أهل الأغوار .. من يغيثهم ؟
وكالة الناس – كتب د. عصام الغزاوي – أهلنا في الأغوار الأردنية أُناس بسطاء طيبون ومتواضعون ، يتقربون إلى الله تعالى الذي بيده الخير والذي يرسل السماء عليهم مدراراً لتنبت مزروعاتهم وتأكل مواشيهم التي منها يعتاشون وعليها يعتمدون في عيشهم الكريم وهم في نفس الوقت يخشون المسؤولين الحكوميين ويتجنبون إغضابهم ، فبيدهم التحكم بمصير أرزاقهم أيضاً فهم يتحكمون بكميات مياه الري وببرامج توزيعها وهم أصحاب القرار بتسعيرة المنتجات الزراعية وبمواسم إستيرادها وتصديرها ، أحياناً يكون قرار ظالم بالسماح بإستيراد الحمضيات أو الخضار في ذروة موسمها يحمل الدمار لحياة الآف الأسر من مزارعي الأغوار الذين يعقدون الأمال على بيع منتوجاتهم بأسعار مناسبة ، لهذه الأسباب وغيرها بقي مواطن الأغوار مسالماً يسعى لكسب ود الحكومة ومسؤوليها الأمر الذي حرمه من أبسط حقوقه في خدمات البنية التحتية ولن أدخل في تفاصيلها فهي معروفة للجميع . تختلف مطالب المواطنين الأردنيين بإختلاف مناطقهم وتأثيرهم ونفوذهم وتبقى مطالب أهلنا بالأغوار متواضعة أمام مطالب مناطق أخرى ، أبناء الأغوار الشمالية (وهي جزء من شريط الأغوار الممتد من شمال المملكة إلى جنوبها) ورغم أنه يُعتبر سلة الغذاء الرئيسة للأردن إلا أن مواطنيه ما زالوا ليسوا ضمن أولويات دوائر صنع القرار وبرامج التنمية ، هم لم ينسوا سنوات الحروب والدمار التي عانوا خلالها من الإعتداءات الإسرائيلية وقدموا فيها قوافل من الشهداء الأبرياء وقبلوا على مضض إتفاقية السلام مع إسرائيل لعل مناطقهم تشهد بعض المكاسب التنموية ولكن للأسف المكاسب الوهمية لم تطالهم ، فالأغنياء في العاصمة زادوا غناءً والفقراء في الأغوار زادوا فقراً ، ويبقى السؤال الكبير إلى متى سيبقى أهالي الأغوار مهمشين ومتى سيتم إنصافهم خدماتياً .
