جونز: الكونغرس وافق على توفير ضمانات القروض الأردنية
اوباما عبر لدى مغادرته للمملكة “عن سعادته البالغة بالزيارة”، التي كان الهدف منها “التعبير عن الدعم الكبير من اميركا للأردن ودعم الشراكة بين البلدين”.
وأكد جونز، في مؤتمر صحفي في مقر اقامته امس، ان بلاده “ستعجل في تقديم المساعدة النقدية الجديدة للأردن، والتي اعلن عنها اوباما والبالغة 200 مليون دولار، حيث ستضاف للمساعدات السنوية”، لأن “الأردن بحاجة لهذه المساعدة، نظرا لاستجابته االقوية لأزمة اللاجئين السوريين”.
وأشار الى ان “هناك خطوات اجرائية لا بد من اخذها قبل ارسال المبلغ، اضافة الى استشارات في الكونغرس”، الا انه اكد انه “ليس قلقا” بهذا الشأن، لأن هناك “دعما كبيرا للأردن داخل مجلس الشيوخ”.
وأكد السفير ان مجلسي النواب والشيوخ أعطيا الادارة الأميركية “الاذن” لتوفير “ضمان القروض للأردن”، وهو البرنامج الجديد الذي اعلن عنه اوباما خلال زيارته.
وأوضح ان البرنامج الذي تم تأكيده بعد انتهاء زيارة أوباما للاردن، يعني “انه عند ذهاب الأردن الى سوق السندات فسيكون معه ضمانات بأن الولايات المتحدة تقف وراءه من حيث التزامه بتسديد القرض”.
وشرح أن “ضمانات القروض الأميركية للأردن” لها تأثير، بحيث انها ستقلل بشكل كبير “نسبة الفائدة المدفوعة وستمكن من الاقتراض وفقا لشروط افضل”، وتابع “تبعا لاتفاقية صندوق النقد الدولي فمن المتوقع ان على الأردن الذهاب الى سوق السندات على الأقل عددا من المرات، خلال سيره في عملية تمتين اقتصاده.. وضمانات القروض ستجعل العملية اسهل”.
في الشأن الاقليمي، وبخصوص سورية، افاد جونز ان الرئيس الأميركي شكر الملك والشعب الأردني للكرم المقدم للاجئين السوريين، وقال انه “اقر بأن على المجتمع الدولي فعل المزيد لدعم الأردن”.
وأكد ان الرؤساء الأميركيين والأجانب، الذين يزورون الأردن، “يقدرون عاليا الفرصة بالحديث مع الملك عن قضايا استراتيجية في المنطقة”. ووصف الحوارات بين الزعيمين بـ”المرضية جدا” للجانب الأميركي، كما اكد ان اميركا تتشارك مع الأردن “بوجهات النظر المتشابهة جدا حول سورية”.
ولفت جونز الى ان الرئيس اوباما قال بكل وضوح في عمان إن “اميركا تدعم الأردن وامنه الوطني، وملتزمة به بوجه التحدي السوري، وهذه يعزز الامن الاقليمي بسبب دور الأردن الاستراتيجي في المنطقة”.
وقال إن الرئيس اشاد بالملك عبدالله الثاني وبعملية الاصلاح التي يقوم بها، وهنأه على التقدم الذي تحقق، و”شجعه على الاستمرار بمتابعة رؤيته للإصلاح”.
ونوه جونز الى استعداد بلاده لدعم الأردن “تقنيا في امور مثل الإصلاح القضائي والبرلماني ومكافحة الفساد، وسنكون سعيدين للتزويد بهذه المساعدة لو طلب منا ذلك”.
وحول وصف أوباما، في مؤتمره الصحفي بعمان، الانتخابات البرلمانية الأردنية الاخيرة بـ”خطوة ايجابية باتجاه عملية سياسية بها المزيد من الشفافية والشمولية والمصداقية”، وان كان يعني هذا ان “الانتخابات لم تكن شفافة وذات مصداقية”، قال جونز ان تصريحات الرئيس بخصوص الانتخابات عكست “آراء بعثات المراقبة الدولية، والتي جاءت بنتيجة متشابهة بأن هذه الانتخابات مثلت خطوة الى الأمام في الشفافية والمصداقية، وأن تأسيس الهيئة المستقلة للانتخاب يمثل التزام سياسي وقدرة مؤسسية لإدارة الانتخابات وفقا لممارسات متبعة حول العالم”.
