الحلم الموؤود" بقلم. الأستاذ خالد القطيشات
في صباح ذلك اليوم الندي خرج أحمد يحدوه الأمل متوجها إلى مدرسته التي أمضى فيها اثني عشر عاما باذلا كل ما استطاعه من جهد مع رفاق دربة ليتوجوا تلك السنين بنيجتة هو ذاهب اليوم للحصول عليها فقد أعلن في التلفاز أن اليوم هو موعد نتائج الثانوية العامة. الجميع في البيت متأهبون لسماع ذلك الخبر السعيد فقد بذل أحمد جهودا حثيثة لم يقصر يوما كان حلمه الكبير أن يرتدي ذلك الرداء الأبيض الأنيق الذي علق على صدره اسم الطبيب أحمد. قال لأمه في ذلك الصباح: ستكونين فخورة بي بأذن الله وعندما أعود أريد أن أشم رائحة القهوة العربية الأصيلة تفوح في أرجاء المنزل بانتظار المهنئين، وأنت يا أخي محمود علق الزينات وارفع رايات الوطن فوق سطح منزلنا … أنا واثق مما قدمت ولن يخيب الله لي رجاء . قالت فاطمة : سيكون يوما مميزا يا أخي لن ننساه جميعا طوال حياتنا فلا فرحة تعدل فرحة النجاح … هي الفرحة الكبرى ستسمع أحلى الزغاريد وأجمل الأغنيات عندما تعود لنا بتباشير الفرح ..انطلق أحمد يغذ السير نحو المدرسة التقى برفاق الدرب كانت الوجوه مرتبكة قلقة نظر أحمد في الأوراق المعلقة على حائط المدرسة نعم … قالها أحمد بكل عنفوان، نعم ها أنذا اقترب من الحلم … يا إلهي أشكر فضلك، فالمعدل كما انتظرت وتوقعت .. الحمد لله .. قالها ساجدا ممتنا لمولاه . اجتمع أصدقاءه حوله .. حملوه ورفعوه عاليا .. فقد كان الأول على بينهم، انطلق أحمد بسرعة عائدا إلى البيت يبحث عن قوة تطير به إلى أحبائه الذين ينتظرون عودته بفارغ الصبر لكن شيئا ما حدث … أوقف خطاه .. كانت ضربة قوية في صدر ذلك الشاب المفعم با لحيوية .. لم لا استطيع الحراك … ما الذي حصل لي ؟؟؟ أمي … أمي … تعالي وساعديني … أود أن ارتمي في حضنك الدافئ لأهنئك فسهرك معي وتعبك المتواصل وجميل دعائك لم يذهب سدى … لكن يا أمي تسمرت قدماي ….. تعالي حبيبتي واخبريني ماذا حدث لي . تعالت الصيحات حول أحمد … صراخ يملأ المكان … لكن دون جدوى تمرد قلبه على الحياة .. نعم فارق الحياة قبل أن يشم رائحة قهوة أمه، فقد كانت الرصاصة أقوى من كل الأحلام أسرع من كل الخطى قتل أحمد … وارتدى ثوبا ابيض مختلفا تماما… وكان اليوم مميزا يا فاطمة … فقد دفنت فيه الفرحة والحلم بفعل رصاصة طائشة أطلقتها يد متهورة غادرة عبرت عن فرحتها بكل أنانية … متناسية حقوق الآخرين … وائدة أحلامهم في مهدها . مدير المدرسة: خالد القطيشات