقوقه وبتحقيق أهداف الثورة، وهذا في الوقت الذي لا يجد فيه تحقيقاً لهذه المطالب، وهذا ما يغضبه، خاصة وأن طوال الوقت يسقط شهداء، ويدفع المصريون الثمن من دمهم.
كيف ترى مستقبل الفن في ظل حكم الإخوان وتمدد التيارات الإسلامية بشكل عام؟
الإخوان لن يقتربوا من الفن أو يحاولون تهميشه لسبب بسيط، وهو أن أهدافهم بعيدة عن الفن، لكني أتصور أنهم قد يستخدمون الفن لتدعيم أفكارهم، وهو ما يجب أن ننتبه له وقتها.
البعض يخشي التضييق على حرية الابداع وخنقه بقيود حديدية؟
التضييق عانيت منه قبل الثورة عندما تم منع تصدير أي أعمال فنية يظهر فيها اللمبي خارج مصر بحجة أنه يسيء للمصريين، لكن بعد الثورة اكتشف الجميع أن شخصية اللمبي موجودة في بيوتنا وشوارعنا وحوارينا المصرية فتم التعامل معه بشكل طبيعي، أما التضييق الذي يتحدثون عنه فلا أتصور أن الأمر سيصل إلى هذه المرحلة، أما حرية الابداع فلا أتصور أن أحداً يمكنه المساس بها أي كان.