وأضاف “جميع المراقبين أبرزوا حاجة قانون الانتخاب لتحسين، وهذا يعود للقيادة والشعب الأردنيين (..)”.
وردا على سؤال حول وجود اتفاق لإعادة إطلاق المفاوضات أو إجراء لقاء بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عمان في حزيران (يونيو) القادم، اشار الى خطاب اوباما في القدس، وقال إنه “ادلى بتصريح قوي جدا دعا فيه الى السلام وايجاد حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
وقال “لا اعتقد اننا ندعو لعملية ولكننا ندعم عملية.. ولا استطيع ان اؤكد لقاءات في حزيران بين الجانبين.. لكن ما يدعو له الرئيس هو المضي قدما الى حل الدولتين”.
وردا على سؤال حول ما ذكره وزير الخارجية ناصر جودة مؤخرا عن توجه وفد عربي الى واشنطن الشهر القادم للمضي قدما في مبادرة السلام العربية، قال جونز “بالطبع هم مرحب بهمن وسنكون سعيدين لاستقبالهم، واعتقد انها فكرة جيدة، ولا اعلم ان كان الموعد حدد بعد”.
وحول الانتقادات التي رافقت زيارة اوباما، وانها لم تحمل مبادرة سلام، اشار جونز الى ان “الادارات الأميركية كانت تتهم بتقديم وعود مبالغ فيها، وعدم تطبيقها، والآن في هذه الحالة، لا احد يستطيع ان يلقي تهما بالمبالغة في الوعود.. ولكننا لا نتسطيع ان ننكر تأثير الخطاب الذي ألقاه الرئيس في القدس، والذي مثل حوارا قويا ومهما مع ضغط حقيقي على الجانبين للتحرك باتجاه السلام”.
وأكد ان اميركا ملتزمة في هذا الصدد، مشيرا الى ان وزير الخارجية جون كيري “بقي في المنطقة والتقى (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس وأطراف أخرى.. وسنرى الى أين سيقودنا هذا، ولن اعد بأن شيئا سيحصل فورا”.
وجدد جونز موقف بلاده من الأزمة السورية، وقال “نحب أن نرى رحيل نظام الأسد، وندعم المجلس الوطني للمعارضة السورية، ونوفر مساعدات مادية وإنسانية.. كما ندعم الآن الجيش السوري الحر بمساعدات غير قاتلة، على شكل وجبات طعام عسكرية وعدد طبية”.
وأكد انه لا يوجد قرار لدى الادارة الاميركية لدور عسكري في سورية، وانه “ليس هناك مبرر اممي ولا طلب من الجامعة العربية في هذا الصدد”.
وفي رده على سؤال فيما اذا كان التدخل العسكري “يبقى أحد الخيارات المطروحة”، قال “الرئيس اوباما لم يقل انه لا يوجد خيار عسكري، لكن ليس هذا موقفنا الآن”.
وردا على استفسار حول تقارير عن قوات أردنية اميركية مشتركة ستذهب الى سورية للسيطرة على الأسلحة الكيماوية، قال جونز “لا توجد سياسة او قرار لمثل هذا العمل، والرئيس كرر مرارا ان استخدام الأسلحة الكيماوية هو خط احمر بالنسبة لنا، وسيغير قواعد اللعبة، ولكننا لم نقل ابدا الكيفية التي ستتغير فيها قواعد اللعبة”، واستدرك “لكننا لا نستثني اية خيارات.. الا انه في الوقت الحالي لا قرار للقيام بهذا الفعل”.
وحول الأنباء التي تحدثت عن تدريب عسكري اميركي لقوات من المعارضة السورية، قال السفير “نحن ندرب السياسيين في المعارضة السورية ونوفر تدريبا لمجتمعات التنسيق المحلية داخل سورية حول كيفية ادارة البلديات مثلا”.