عاجل

هل الولاء للوطن تسحيج ؟؟؟

وكالة الناس – كتب . د عصام الغزاوي – دعاني أحدهم بالسحيج كوني أكتب عن تاريخنا الأردني المشرق، ووجدتها فرصة لأكتب عن موضوع التسحيج الذي يُستعمل هذه الأيام بكثرة فالكلمة مشتقة من السحجة وهي فولكلور أردني بإمتياز وتعني التصفيق بحرارة  وعلى أنغام الحداية ينشدون كلمات و أبيات مغنّاة تُغنى في مناسبات الأفراح وفي الزفات الشعبية وتزداد حرارتها وقوتها مع إرتفاع شدة الأصوات الذي يملئ المكان مع تحريك للجسد حسب الإيقاع الموسيقي ، والتسحيج !! في الثقافة الأردنية تُطلق على كل من يقف إلى جانب وطنه يدافع عن مكتسباته وإنجازاته ويفتخر بتاريخه المشرق ويدين بالولاء لنظامه ويستعمل المعارضون وصف سحيج لكل من يخالفهم بالرأي ويدافع عن كل ما هو إيجابي ومشرق في الوطن فهم لا يتقبلون الفكر الآخر ولا يَرَوْن إلا كل ما هو سلبي ليقوموا بجلد وطنهم بالسياط، أود أن أقول لهؤلاء ورغم كرهي لإستعمال كلمة تسحيج في غير مكانها إن من تتهمه بالتسحيج في موضوع الولاء للوطن والنظام تكون في نفس الوقت أنت نفسك تسحج مع الجانب الآخر الذي يحمل السوط للوطن والنظام ، الأصل وبدلاً من إتهام أي شخص بالتسحيج لهذا أو ذاك تعالوا نتعلم ( أدب الإختلاف ) وثقافة تقبل الرأي الآخر فالإختلاف سُنة كونية وضرورية في نظام الخلق وهي أخلاق تحضر عند تعدد وجهات النظر … بعمر الاختلاف ما أفسد للود قضية ولا نزغ مابين الإخوة، ما تراه سلبياً في نظرك قد يكون إيجابياً في نظري وبدلاً من الإتهامات وجلد الوطن لنعمل جميعاً على تعظيم الإيجابيات وتصويب ومعالجة السلبيات فالوطن بحاجة لكل الأيدي البناءة ويتسع لكل الأفكار، تلك ثقافة للأسف ما زالت غير متأصلة فينا لو زرعناها في نفوسنا لوجدنا الخير الكثير لنا ولوطننا ولحين ذلك شكراً لكل المسحجين مع وطنهم ….